بدأ رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤتمره الصحفي الأسبوعي عقب اجتماع مجلس الوزراء بتحية الصحفيين والإعلاميين الحاضرين للمؤتمر. وأشار إلى أن وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ووزير المالية كانا حاضرين أيضاً في اجتماعات الربيع 2025 التي نظمها صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي في واشنطن الأسبوع الماضي وأنهما سيقدمان نتائج مشاركتهما مع محافظ البنك المركزي.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: “أعتقد أنه من المهم للغاية أن يعرف المواطنون المصريون ما يحدث في العالم وكيف ينظر العالم إلى مصر بناءً على الاجتماعات التي عقدت في واشنطن الأسبوع الماضي”. قال.

بدأ الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بتهنئة عمال مصر، قائلاً: “بدايةً، أهنئ عمال مصر العظماء بمناسبة عيد العمال. أتمنى لهم عيد عمال مبارك. أعرب عن احترامي وتقديري للجهود الجبارة التي بذلوها للنهوض بهذا الوطن. وبالنيابة عن زملائي في الحكومة، أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بأحر التهاني لجميع عمال مصر.”

وفي كلمته، تطرق رئيس الوزراء إلى ملف علاقات مصر مع مختلف دول العالم، قائلاً: “لقد تابعتم جميعًا الأنشطة المكثفة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوعين الماضيين، باستقبال كل من رئيس البرلمان المجري والحاكم العام لكومنولث أستراليا. لأن علاقاتنا مع هذين البلدين مهمة للغاية والمجر دولة مهمة للغاية بالنسبة لنا في الاتحاد الأوروبي. تُعطى العلاقات الثنائية دائمًا أهمية وهناك فرصة لتبادل الأفكار حول تطوير هذه العلاقات. وينطبق الشيء نفسه على أستراليا. وكان الحاكم العام لكومنولث أستراليا حاضرًا أيضًا بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لعلاقاتنا مع أستراليا، وكانت هذه أيضًا فرصة عظيمة لنا لمناقشة تطوير علاقاتنا الثنائية.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي قائلاً: “إلا أن الملف الأفريقي هو الأهم، وهنا أود أن أتوقف عند الزيارة المهمة للغاية التي قام بها رئيس الجمهورية إلى دولة جيبوتي، وهي دولة بالغة الأهمية لمصر، وتتمتع بأهمية بالغة لموقعها الاستراتيجي على مدخل البحر الأحمر. كما تولي مصر أهمية بالغة لمنطقة القرن الأفريقي، وفي هذه الزيارة المهمة، التي كانت متوقعة ومُخطط لها ومُعدة، تمت مناقشة العديد من المشاريع الثنائية المشتركة في مجالات مُختلفة كالطاقة والكهرباء والنقل والخدمات اللوجستية والموانئ والصناعة. ولذلك، بإذن الله، ستشهد الفترة القادمة طفرة في علاقاتنا الثنائية مع جيبوتي”.

وأضاف رئيس الوزراء: “تابعتم أمس أيضًا الزيارة المهمة لرئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وفي ظل الأزمة التي يمر بها السودان، كان هناك نقاش وتشاور وتنسيق مستمر بين القائدين والقيادة لتحقيق الصالح العام لبلدنا الشقيق السودان”.

وأشار في كلمته إلى أن الرئيس الأنغولي الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي يقوم بزيارة رسمية، وقال إن الزيارة تركز على تعزيز العلاقات الثنائية مع أفريقيا.

قال الدكتور مصطفى مدبولي: “فوّضني الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة قصيرة إلى أوغندا يوم الجمعة الماضي، لمناقشة قضية بالغة الأهمية، كالوضع في الصومال الشقيق، واستعدادات الأمم المتحدة وبعثتها في الصومال لبعثة جديدة. ويشمل الشق الأمني من هذه البعثة وجود القوات المصرية في الصومال. ولذلك، فوّضني الرئيس بمناقشة الوضع والترتيبات اللازمة لتفعيل بعثة الأمم المتحدة، والقضايا المتعلقة بالجانب المتعلق بالقوات المصرية”.

وتابع رئيس الوزراء: “في هذه المرحلة الدقيقة والهامة، تولي مصر أولوية قصوى للقضية الأفريقية. وهنا نؤكد عزم مصر على استقرار الأوضاع في جميع الدول الأفريقية، وتعزيز العلاقات الثنائية معها في مختلف المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي”.

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى اللقاء الذي عقد الأسبوع الماضي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الجانب الكويتي بمجلس التعاون المصري الكويتي السيد محمد جاسم الصقر، وذلك في أعقاب زيارة الرئيس الهامة لدولة الكويت. وأشار إلى أنه كانت هناك مناقشات تفصيلية بشأن المشاريع التي سينفذها الجانب الكويتي في مصر: “تمت مناقشة بعض المشاريع، وإن شاء الله سنشهد استثمارات من الجانب الكويتي في مصر”.

وأعلن رئيس مجلس الوزراء أن رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي ثمن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الدولة المصرية وحل مشاكل المستثمرين الكويتيين والإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لتحسين بيئة الاستثمار وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر.

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الاجتماع بالغ الأهمية الذي عقده فخامة الرئيس بحضور رئيس مجلس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل، ووزير المالية والاستثمار والتجارة الخارجية، وانتقل إلى الملف الاقتصادي. وأوضح أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على دمج أو تغيير الرسوم المختلفة التي تطبقها المؤسسات المختلفة من خلال قوانين وأنظمة مختلفة منذ فترة طويلة إلى رسم أو ضريبة واحدة بهدف تسهيل معاملات المستثمرين بشكل كبير. وأوضح أن هذا الإجراء يأتي في إطار الإصلاحات الهيكلية التي أقرتها الحكومة بإشراف رئيس الجمهورية والتي سبق وأعلنت عنها الحكومة ووزير الاستثمار، كما تم عرضها على رئيس الجمهورية بشكل أكثر تفصيلاً، حيث وجه فخامته بإعطاء هذا الموضوع الأولوية القصوى لسرعة تنفيذه في الفترة المقبلة. وفي هذا الإطار سيتم عقد اجتماع مع المجموعة المعنية خلال الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاق حول كافة المقترحات التنفيذية والاستعداد لعرضها على الرئيس مرة أخرى لتنفيذها.

