في زمن نادر فيه أن يفرض لاعب شاب نفسه بين الكبار مبكراً، يواصل لامين يامال، نجم برشلونة المتوهج، كسر القواعد والأرقام، ففي عمر لم يتجاوز السابعة عشرة، يقف الجناح الشاب على أعتاب إنجاز فريد من نوعه وهو خوض المباراة رقم 100 مع الفريق الأول، وذلك في مواجهة نارية ضد إنتر ميلان، ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

ومنذ ظهوره الأول مع الفريق في نيسان/أبريل 2023، لم يحتاج يامال إلى الوقت ليثبت أنه حالة استثنائية، بل أكد من أول لمسة أن برشلونة وجد جوهرته الجديدة، ولم يكن مجرد شاب موهوب، بل لاعب بجرأة الكبار، يطلب الكرة تحت الضغط، ويصنع الفارق حين تتطلب اللحظة ذلك.

بداية أسطورية
في عمر 15 عاماً و290 يوماً فقط، دخل لامين أرض الملعب بقميص الفريق الأول أمام ريال بيتيس، مسطراً أول سطر في مسيرة لم تعرف التوقف، ومنذ تلك اللحظة، فرض نفسه كلاعب أساسي في تشكيلة تضم أسماء مخضرمة، وجعل من قميصه رقم 27 رمزاً للأمل والطموح في مشروع النادي الكاتالوني الجديد.

أرقام تثبت العبقرية
99 مباراة هي ما خاضه حتى الآن، سجل خلالها 21 هدفاً وقدم 26 تمريرة حاسمة، وكان حاضراً في 71 انتصاراً، وشارك في لحظات حاسمة لا تُنسى، ومن تمريرتين حاسمتين في نهائي كأس الملك، إلى هدف وصناعة في كلاسيكو السوبر ضد ريال مدريد، وصولاً إلى هدف قاتل على ملعب واندا ميتروبوليتانو أطاح بأتلتيكو مدريد من سباق لا ليغا، في كل بطولة ومناسبة كبيرة، كان اسم لامين حاضراً بين صناع الفارق.

في موسم 2024-2025، خاض 48 مباراة، منها 45 كأساسي، سجل خلالها 14 هدفاً وقدم 20 تمريرة حاسمة، موزعة بين الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، كأس الملك، وكأس السوبر.

أما في موسم 2023-2024، فشارك في 50 مباراة، أحرز خلالها 7 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة، مقدماً أداءً ثابتاً رغم صغر سنه وكثافة المباريات، في حين كان ظهوره الأول في موسم 2022-2023 عبر مباراة واحدة فقط، لكنها كانت الشرارة الأولى التي أعلنت انطلاق مسيرة استثنائية.

ألقاب فردية وجماعية
لامين ليس فقط أحد أعمدة الفريق، بل أيضاً ظاهرة أرقام، فهو أصغر من سجل، وأصغر من فاز بالدوري، وأصغر من اعتلى منصة التتويج الأوروبية، ما جمعه من بطولات حتى الآن يشمل الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر المحلي، وقد يكون في طريقه لإضافة دوري الأبطال إلى قائمته قبل أن يحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر.

ولا يختبئ لامين خلف الأضواء، بل يصنعها، لا يلعب بموهبة عابرة، بل بعقلية ناضجة تفوق عمره، كل لمسة، كل قرار، وكل ظهور له طابع النضج والثقة، وفي زمن التسويق والمبالغات، يظل لامين يامال حالة نادرة: لاعب لا يحتاج دعاية... بل يكفيه أن يلعب.

الأربعاء، في قلب أوروبا، سيكمل لامين المئوية الأولى له مع برشلونة. مئة مباراة، وقصته الحقيقية ربما لم تبدأ بعد.