كتب ناصر المحيسن - الكويت في الاثنين 28 أبريل 2025 10:10 مساءً - نظّم معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي، أمس، ملتقى «الدبلوماسية... مذكرات أول سفيرة كويتية»، لتدشين كتاب السفيرة نبيلة الملا، برعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء السابق، الشيخ الدكتور محمد الصباح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية البارزة.

وأعرب البديوي، في كلمة له على هامش الملتقى، عن سعادته بالمشاركة في حفل تدشين كتاب السفيرة نبيلة الملا، مشيداً بمسيرتها الدبلوماسية الحافلة.

وقال إن وزارة الخارجية تزخر بالعديد من القامات المرموقة ذات الثقل المحلي والإقليمي والدولي، مؤكداً أن السفيرة الملا واحدة من هذه القامات التي خدمت الكويت ورفعت اسمها عالياً.

وأشار إلى تجربته الشخصية بالعمل إلى جانبها خلال وجوده في بعثة الكويت الدائمة لدى الأمم المتحدة في فيينا، وقال إنها «كانت ولا تزال نبراساً لجميع العاملين حتى اليوم».

وأضاف أن المرأة الكويتية، بشكل عام، حققت العديد من الإنجازات، ولها مواقف ملحوظة ومتقدمة، فهي من أوليات النساء، خليجياً وعربياً، التي كانت لها ريادتها في المشهدين السياسي والدبلوماسي.

كسر الحواجز

من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون معهد سعود الناصر الدبلوماسي، السفير ناصر الصبيح، في كلمته خلال الفعالية، أن كتاب «كسر الحواجز على الساحة العالمية... مذكرات أول سفيرة كويتية» (Breaking new ground on the global stage)، يُعد منارة هدي وإلهام للأجيال القادمة، حيث يمثل خلاصة تجربة دبلوماسية امتدت زهاء ثلاثة عقود، زاخرة بالتحديات والمواقف الملهمة والإنجازات البارزة.

وأشار الصبيح إلى أن السفيرة نبيلة تميزت بقدراتها المهنية والشخصية، مستلهمة ذلك من جذورها العريقة التي كان لأفراد أسرتها أدوار محورية في الحياة السياسية الكويتية منذ أوائل القرن العشرين.

وأضاف أنها استطاعت توثيق محطات تاريخية مفصلية، منها قضايا حركات التحرر، والحرب العراقية الإيرانية، وغزو الكويت، إلى جانب رئاستها لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط أجواء سياسية دقيقة.

نقل التجربة

وفي كلمتها خلال الفعالية، أوضحت السفيرة نبيلة الملا أن فكرة تدوين مسيرتها المهنية راودتها منذ زمن بعيد، إيماناً منها بأهمية التوثيق، خصوصاً في ظل قلة المصادر المحلية الموثوقة في مجتمعاتنا العربية.

وأشارت إلى أن الهدف من الكتاب هو نقل التجربة للأجيال القادمة، والتأكيد على أهمية بناء الوعي السياسي والفكري عبر التوثيق.

وتطرقت الملا إلى بعض محطات عملها البارزة، مثل مشاركتها في إنشاء قوات دولية بلبنان عام 1978، والتعامل مع أزمة الغزو العراقي للكويت عام 1990، ومتابعة الملف النووي الإيراني عام 2003.

وخلال جلسة الحوار المفتوح مع المتدربين، أكدت السفيرة الملا أهمية تطوير معهد سعود الناصر الدبلوماسي، عبر الانفتاح بشكل أكبر على المعاهد الدولية وبرامج الابتعاث، داعية إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية الكبرى، كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما شددت على أهمية التغلب على البيروقراطية الإدارية التي تعرقل التطوير، موضحة أن هذه الظاهرة ليست حكراً على وزارة الخارجية فحسب، بل يعاني منها العديد من مؤسسات الدولة.

ودعت الشباب إلى الاطلاع على التجارب الميدانية الدولية، لما لها من أثر في صقل مهارات الدبلوماسيين الكويتيين وتأهيلهم لمواجهة التحديات العالمية.

موقف خليجي موحد تجاه الأزمات والتحديات

قال البديوي، في رد حول سبل بلورة موقف خليجي موحد تجاه الأزمات والتحديات الإقليمية والدولية، إن المجلس يتمتع بوحدة الصف وتطابق المواقف تجاه جميع التحديات.

وشدد على أن «المجلس موحد، ومواقفه ثابتة، وبياناته الرسمية الدورية، الصادرة عن مجلسه الوزاري أو مجلسه الأعلى لقادة دوله، توضح بأنه بني على الوحدة ويعمل على توحيد المواقف والصف والمصير.

وقال إن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، تحتم على دول المجلس مواصلة التشاور والتنسيق المشترك، للخروج بمواقف واضحة وموحدة».

الدبلوماسية الأولى... كويتياً وخليجياً وعربياً

تعد السفيرة نبيلة الملا، من أبرز الشخصيات الدبلوماسية في تاريخ الكويت والعالم العربي، وهي أول كويتية وخليجية تتولى منصب سفير وأول عربية تترأس وفد دولة في الأمم المتحدة، وكذلك أول عربية تتولى رئاسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مسيرة مهنية طوال 4 عقود

تروي مذكرات السفيرة نبيلة الملا، مسيرتها المهنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، بدءاً من دراستها في لبنان، مروراً بتعيينها سفيرة في زيمبابوي، خلال فترة ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ووصولاً إلى تمثيل الكويت في الأمم المتحدة.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.