المتناقل: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "البابا فرنسيس بثلاث أيد، خلال آخر ظهور له أحد الفصح ". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد زائفة، غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

منذ أيام قليلة، يستقطب مقطع اهتمام مستخدمين أبدوا مفاجأتهم بما رأوه فيه. "انظروا، للبابا ثلاث ايد"، قال أحدهم في تيك توك. وهذا ما سترونه بالفعل. البابا فرنسيس جالس على كرسيه المتحرك. وبعد أن يرفع يده اليمنى للتحية، يضمها الى اليسرى، لتظهر من ثم يد ثالثة بجوارهما. ثم يتابع طريقه على كرسيه. وفي التعليقات، "بالتأكيد هناك شيء أكثر شرا في هذا الأمر برمته"، و"الناس يهتمون الآن بهذه التفاصيل الصغيرة في الظهور العلني الأخير للبابا فرنسيس في عيد الفصح". وحصد المقطع في صفحات ملايين عدة من المشاهدات وآلاف التعليقات. 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

حقيقة الفيديو

ولكن إياكم تصديق أمر الايدي الثلاث في الفيديو. 

فالبحث يوصلنا الى المشاهد الاصلية للبابا فرنسيس منشورة في حساب  يوتيوب، في 20 نيسان 2025، وفي حساب  21 منه، بعنوان: بركة أوربي إت أوربي- فصح 2025. 

وستعثرون على اول مشهد من المقطع المتناقل، والذي يظهر فيه البابا فرنسيس رافعا يمينه للتحية، في التوقيت 0.21 في الفيديو أدناه. وبالطبع، لا اثر ليد ثالثة للبابا في المشاهد الاصلية. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب موقع فاتيكان نيوز في يوتيوب، في 20 نيسان 2025.

لقطة من الفيديو المنشور في حساب KTO TV في يوتيوب، في 21 نيسان 2025.

بعد لقطة التحية في المقطع الذي نتقصاه، ستلاحظون مباشرة مؤشرات او اختلافات واضحة فيه:

*بشرة البابا ستصبح أكثر لماعية ونقاوة في المقطع المتناقل (ادناه الى اليسار) مما كانت عليه في المشاهد الاصلية (الى اليمين). كذلك الامر بالنسبة الى ثوبه الابيض وقلنوسته... كأننا انتقلنا فجأة من مشاهد الى اخرى مختلفة. 

*ظهور يد ثالثة للبابا. 

*يواصل البابا طريقه على كرسيه، من دون ان يكون أحد خلفه ليدفعه، علما انه في الفيديو الاصلي، بقي البابا جالسا على كرسيه وراء شرفة، من دون ان يتحرك.  

وكل هذه المؤشرات تعني، اذاً، أننا امام مشاهد منشأة بالذكاء الاصطناعي بدأت في التوقيت 0.01، بعد المشهد الاول الاصلي للبابا رافعاً يده للتحية.  

البابا يجول في سيارته بين الحشود في ساحة القديس بطرس لمناسبة عيد الفصح

في أحد الفصح، تجوّل البابا الذي كان لا يزال يعاني من الضعف من جراء إصابته بالتهاب رئوي، بسيارته بين الناس في ساحة القديس بطرس، حيث احتشد آلاف المؤمنين للاحتفال بعيد الفصح، بعد وقت قليل على قراءة أحد معاونيه خطابه الذي دعا فيه إلى تحطيم "الحواجز التي تُنشئ الانقسامات"، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وبعد شهر واحد فقط على مغادرته المستشفى، حيث نجا من الموت بسبب التهاب رئوي حاد، أمضى البابا البالغ 88 عاما نحو 15 دقيقة يتجوّل في الساحة في سيارته ويبارك الأطفال، محاطا بعدد كبير من الحرّاس الشخصيين.

وقبل ذلك بدقائق، أطّل الحبر الأعظم على كرسي متحرّك ومن دون أنابيب أكسجين، على شرفة كاتدرائية القديس بطرس لتقديم بركاته التقليدية للمدينة والعالم. وتوجّه إلى المؤمنين قائلا بصوت متقطّع "أيّها الأخوة والأخوات، عيد فصح مجيد!".

وغداة اطلالته في ساحة القديس بطرس بمناسبة عيد الفصح، توفي البابا فرنسيس صباح الاثنين 21 نيسان، على ما أعلن الفاتيكان. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "البابا فرنسيس بثلاث أيد، خلال آخر ظهور له أحد الفصح ". في الحقيقة، هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.