وأعلن رئيس الوزراء أيضاً أن الحكومة اتخذت خطوات سريعة وحاسمة لتحسين بيئة الاستثمار من خلال إصدار التراخيص الذهبية وتوسيع الإجراءات الموحدة، وتطبيق الحزمة الأولى من الحوافز الضريبية التي أعلن عنها وزير المالية وأقرها مجلس النواب وبدأ تطبيقها. وأكد أيضاً ضرورة بذل الجهود لتوفير وتخصيص الأراضي اللازمة للاستثمار وتقليص وقت وتكلفة الإجراءات الجمركية. وأكد أيضاً أنه تم الانتهاء من البرنامج الجديد لسداد قيمة الشحنات التصديرية وتم البدء في الحوار مع كافة مجالس التصدير. وأكدت الوزارة أن كل هذه الإجراءات اتخذت بهدف تحسين بيئة الاستثمار، مشيرة إلى أنها ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من العام المالي المقبل.

وفي كلمته، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن المشهد العالمي الحالي يتسم بعدم اليقين، وأن هذا الوضع ينعكس على تقديرات معدلات النمو الاقتصادي العالمي، وأنها تتجه نحو مسار سلبي. ولكن في الوقت نفسه، تتزايد التوقعات الإيجابية للاقتصاد المصري أيضاً. وفي هذا السياق أشار إلى أن المنظمات الدولية راجعت توقعاتها لنمو الاقتصاد المصري صعوداً وليس هبوطاً، مع الأخذ في الاعتبار الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة.

وأشار رئيس الوزراء إلى الأخبار الجيدة التي تم الإعلان عنها بشأن معدل البطالة، وقال إن المؤشر حقق نتائج جيدة للغاية بانخفاضه إلى نحو 6.6%، مؤكدا أن البلاد تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بالتشغيل.

«في إطار هدفنا بالتركيز على ملف القطاع واستبدال المكونات التي نستوردها من الخارج بمكونات محلية، وقعنا اليوم اتفاقيتين مهمتين للغاية». الاتفاقية الأولى تتضمن تحالفًا بين شركة جيبتو فارما (المدينة الطبية المصرية) وواحدة من أكبر شركات الأدوية الأمريكية. وحضر الاتفاقية عدد من الوزراء، بالإضافة إلى السفير الأمريكي لدى مصر. ومن خلال هذه الشراكة، سنتمكن من الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتعزيز صناعة الأدوية في مصر. ويعني هذا أن الأدوية المصرية تستطيع دخول السوق الأمريكية بفضل هذا الاعتماد. وتعد هذه الاتفاقية مهمة للغاية من حيث زيادة انتشار وقوة قطاع الأدوية في الفترة المقبلة.

قال الدكتور مصطفى مدبولي: “تم اليوم توقيع اتفاقية مساهمين للشركة المصرية لألياف الرايون والبوليستر، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، لتأسيس شركتين لمشروعين ضخمين لإنتاج ألياف البوليستر التي نستوردها بكميات كبيرة. سينتج المشروعان البوليستر لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلي، كما ستكون هذه فرصة كبيرة للتصدير”.

وأضاف رئيس الوزراء أنه التقى مؤخرا رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وناقش مشروع إنشاء شركة متخصصة في تصنيع الحاويات المعدنية وخدمات طباعة الصفيح. وأشار إلى أن مصر كانت تستورد هذه الحاويات في السابق، ولكن مع إنشاء مثل هذه الشركات نستطيع أن نكتفي ذاتيا في هذا المجال.

وفي السياق ذاته، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مجلس الوزراء شهد مؤخراً توقيع العقد النهائي مع مجموعة “شينفينج” الصينية الكبرى لبناء مجمع صناعي مكون من 9 مصانع كبيرة في منطقة قناة السويس بإجمالي استثمارات 1.6 مليار دولار. وأشار إلى أنه تم وضع حجر الأساس قبل أيام ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى العام المقبل. ولذلك يشهد القطاع الصناعي تطورات جديدة كل يوم، ونحن نحاول التركيز على هذه القضية على أمل أن يعود هذا القطاع إلى أيام مجده السابقة خلال الفترة المقبلة.

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتطرق إلى زيارته لمشروع هيئة التنمية المستدامة المصرية (الدلتا الجديدة) أمس والاجتماع الذي عقده مع كافة المسئولين عن هذا المشروع. وأوضح أن الدولة تركز على هذه القضية وتبذل جهودا لتسليط الضوء عليها في النصف الثاني من العام. لذلك، في هذا المشروع المهم للغاية، والذي يركز على مساحة تزيد عن 2 مليون فدان، كان هناك التركيز على كل من يقوم بهذا المشروع من جميع الجهات لإتمام كافة الأعمال. وأكد أن المساحة التي سيتم استصلاحها في هذه المرحلة تفوق إجمالي المساحة الزراعية للمحافظات الخمس المجاورة. وأكد أنه يتم الحديث هنا عن دولة جديدة، بدون مبالغة، ولذلك يطلق عليها اسم الدلتا الجديدة، وهذا ما هي عليه. وأعرب عن أمله في أن ترى مصر ثمار هذا المشروع الكبير خلال السنوات المقبلة.