الإنفاق العسكري حول العالم .. يشهد العالم اليوم سباقًا سريعًا نحو تعزيز القدرات العسكرية، مدفوعًا بتصاعد النزاعات الإقليمية والدولية من غزة إلى أوكرانيا ومن بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط.

ووفقًا لأحدث بيانات صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI، سجّل الإنفاق العسكري العالمي قفزة قياسية خلال عام 2024، حيث تصدرت الولايات المتحدة والصين وروسيا قائمة الدول الأكثر إنفاقًا.

وتبرز المملكة العربية السعودية ضمن أكبر عشر دول من حيث الإنفاق العسكري، محتلة المركز السابع عالميًا، في ظل استمرار التحديات الأمنية في المنطقة.

تعكس هذه الزيادات الحادة تغيرات مقلقة في ميزان القوى العالمي وتؤشر لاحتمالات استمرار سباق التسلح في السنوات المقبلة.

الإنفاق العسكري حول العالم .. أكثر 10 دول إنفاقًا عسكريًا في العالم عام 2024:

الولايات المتحدة الأمريكية – 997 مليار دولار

الصين – 314 مليار دولار

روسيا – 149 مليار دولار فعلي .. و462 مليار دولار “وفقًا لتعادل القوة الشرائية” .. وذلك لأنها تحقق الاكتفاء الذاتي من العديد من المنتجات العسكرية والتي توفر عليها مليارات الدولارات إذا ما استوردتها.

الهند – 86.1 مليار دولار

ألمانيا – 88.5 مليار دولار

المملكة المتحدة – 81.8 مليار دولار

السعودية – 80.3 مليار دولار

أوكرانيا – 64.8 مليار دولار

فرنسا – 64.7 مليار دولار

اليابان – 55.3 مليار دولار

ريادة للقوى العظمى وظهور قوى إقليمية على الساحة

تعكس الزيادات الكبيرة في مستويات الإنفاق العسكري خلال عام 2024 تصاعد حالة عدم الاستقرار العالمي، وتنامي المخاوف الأمنية عبر عدة مناطق حيوية.

فبينما تحافظ القوى التقليدية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا على ريادتها في موازنات الدفاع، تبرز قوى إقليمية مثل المملكة العربية السعودية والهند واليابان كلاعبين مؤثرين في رسم خريطة التوازنات العسكرية.

وتشير المؤشرات إلى أن سباق التسلح لن يهدأ قريبًا، خاصة مع استمرار الأزمات الإقليمية والنزاعات المفتوحة، مما ينذر بتحولات استراتيجية قد تعيد تشكيل موازين القوى الدولية خلال السنوات القادمة.

تحليل الأرقام:

يشير تقرير SIPRI إلى أن العالم يشهد أعلى معدلات إنفاق عسكري مسجلة على الإطلاق، وهو ما يعكس عدة اتجاهات استراتيجية رئيسية:

الولايات المتحدة ما زالت تتصدر المشهد العسكري بفارق كبير عن باقي الدول، مستثمرة في تحديث ترسانتها النووية، وتطوير تقنيات الجيل الجديد من الأسلحة (مثل الدفاعات الصاروخية وأنظمة الذكاء الاصطناعي).

الصين تواصل صعودها كقوة عسكرية كبرى، مع تركيز على تحديث البحرية، تعزيز القدرات السيبرانية، وزيادة المخزون النووي، مما يضعها في مواجهة مباشرة مع التحالفات الغربية.

روسيا، رغم تضررها اقتصاديًا من العقوبات، حافظت على مستوى عالٍ من الإنفاق، ما يؤكد استمرارها في دعم عملياتها العسكرية وإنتاج السلاح المحلي.

السعودية رسخت مكانتها كأعلى دولة إنفاقًا عسكريًا في الشرق الأوسط وسابع أكبر منفق عالمي، مع استمرار تحديث قواتها الجوية والبرية، مما يعزز قدرتها الدفاعية والهجومية في ظل بيئة إقليمية شديدة التوتر.

أوروبا سجلت زيادات ملحوظة في إنفاقها العسكري، مدفوعة بالحرب في أوكرانيا ومخاوف من توسع النزاعات، مع خطوات لتحديث قوات حلف الناتو وتوسيع انتشارها.

الشرق الأوسط شهد قفزات غير مسبوقة في بعض الدول (مثل إسرائيل ولبنان)، لكن إنفاق باقي دول الإقليم ظل محدودًا بسبب الضغوط الاقتصادية، وهو ما قد يؤدي إلى تفاوت حاد في موازين القوى المحلية.

سباق تسلح إقليمي وعالمي

العالم يتجه نحو مزيد من عسكرة الأزمات، مع بروز سباق تسلح إقليمي وعالمي، وزيادة في الإنفاق على التقنيات الحديثة (صواريخ فرط صوتية، دفاعات جوية متقدمة، تسليح الفضاء السيبراني). هذا التصعيد، ما لم يُضبط دبلوماسيًا، ينذر بمزيد من النزاعات المفتوحة خلال العقد المقبل.

اقرأ أيضًا: مصر تستهدف ترسانة الغواصات الصينية الفتاكة من طراز 039A

نسخ الرابط تم نسخ الرابط