يعمل العلماء في الصين على تصنيع طائرات ركاب تفوق سرعتها ما نعرفه حاليًا بأشواط، المحرك الصيني الجديد الذي يُمكنه الطيران بسرعة تعادل ماك 16 – أي أكثر من 20 ألف كيلومتر في الساعة – قد يحدث ثورة شاملة في عالم النقل الجوي.

الصين تطور أول طائرة ركاب فرط صوتية

أعلن فريق من الباحثين في “معهد بكين لتكنولوجيا الدفع” عن تطويرهم أقوى محرك نفاث فرط صوتي في العالم، هذا المحرك التجريبي قادر نظريًا على الطيران بسرعة تتجاوز ماك 16، أي ما يعادل 12400 ميل/ساعة، مع القدرة على التحليق على ارتفاعات تصل إلى 98 ألف قدم.

وقد تم توثيق تفاصيل الإنجاز في دورية علمية صينية مرموقة متخصصة في تقنيات الدفع الجوي، مما أثار اهتمام الأوساط العلمية والعسكرية عالميًا.

طائرة ركاب فرط صوتية.. من القاهرة إلى نيويورك في ساعتين

في حال تحققت هذه الرؤية، يمكن أن تختصر الرحلات بين قارات العالم من ساعات طويلة إلى مجرد ساعتين أو أقل. الرحلة بين القاهرة ونيويورك – التي تستغرق حاليًا حوالي 20 ساعة – ستُصبح ممكنة في وقت قياسي، ما يُعيد تعريف مفاهيم السفر، والسياحة، والتجارة، والعلاقات بين الشعوب.

لكن الطريق ما زال طويلاً: تحديات تقنية واقتصادية

رغم الحماسة، لا تزال هناك عقبات تقنية ضخمة. أولها مشكلة الحرارة الهائلة الناتجة عن الاحتكاك بالغلاف الجوي، والتي قد تُعرض جسم الطائرة للتلف، كما أن تطوير مواد تتحمل هذه الحرارة، وأنظمة تبريد فعالة، لا يزال في طور البحث.

من جهة أخرى، تمثل التكاليف الباهظة عائقًا كبيرًا، خصوصًا في المراحل الأولى، حيث قد يقتصر استخدام هذه الطائرات على الأثرياء أو الأغراض الخاصة، ما يُثير تساؤلات عن مدى إمكانية تعميمها.

استخدامات عسكرية محتملة.. هل نشهد سباق تسلح جديد؟

التطبيقات العسكرية لهذا النوع من المحركات لا تقل أهمية عن استخدامها المدني. فبفضل هذه السرعات، يُمكن للطائرات أو الصواريخ المزودة بها أن تصل إلى أهداف بعيدة في دقائق، ما يُغير من قواعد الاشتباك والاستراتيجية العالمية، ويدفع القوى الكبرى نحو منافسة تسليحية جديدة تشبه ما كان قائمًا في الحرب الباردة.

البُعد البيئي: سؤال يجب ألا يُهمَل

التأثيرات البيئية لهذه السرعات العالية – خاصة من حيث الانبعاثات والتلوث الضوضائي – يجب أن تُدرس بعناية. فالتكنولوجيا وحدها لا تكفي دون ضمان استدامتها وصلاحيتها على المدى الطويل.

العالم يدخل سباقًا جديدًا: الصين ليست وحدها

الصين ليست الدولة الوحيدة التي تطور تقنيات الطيران الفرط صوتي؛ فكل من الولايات المتحدة، اليابان، فرنسا، وألمانيا تعمل على مشروعات مشابهة، ويبدو أننا على أعتاب سباق تقني عالمي قد يُغير شكل العالم كما نعرفه.

المستقبل أقرب مما نعتقد

رغم أن هذه الطائرات ما تزال قيد التجربة، إلا أن المسار واضح: المستقبل قد يحمل إلينا طائرات تجارية تتجاوز حدود الخيال. ربما نكون قريبين جدًا من زمن تُصبح فيه رحلات عبر القارات مسألة ساعتين فقط. عالم جديد في الأفق… والسؤال فقط: متى؟

اقرأ أيضاً: ترتيب الجيش المصري في 2025.. صعود استراتيجي مدعوم بصفقة الرافال

نسخ الرابط تم نسخ الرابط