كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 29 أبريل 2025 10:40 صباحاً - تجسّد التراث الكويتي بـ«أعواد الكبريت»، في معرض «موروث» الفني الذي أقامه التوجيه الفني العام للتربية الفنية في مجمع 360، للحفاظ على الهوية الثقافية، برؤية متجددة وبمشاركة عدد كبير من المدارس.

وفيما ضم المعرض 22 لوحة فنية مستوحاة من التراث الكويتي القديم، لاسيما فن السدو، استخدم المشاركون في إنتاج الأعمال الفنية نحو 484 ألف عود كبريت، مع بعض الألوان والأخشاب لإنتاج أعمالهم خلال فترات تراوحت بين الشهر والشهرين.

نقشة السدو

وقال الموجه الفني سليمان العيد، إن«المعرض شهد إقبالاً، ما دفع إدارة السوق إلى تمديد فترة إقامته، حيث استوحيت الأعمال المعروضة فيه من الطابع الكويتي القديم والموروث الشعبي ونقشة السدو، التي تحورت بجهود المعلمين والمعلمات إلى نقش فني إبداعي متميز حديث».

وأوضح العيد لـ«الراي» أن«الخامات المستخدمة في اللوحات هي أعواد الكبريت فقط، وبعض الأخشاب والألوان التي ساهمت في إظهار الأعمال الفنية بألوان زاهية». وبين أن«كل عمل من الأعمال استهلك نحو 22 ألف عود من الكبريت، وبعض المدارس شاركت بأكثر من معلم ومعلمة. وبعض اللوحات كانت نتاج أعمال فردية». وأكد أن«هذه الفكرة هي الأولى من نوعها، وسوف تستمر سنوياً لنقل إبداعات المعلمين والمعلمات وإظهار التراث الكويتي القديم بطابع متجدد».

وأعرب العيد عن شكره لوزير التربية جلال الطبطبائي، ووكيل الوزارة منصور الظفيري، والموجه الفني العام للتربية الفنية بالتكليف منتهى العلي، على رعايتهم وحضورهم ودعمهم الكبير وتشجيعهم للمشاركين في إنتاج الأعمال من معلمين ومعلمات ورؤساء أقسام.

22 ألف عود

من جهتها، قالت معلمة التربية الفنية في ثانوية الجزائر للبنات مريم الشطي، إن مشاركتها في معرض موروث كانت حول فن السدو،«حيث استخدمنا السدو الأصلي مع قليل من الابتكار، وذلك باستخدام 22 ألف عود كبريت محترقة ومغموسة وملونة».

واضافت الشطي لـ«الراي» أنها قامت«بتثبيت الأعواد بعد ذلك بالقاعدة التابعة لها، حيث استغرقت مرحلة التركيب فترة زمنية، و مرحلة التلوين أيضاً، مثل بناء البيت حيث استغرق العمل شهراً بمشاركة زميلتي المعلمة عهود سباع». وبينت أن«معظم الأعمال تركزت حول فن السدو، لأن الكويت هي عاصمة السدو لهذا العام، لذلك كنا حريصين على تعزيز هذا الإرث الثقافي وهي فرصة لإظهار هذا الفن للناس».

لوحة مشتركة

بدوره، قال معلم التربية الفنية في مدرسة عبداللطيف النصف، حمد الشامري لـ«الراي» إنه استخدم بعض المواد الجديدة لإنتاج لوحته التي كانت تصاميم حول السدو، مبيناً إنتاج لوحة واحدة بمشاركة قسم التربية الفنية بالمدرسة.

وبيّن زميله المشارك في إعداد اللوحة المعلم علي الشطي، أن العمل استغرق شهراً ونصف الشهر.

كما قالت معلمة التربية الفنية من مدرسة أميمة بنت عبدالله، روان جعفر إن«العمل استغرق مني شهرين كاملين، حيث توقفت كثيراً بسبب بعض الظروف، فيما لا يستغرق العمل أكثر من شهر واحد فقط». وبيّنت روان أن قسم التربية الفنية في مدرستها ساعدها بالتلوين فقط، فيما عملت وحدها على تصميم اللوحة وتركيب الأعواد على قاعدتها، حيث فاقت الـ21800 عود كبريت.

تحديات التنظيم

ذكر موجه التربية الفنية عبدالعزيز الدويسان أن«الإعداد للمعرض بدأ منذ أغسطس الماضي، حيث واجهتها في البداية بعض التحديات، أهمها الميزانية اللازمة لتنظيم المعرض ومكان عرض اللوحات والحمد لله توصلنا بعد تجارب عدة إلى النتائج المتميزة التي ظهرت للجمهور الآن».

وأوضح الدويسان لـ«الراي» أنه تم اختيار المدارس المتميزة وبعض المعلمين ورؤساء الأقسام الذين كنا نعتمد عليهم خلال الفترات السابقة في إقامة معارضنا والحمد لله ظهرنا بصورة مشرّفة جداً تمثل الكويت وتكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.

نقل التراث بصورة إبداعية

أشارت موجهة التربية الفنية في منطقة العاصمة التعليمية بدرية العتيبي، إلى أن فكرة المعرض جاءت من فن السدو لنقل هذا التراث بصورة إبداعية ورؤية جديدة، مبينة أن التجربة بدأت منذ شهر أغسطس واستمرت حتى ديسمبر 2024.

وقالت العتيبي لـ«الراي» إنه «تم اختيار المعلمين ورؤساء الأقسام من مدارس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وهناك مشاركات دولية في المستقبل لهذا النوع من الأعمال التي نفخر بها في وزارة التربية».

جولة الوزير

كان وزير التربية جلال الطبطبائي قام بجولة في المعرض خلال افتتاحه، مؤكداً أنه يعكس روح الانتماء الوطني والتميز الإبداعي لدى الكوادر التربوية، وان الحفاظ على التراث والهوية الوطنية عبر الفنون يُعدّ جزءاً من رسالة التعليم، فيما أوضحت الموجه العام للتربية الفنية بالتكليف منتهى العلي، أن الهدف من المعرض هو الحفاظ على الهوية الثقافية الكويتية برؤية متجددة، مؤكدة أن جميع الأعمال تميزت بالدقة والابتكار، رغم استخدام خامات غير تقليدية.

ياسر الجرجورة

عمل ياسر كمدير سابق لقسم المحتوى والمضامين في موقع الخليج 365، وهو القسم المسؤول عن تقديم المعلومة الصحية الموثوقة والمبسطة لمتصفحي الخليج 365. وذلك من خلال اختيار المضامين، مروراً بالاشراف على صياغتها لتسهيل ايصالها الى القارئ، وحتى التأكد من مراجعتها والمصادقة الطبية عليها وتقديمها لزوار الخليج 365. بدأ ياسر العمل في كتابة الاعلانات والمضامين التسويقية لمدة خمس سنوات في مكاتب الدعاية والاعلان، عمل من خلالها مع عدة جهات ومنظمات صحية. قبل الانضمام الى الخليج 365 يحمل فادي شهادة البكالوريوس في مجالي علم الاجتماع والصحافة والاعلام.