في خطوة رسمية تهدف إلى ضبط المشهد الإعلامي خلال تغطية جنازات الفنانين والمشاهير، أعلنت نقابة الصحفيين المصرية، بالتعاون مع نقابة المهن التمثيلية، اعتماد حزمة من الإجراءات التنفيذية الجديدة، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد مساء الثلاثاء 29 أبريل/ نيسان 2025.

شراكة مع "سكنة" لتنظيم مراسم الجنازات

كشف نقيب الصحفيين خالد البلشي أن النقابة أبرمت اتفاقية تعاون مع شركة "سكنة" المتخصصة في تنظيم مراسم الجنازات. وتهدف هذه الخطوة إلى تقديم خدمات مهنية منظمة لأعضاء النقابة، مع التأكيد على احترام الخصوصية في المواقف الإنسانية الدقيقة.

وأوضح البلشي أن الشركة ستتولى تحديد الإجراءات والخطوات المسموح بها أثناء التصوير في جنازات الفنانين وذويهم.

الفصل بين الجنازة والعزاء

شدد البلشي خلال المؤتمر على ضرورة التفرقة الواضحة بين الجنازة باعتبارها حدثاً عاماً، والعزاء بوصفه مناسبة خاصة لا يجوز التصوير فيها إلا بموافقة صريحة من أهل المتوفى.

وأكد أن تغطية الجنازات لطالما كانت حقاً أصيلاً للصحافة، لكن دون تجاوز حرمة الموقف أو اقتحام خصوصية أسر الراحلين.

منع التصوير داخل المقابر

أبرز الإجراءات المتفق عليها تمثلت في حظر التصوير بشكل قاطع داخل المقابر. واعتبر البلشي أن تصوير لحظات الدفن أو التسلل إلى المقابر تحت أي غطاء مرفوض تماماً، مشدداً على أن المشهد الجنائزي يجب أن يظل محتفظاً بهيبته، بعيداً عن التطفل أو السعي وراء المشاهدات.

موافقة أهل المتوفى شرط لتغطية العزاء

من جانبه، أكد نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي أن العزاء مكان خاص لا يُسمح بتصويره دون موافقة مسبقة من أسرة الفقيد.

وأوضح أن النقابة لا تعارض العمل الصحفي، بل تتحفظ على من وصفهم بـ"المندسين"، ممن ينتحلون صفة صحفيين لتحقيق مشاهدات عبر انتهاك اللحظات الخاصة لعائلات الفنانين.

آلية مهنية لتنظيم التغطية

تضمنت الإجراءات الجديدة إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية تضم أسماء الصحفيين والمصورين المصرح لهم بتغطية مراسم الجنازات والعزاءات.

وسيتم تسليم كل منهم "فيست" مميز يحتوي على كود خاص، إضافة إلى كارنيه النقابة، ما يسهل التحقق من هوية المراسلين الميدانيين ويمنع تسلل غير المهنيين.

التغطية باحترام لا بتطفل

أجمع البلشي وزكي على أن هذه الضوابط لا تستهدف الحد من حرية العمل الصحفي، بل تسعى لتحقيق توازن ضروري بين حرمة الموتى وكرامة أسرهم، وبين دور الصحافة في التوثيق والنقل المهني.

وأشارا إلى أن المشهد الإعلامي في هذه اللحظات الحساسة يحتاج إلى تنظيم يحفظ القيم الإنسانية دون المساس بحقوق التغطية المنضبطة.

رسالة تقدير من الفنانين للإعلام

اختتم المؤتمر بتأكيد الطرفين أن العلاقة بين الفنانين والصحفيين قائمة على التقدير والاحترام، وأن الفنانين المصريين لا يمكنهم الاستغناء عن الإعلام، لكنهم يطالبون فقط بالحفاظ على حرمة المواقف الإنسانية وعدم استغلالها بحثاً عن التفاعل الرقمي.

جدل جنازة سليمان عيد

وتأتي هذه الحزمة من القرارات المشتركة بين نقابتي الصحفيين والفنانين، بعد  الجدل الذي شهدته جنازة الفنان الراحل سليمان عيد، بعد تجاوزات لفظية نسبت إلى المخرج محمد السباعي زوج الفنانة آية سماحة تجاه المصورين الصحفيين أثناء تغطيتهم للمراسم.

شعبة المصورين بنقابة الصحفيين أصدرت بياناً رسمياً استنكرت فيه هذه التصرفات، معتبرةً أنها تمثل إهانة مباشرة لكرامة المصورين الصحفيين، وطالبت بفتح تحقيق رسمي من قبل نقابتي المهن التمثيلية والسينمائية، مع تقديم اعتذار علني يحفظ كرامة الصحفيين .​

من جانبها، قدمت آية سماحة اعتذاراً عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، مؤكدةً احترامها الكامل هي وزوجها للصحفيين والمصورين، وأنها لم تكن تقصد الإساءة لأي منهم، لكن البيان الصادر عن شعبة المصورين أشار إلى أن الاعتذار غير كافٍ، مطالباً باتخاذ إجراءات رسمية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.​

واقعة سليمان عيد ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها أزمات مشابهة في جنازات فنانين مثل صلاح السعدني، حيث شهدت مراسم الجنازة مشادات بين الصحفيين وأفراد من عائلة الفنان الراحل، ما دفع نقابة المهن التمثيلية إلى إصدار قرار بمنع حضور الصحفيين للعزاء، احتراماً لرغبة الأسرة.