أنهى سوق الأسهم السعودية “تداول” جلسة تداول يوم الثلاثاء على انخفاض، ليعود المؤشر العام “تاسي” إلى المنطقة الحمراء بعد جلسة متذبذبة شهدت أداءً سلبياً لثلاثة من القطاعات الرئيسية، هي الاتصالات، الطاقة، والبنوك.

وجاء هذا التراجع على الرغم من تحسن ملحوظ في السيولة مقارنة بالجلسة السابقة، مما يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين وسط متابعة دقيقة لتطورات السوق.

اقرأ أيضًا: موعد عيد الأضحى في السعودية 2025.. كم عدد أيام الإجازة؟

تراجع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية

وأغلق المؤشر العام للسوق “تاسي” على انخفاض بنسبة 0.33%، بخسارة بلغت 38.43 نقطة، ليستقر عند مستوى 11,746.20 نقطة.

ويعكس هذا الانخفاض استمرار الضغوط على السوق، حيث تأثر الأداء العام بسلبية القطاعات الكبرى، رغم محاولات بعض القطاعات الأخرى تحقيق مكاسب طفيفة.

ارتفاع السيولة وانخفاض كميات التداول

وشهدت الجلسة تحسناً في قيم التداول، حيث بلغت 6.87 مليار ريال، مقارنة بـ 6.49 مليار ريال في جلسة الإثنين السابقة، مما يشير إلى زيادة في نشاط المستثمرين.

ومع ذلك، تراجعت كميات الأسهم المتداولة إلى 333.76 مليون سهم، مقابل 382.68 مليون سهم في الجلسة السابقة، مما يعكس تركيز التداولات على صفقات أكبر من حيث القيمة ولكن بكميات أقل.

أداء القطاعات في سوق الأسهم السعودية

وعلى صعيد القطاعات، تصدر قطاع الاتصالات قائمة الانخفاضات بنسبة 0.8%، متأثراً بتراجع أسهم الشركات الكبرى في هذا القطاع.

وتبعه قطاع الطاقة الذي انخفض بنسبة 0.42%، في ظل تقلبات أسعار الطاقة عالمياً وتأثيرها على توقعات المستثمرين.

كما شهد قطاع البنوك تراجعاً بنسبة 0.40%، مما زاد من الضغط على أداء المؤشر العام.

وفي المقابل، تمكن قطاع المواد الأساسية من تحقيق ارتفاع طفيف بنسبة 0.16%، ليكون من بين القطاعات القليلة التي سجلت أداءً إيجابياً خلال الجلسة، مما قدم بعض الدعم المحدود للسوق.

تباين واضح بين الرابحين والخاسرين

وعلى مستوى الأسهم الفردية، شهد السوق تبايناً واضحاً في الأداء، وتصدر سهم “العربية” قائمة الأسهم الرابحة بارتفاع ملحوظ بلغ 9.88%، ليحقق أداءً استثنائياً وسط تفاؤل المستثمرين بأداء الشركة.

وشملت المكاسب 86 سهماً آخر، مما يعكس وجود جيوب من التفاؤل في السوق.

وفي المقابل، أغلق 157 سهماً باللون الأحمر، مع تصدر سهم “الاستثمار ريت” قائمة الخاسرين بانخفاض نسبته 3.39%.

ويعكس هذا العدد الكبير من الأسهم المتراجعة الضغوط العامة التي يواجهها السوق.

“معادن” و”الباحة” في المقدمة

وتصدر سهم “معادن” نشاط التداول من حيث القيمة، حيث بلغت قيمة تداولاته 698.83 مليون ريال، مما يعكس الاهتمام الكبير بهذا السهم من قبل المستثمرين.

أما على صعيد الكميات، فقد تصدر سهم “الباحة” القائمة بكمية تداول بلغت 65.08 مليون سهم، مما يشير إلى نشاط مكثف لهذا السهم خلال الجلسة.

أداء سلبي للسوق الموازية بسوق الأسهم السعودية

ولم يكن السوق الموازي “نمو” بمنأى عن الأداء السلبي، حيث أغلق مؤشر “نمو حد أعلى” على انخفاض بنسبة 0.31%، بخسارة 89.34 نقطة، ليصل إلى مستوى 28,331.37 نقطة.

ويعكس هذا التراجع استمرار الحذر بين المستثمرين في السوق الموازي، الذي يضم العديد من الشركات الناشئة والصغيرة.

ويأتي أداء السوق في ظل متابعة المستثمرين لعدد من العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية، بما في ذلك تطورات أسعار النفط، التي تؤثر بشكل مباشر على قطاع الطاقة، وتوقعات الأداء المالي للشركات المدرجة.

كما يراقب المستثمرون عن كثب السياسات النقدية وتأثيرها على القطاع البنكي، إلى جانب التطورات التكنولوجية التي تلعب دوراً مهماً في أداء قطاع الاتصالات.

ويشير التحسن في السيولة إلى استمرار الاهتمام بالسوق، لكن انخفاض كميات التداول قد يعكس ترقباً لمزيد من الوضوح حول اتجاهات السوق في الفترة المقبلة.

ومع استمرار التقلبات، يتوقع المحللون أن يظل السوق تحت ضغط حتى ظهور محفزات إيجابية، مثل نتائج مالية قوية للشركات أو تطورات إيجابية في الأسواق العالمية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط