مع اقتراب فصل الصيف، كشفت السلطات في الكويت عن خطة وطنية من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه بهدف تخفيف الأحمال عن شبكة الكهرباء الوطنية، وضمان استمرارية خدماتها خلال أشهر الحر الشديدة.

وتتضمن الخطة حزمة من الإجراءات الاستثنائية في الوزارات والمؤسسات الحكومية، وذلك لتقليل الضغط على الشبكة وتفادي اللجوء إلى “القطع المبرمج” وهو مصطلح يشير إلى قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق مؤقتًا خلال ذروة الاستهلاك.

توجيهات وزارة الصحة لترشيد الاستهلاك

في إطار هذه الحملة، أصدرت وزارة الصحة الكويتية تعميماً داخلياً يلزم جميع قطاعاتها وإداراتها باتخاذ خطوات عملية لترشيد الكهرباء والمياه. وشمل التعميم عدة إجراءات أبرزها:

إطفاء الأنوار في الممرات والقاعات والمكاتب غير المستخدمة. التأكد من إطفاء المصابيح بعد نهاية الدوام الرسمي. تركيب حساسات ذكية للحركة أو الضوء لترشيد الإنارة. ضبط أجهزة التكييف على درجة حرارة 23 مئوية وإيقافها في الغرف غير المستخدمة. إغلاق سخانات المياه في المطابخ ودورات المياه عند عدم الاستخدام. تفعيل خاصية “توفير الطاقة” في الأجهزة الإلكترونية، وإيقاف الأجهزة غير الضرورية بعد انتهاء الدوام. إجراء فحوصات دورية لكفاءة أنظمة الكهرباء والتكييف والمياه.

مساجد الكويت تدخل خطة الترشيد

بدورها، قامت إدارة مساجد محافظة حولي التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية بتعميم إجراءات صارمة لترشيد استهلاك الكهرباء في المساجد. ونص التعميم على:

إغلاق حرم المسجد والاكتفاء بالصلاة في حوش المسجد مع ضبط التكييف على 25 درجة مئوية. فتح الحرم فقط لصلاة الجمعة مع ضبط التكييف على 22 درجة مئوية من مساء الخميس حتى انتهاء صلاة الجمعة. إغلاق مصليات النساء باستثناء المساجد التي تقدم دروساً دينية. تطبيق نظام القطع المبرمج في المساجد، بحيث يتم قطع التيار من بعد أذان الظهر بنصف ساعة وحتى قبل صلاة العصر بربع ساعة، ومن بعد صلاة العصر بنصف ساعة وحتى الساعة الخامسة عصراً. تقليص وقت الإقامة بعد الأذان في صلاتي الظهر والعصر لتقليل مدة تشغيل التكييف والإنارة.

وزارة الدفاع.. تعزيز الالتزام المشترك

انضمت وزارة الدفاع الكويتية أيضاً إلى حملة الترشيد، عبر إصدار تعميم يوجه كافة قطاعاتها ومرافقها للالتزام بترشيد الطاقة خلال وعقب ساعات الدوام الرسمي.

وأعلنت الوزارة عن تشكيل فريق تفتيش خاص للتأكد من التزام المباني والمنشآت العسكرية بتطبيق الاشتراطات الخاصة بترشيد الكهرباء والمياه، بما يشمل تقليل استخدام الأجهزة الكهربائية ذات الأحمال العالية.

وأكدت وزارة الدفاع أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون مع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، من أجل الحفاظ على الموارد الحيوية للبلاد.

تقليص الوقت بين الأذان والإقامة

ضمن الإجراءات الرامية إلى تقليل الأحمال على شبكة الكهرباء، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية تقليص الوقت بين الأذان والإقامة لجميع الصلوات في مساجد الكويت إلى مدة لا تتجاوز 10 دقائق.

واعتبرت الوزارة أن هذا الإجراء ضروري في ظل ما تشهده البلاد من زيادة في الأحمال الكهربائية، خاصة مع وجود عدد من محطات الكهرباء تحت الصيانة الدورية.

وأكدت الوزارة التزامها الكامل بخطة وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة لضمان توفير الطاقة واستدامة الخدمات خلال أشهر الصيف.

وزارة التربية تطلق حملة “رصد” لترشيد الطاقة

في إطار الجهود الوطنية المشتركة، أطلقت وزارة التربية حملة وطنية شاملة تحت شعار “رصد”، تهدف إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والماء في المؤسسات التعليمية. وتضمنت الحملة:

التعاون مع مدققي الطاقة التابعين لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة. تنفيذ الإرشادات المتعلقة برفع كفاءة الطاقة الكهربائية والمياه. تحسين كفاءة تشغيل المباني التعليمية بما يضمن استدامة الموارد.

وأكد وزير التربية، المهندس سيد جلال الطبطبائي، أن الحملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي الوطني بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للكويت.

وزارة الإعلام.. إجراءات لترشيد الطاقة والمياه

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الإعلام الكويتية عن تطبيق حزمة من الإجراءات لترشيد الكهرباء والمياه. وشملت أبرز النقاط:

ضبط أنظمة التكييف على 24 درجة مئوية في الأماكن المشغولة، وعلى أقل من 27 درجة في الأماكن غير المشغولة. تفعيل أنظمة إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية في المباني والمواقف. تقليص ساعات عمل أنظمة التهوية والإضاءة الداخلية والخارجية. تشجيع الدوام بنظام النوبات والدوام المرن لتحقيق أفضل استغلال للطاقة.

ووجهت الوزارة جميع موظفيها إلى الالتزام بالتعليمات، مشددة على أن الالتزام الجماعي يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في استدامة موارد الدولة.

وزارة المالية: ترشيد الإنفاق والكهرباء في جميع مباني الوزارة

بدورها، أعلنت وزارة المالية عن خطة متكاملة لترشيد استهلاك الكهرباء والماء في جميع مبانيها. ومن أبرز إجراءاتها:

إغلاق وحدات التكييف المركزية تدريجياً ابتداءً من الساعة 12 ظهراً وحتى 6 مساءً. إغلاق محطات التبريد وملحقاتها من 6 مساءً حتى 3 فجراً. تخفيض ساعات عمل مراوح التهوية. إغلاق جميع السخانات المركزية. تركيب مستشعرات لتخفيض استهلاك المياه في دورات المياه. تشغيل أنظمة الإنارة بالطاقة الشمسية داخل مجمع الوزارات. تخفيض الإضاءة الداخلية والخارجية والإبقاء على إنارة الطوارئ فقط. إغلاق الإضاءة الخاصة بالأحواض الزراعية والمسطحات التجميلية.

ودعت وزارة المالية موظفيها إلى دعم جهود الترشيد باعتباره مسؤولية وطنية تستوجب تعاون الجميع للحفاظ على الموارد الحيوية.

أسباب الإجراءات الاستثنائية

تأتي هذه الإجراءات في ظل توقعات بارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة هذا الصيف، بالإضافة إلى أعمال صيانة في بعض محطات الكهرباء الرئيسية.

وتسعى الحكومة من خلال هذه الخطة إلى:

ضمان استمرارية إمدادات الكهرباء في جميع مناطق الكويت. وتجنب اللجوء إلى القطع المبرمج إلا في أضيق الحدود. بجانب رفع الوعي الوطني بأهمية الاستخدام الرشيد للطاقة، والإسهام في جهود الاستدامة والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

اقرأ أيضًا.. الاحتجاجات العراقية ضد تقاسم خور عبدالله تتصاعد والكويت تنتظر الرد

توجه حكومي نحو الطاقة المتجددة

جدير بالذكر أن الكويت تعمل ضمن رؤيتها الوطنية 2035 على تعزيز دور الطاقة المتجددة، حيث تخطط الحكومة لزيادة مساهمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مزيج الطاقة الوطني، وذلك في إطار جهود تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتعكس خطة الترشيد الحالية جانباً من استراتيجية الدولة الأوسع لمواجهة تحديات تغير المناخ وتعزيز كفاءة الموارد.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط