سجّل برنامج العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة، الذي تنفذه مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، نتائج إيجابية ملموسة في تحسين الحالة النفسية والسلوكية لـ131 من النساء والأطفال من ضحايا العنف، ضمن المرحلة الثانية من البرنامج، خلال العام الماضي، بحسب بياناته التقييمية التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها.

ويُعد البرنامج أحد الأساليب العلاجية المبتكرة التي تستخدمها المؤسسة، وتعتمد على دمج مجموعة من الحيوانات الأليفة المُدرّبة مثل الخيول، والجمال، والكلاب البوليسية، والسلاحف، والأرانب، والطيور، ضمن جلسات الدعم النفسي بهدف تعزيز التعافي العاطفي والسلوكي للمستفيدين، ويأتي في إطار رسالة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، التي تتمثل في الإسهام في الحد من الإساءة والعنف ضد النساء والأطفال والوقاية منه، من خلال توفير الملجأ الآمن، وخدمات الحماية والرعاية والتأهيل، إلى جانب تقديم برامج التثقيف والتوعية، وفق أفضل المعايير الدولية المتعارف عليها، وبما يعزز من جودة حياة الفئات المستهدفة ويدعم إعادة دمجهم في المجتمع بصورة صحية وآمنة.

ووفق البيانات، فقد تم رصد مشاعر وسلوكيات الحالات المشاركة قبل خوض البرنامج وبعده، من خلال استبيان خاص أجرته المؤسسة، ما أتاح فرصة دقيقة لرصد مؤشرات التحسن وتقييم الأثر العلاجي لهذا الأسلوب المبتكر. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين قبل انضمامهم للبرنامج، كانوا يعانون مؤشرات سلوكية وعاطفية سلبية، مثل التردد والعزوف عن المشاركة، إضافة إلى السلوكيات الاندفاعية والعدوانية وضعف المهارات الاجتماعية، والعلاقة الوالدية بين الأم والأبناء، فضلاً عن تدني الحالة المزاجية.

ومع بدء البرنامج طرأ تحسن ملحوظ في سلوكيات ومشاعر المشاركين، حيث شهدوا تعزيزاً في مشاركتهم الفعالة واندماجهم، إضافة إلى تحقيق الاتزان الانفعالي وارتفاع حالتهم المزاجية. كما لوحظ تطور كبير في المهارات الاجتماعية وتقوية الروابط الأسرية بشكل ملموس، وعكس هذا التحسن الشامل في المؤشرات السلوكية والعاطفية التقدم الكبير الذي تحقق لدى المشاركين كافة من نساء وأطفال بعد الانضمام إلى البرامج العلاجية.

وحدة الكلاب البوليسية «K9»

شاركت ثماني نساء و10 أطفال في برنامج بالشراكة مع وحدة الكلاب البوليسية «K9»، في شرطة دبي، وأظهرت المؤشرات السلوكية لدى النساء قبل البرنامج مقاومة ورفضاً بنسبة 25%، فيما ارتفعت نسبة المشاركة والتعاون إلى 88% بعد الانضمام. وعلى الصعيد العاطفي، كان 50% من النساء يشعرن بالخوف قبل البرنامج، بينما ارتفعت نسبة السعادة إلى 100% بعد المشاركة. أمّا الأطفال، فقد كانت نسبة فرط النشاط 40% قبل البرنامج، ولكن بعد المشاركة، تحسنت المؤشرات السلوكية حيث ارتفعت نسبة المشاركة والتعاون إلى 90%، وفي ما يخص المشاعر، كان 50% من الأطفال يشعرون بالخوف قبل البرنامج، بينما ارتفعت نسبة الأطفال الذين يشعرون بالثقة بالنفس إلى 80% بعد المشاركة.

مركز شرطة الخيالة

وفي برنامج بالشراكة مع مركز شرطة الخيالة، الذي شهد مشاركة سبع نساء و11 طفلاً، فقد كانت المؤشرات السلوكية لدى النساء تشير إلى مقاومة ورفض بنسبة 42% قبل البرنامج، بينما ارتفعت نسبة المشاركة والتعاون إلى 71.4% بعد البرنامج، ومن الناحية العاطفية كانت نسبة الخوف بين النساء 57% قبل البرنامج، فيما ارتفعت نسبة السعادة إلى 85.7% بعد المشاركة.

وبالنسبة للأطفال كانت نسبة فرط النشاط 36% قبل البرنامج، بينما تحسنت المؤشرات السلوكية بزيادة نسبة إبداء الاهتمام إلى 80% بعد المشاركة، وعاطفياً كان 45% من الأطفال يشعرون بالخوف قبل البرنامج، بينما زادت نسبة السعادة إلى 90% بعد انضمامهم.

جلسات «بوش بوز»

أما الجلسات بالشراكة مع شركة «بوش بوز» للحيوانات الأليفة، فقد تضمنت الأرانب والسلاحف والطيور، وشهدت مشاركة 22 امرأة و50 طفلاً، وكانت المؤشرات السلوكية لدى النساء قبل البرنامج تظهر مقاومة ورفضاً بنسبة 68%، بينما ارتفعت المشاركة والتعاون إلى 86% بعد البرنامج. وعلى الصعيد العاطفي، كانت نسبة الانسحاب 63% قبل المشاركة، بينما ارتفعت نسبة السعادة إلى 95% بعد الانضمام.

وبالنسبة للأطفال كانت نسبة الرفض والمقاومة 76% قبل البرنامج، بينما تحسنت المؤشرات السلوكية بشكل كبير حيث ارتفعت نسبة إبداء الاهتمام إلى 94%، وفي ما يخص المشاعر، كانت نسبة الانسحاب 86% قبل البرنامج، بينما ارتفعت نسبة السعادة إلى 92% بعد المشاركة.

«التفاعل مع الجمل»

أمّا في جلسات التفاعل مع الجمل بالشراكة مع شركة الظبي، التي شاركت فيها تسع نساء و14 طفلاً، كانت المؤشرات السلوكية لدى النساء قبل البرنامج تظهر مقاومة ورفضاً بنسبة 77%، بينما ارتفعت نسبة المشاركة والتعاون إلى 74% بعد البرنامج، مع زيادة الثقة بالنفس إلى 55%، وارتفاع نسبة السعادة إلى 89%.

ومن ناحية الأطفال، فقد كانت نسبة الرفض والمقاومة 10% قبل الجلسات، بينما ارتفعت نسبة المشاركة والتعاون إلى 96% بعد البرنامج، وفي ما يخص المشاعر، كانت نسبة الغضب 22% والخوف 78% قبل الجلسات، ولكن بعد المشاركة ارتفعت نسبة السعادة إلى 95%.

• برنامج العلاج يدمج حيوانات مُدرّبة مثل الخيول، والجمال، والكلاب البوليسية، والسلاحف، والأرانب، والطيور، ضمن جلسات الدعم النفسي بهدف تعزيز التعافي.