اليمين الكندي... أول ضحايا اليمين الأميركي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليمين الكندي... أول ضحايا اليمين الأميركي - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 08:21 صباحاً

مفارقة؟ لا.

بينما كان اليمين يدعو إلى تحالف عالمي بين مختلف أطيافه، نسي أن طبيعته القائمة على المشاعر والمصالح القومية والوطنية أولاً، تعرقل تحالفاً كهذا، بالحد الأدنى على المدى البعيد. وتتعقد الأمور أكثر حين يقود اليمين العالمي المفترض رئيسٌ أميركي كدونالد ترامب. سريعاً، نتجت عن رئاسته المتقلبة خسارة المحافظين الكنديين للانتخابات البرلمانية.

 

تقدم "المحافظون" في استطلاعات الرأي الكندية منذ ثلاثة أعوام تقريباً. وفي أواخر الخريف الماضي، تفوقوا على "الليبراليين" بـ 24 نقطة مئوية. ثم جاء ترامب وبدأ يصف رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو بـ "الحاكم" وبأن كندا هي "الولاية الواحدة والخمسون" للولايات المتحدة. وجعلت التعريفات الجمركية الوضع أسوأ بالنسبة إلى "المحافظين".

 

لم يتعرفوا إلى صورته

قبل خمسة أشهر فقط من استقالة ترودو من منصبه مطلع السنة الحالية، قلة كانت تعرف وجه المرشح الجديد إلى رئاسة الحزب الليبرالي مارك كارني، بالرغم من أنه خدم بلاده في مناصب عليا. فحين عُرضت صورة الحاكم الأسبق لمصرفي كندا (2008-2013) وإنجلترا (2013-2020) المركزيين على عينة من الكنديين، لم يدرك 93 في المئة من المستطلعين أنها صورة كارني. هذا قبل فوز الأخير برئاسة الحزب في آذار/مارس الماضي بنسبة كادت تصل إلى 90 في المئة. كانت أفضل هدية من ترامب لكارني؛ قبل أن يتبعها بهدية أفضل في 28 نيسان/أبريل الحالي.

 

قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية، حاول ترامب في منشور عبر "تروث سوشل" إملاء رغباته على الكنديين في كيفية اختيار مرشحيهم. رد رئيس "المحافظين" بيار بوالييفر عبر دعوة ترامب إلى عدم التدخل في شؤون الكنديين. لكن ما كُتب قد كتب. حرم الرئيس الأميركي "المحافظين" الكنديين من أي أسلحة فعالة لحشد الناخبين، ومن بينها التحذير من "اليقظوية" والسياسات البيئية "المتطرفة" لليبراليين وخصوصاً "الضريبة على الكربون" التي أدت إلى التضخم بحسب رأيهم. خلال الحملة الانتخابية، دعا بواليفيير المنديين إلى التخلص من الضريبة عبر شعار جذاب: “axe the tax”. تبخّرت تلك الأسلحة سريعاً.

 

نبرة متحدّية

خرج الليبراليون فائزين في الانتخابات، وخرج كارني متحدّياً أكثر: "كما كنتُ أحذر طوال أشهر، تريد أميركا أرضنا ومواردنا ومياهنا وبلادنا. لكن هذه ليست تهديدات خاملة. يحاول الرئيس ترامب كسرنا كي تستطيع أميركا امتلاكنا. هذا لن يحدث أبداً".

 

اعترف بوالييفر بالخسارة "بفارق ضئيل جداً" وأعلن أن المحافظين سيعملون مع كارني وأحزاب أخرى في "الدفاع عن مصالح كندا" و"حماية سيادتنا".

 

أرقام لافتة

أيقظ ترامب المشاعر القومية الكندية لكن ارتدت عليه بطريقة عكسية. لم يخسر بوالييفر الانتخابات العامة وحسب، بل خسر مقعده الخاص في كارلتون (أونتاريو) بعدما فاز به لأول مرة سنة 2004، ثم احتفظ به طوال عقدين من الزمن. حرمه ذلك من الانتصار للمرة الثامنة على التوالي. وكانت هذه الخسارة الأولى لزعيم حزبي بارز منذ سنة 1993. في تلك الدائرة، هيمن المحافظون لفترة طويلة حيث لم يستطع الحزب الليبرالي إيصال نائب طوال ستين عاماً.

 

بيار بوالييفر (أ ب)

بيار بوالييفر (أ ب)

 

في الوقت نفسه، ضمن كارني مقعده في نيبيان (أوتاوا) بسهولة بعد حصده 74 في المئة من الأصوات. سنة 2021، فازت المرشحة الليبرالية السابقة عن هذه الدائرة بـ 46 في المئة من الأصوات. سمحت النتائج الأخيرة لليبراليين بالاحتفاظ برئاسة الحكومة لأربع ولايات متتالية.

 

مع ذلك، لم تكن كل الأمور سيئة بالنسبة إلى المحافظين. فقد رفعوا نسبة تأييدهم الشعبي من 34 في المئة سنة 2019 إلى 41 في المئة اليوم وهو رقم قياسي بالنسبة إلى أداء المحافظين في العقود القليلة الماضية. مع ذلك، ظل الرقم أقل بكثير من التوقعات، كما أقل من التقدم الذي حققه الليبراليون والذي ناهز نحو 10.9 نقاط مئوية.

 

مشكلة في التفويض

حتى كتابة هذه الأسطر، لم يكن واضحاً ما إذا كان كارني سيفوز بالغالبية المطلقة من المقاعد 172، أم سيكتفي بتشكيل حكومة أقلية مع نحو 168 مقعداً، على أن تتعاون مع الأحزاب الصغيرة الأخرى. لكن حزبه سيكون حاضراً في الحكم. بحسب الكاتب في صحيفة "ذا غلوب أند مايل" الكندية كامبل كلارك، إن اللحظة هي التي صنعت مارك كارني. غير أن التفويض الذي مُنح له كي يتعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية المقبلة ليس صلباً كما كتب.

 

لا يزال من المبكر التفكير في المشاكل المستقبلية. فالنتيجة تستأهل فرحة الليبراليين. قبل أشهر قليلة وحسب، كان حزبهم "ميتاً ومدفوناً" بحسب تعبير جيسيكا مورفي من "بي بي سي".

 

وها هو الآن حياً يرزق... بفضل ترامب.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق