سرايا - سيجد ميكيل أرتيتا، مدرب آرسنال الإنجليزي، نفسه أمام اختبار عاطفي ومهني كبير عندما يواجه مواطنه لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان الفرنسي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مساء اليوم. المواجهة التي يحتضنها استاد الإمارات تحمل طموحات كبيرة للفريقين، اللذين يسعيان للظفر بلقب طال انتظاره.

أرتيتا، الذي يقترب من تحقيق حلم طالما راوده، يأمل في قيادة آرسنال إلى النهائي الثاني له في البطولة القارية الكبرى، بعد خيبة أمل نهائي 2006 أمام برشلونة. واللافت أن من يقف الآن بينه وبين ميونيخ هو صديق قديم ومعلم ساعد في صياغة رؤيته الكروية.

لويس إنريكي كان أحد أبرز اللاعبين في برشلونة عندما بدأ أرتيتا خطواته الأولى في كامب نو ، ومن تلك الفترة ظل التأثير قائماً. لقد كان داعمًا كبيرًا للاعبين الشباب وصاحب شخصية قوية تركت أثراً كبيراً عليّ ، يقول أرتيتا، مضيفًا: أينما ذهب، يترك بصمته، سواء كلاعب أو كمدرب .

شهدت مرحلة المجموعات تفوق آرسنال على باريس سان جيرمان بثنائية نظيفة حملت توقيع كاي هافيرتز وبوكايو ساكا. لكن الفريق الباريسي تطور كثيرًا منذ ذلك اللقاء، خاصة بعدما لجأ إنريكي لفرض الانضباط بإبعاد عثمان ديمبيليه مؤقتًا عن الفريق، قبل أن يعود اللاعب ليقدم أداءً لافتًا.

أرتيتا لا يخشى هذه التحولات حيث قال: أقدّر صراحته وصدقه مع اللاعبين. شخصيته قوية وطاقته مُعدية. تعلمت منه الكثير ، مؤكداً أن إنريكي من أكثر من أثروا فيه على الصعيد المهني.

وبالمقابل، لا يخفي إنريكي إعجابه بتلميذه السابق، مشيراً إلى أن أرتيتا حوّل آرسنال إلى أحد أفضل الفرق في أوروبا .

رغم العلاقة الوثيقة بين المدربين، ستكون المنافسة شرسة على أرض الملعب، مع تطلع كل منهما لكتابة التاريخ مع فريقه. آرسنال، الذي لم يسبق له الفوز باللقب الأوروبي، يعوّل على جماهيره لدفع الفريق إلى النهائي المنشود، بينما يأمل سان جيرمان تكرار تأهله إلى المباراة النهائية بعد خيبة 2020 أمام بايرن ميونيخ.

مسيرة أرتيتا في دوري الأبطال هذا الموسم شهدت قفزة كبيرة، خاصة بعد الإطاحة بريال مدريد في ربع النهائي بنتيجة 5-1، مع تألق ديكلان رايس الذي سجل هدفين من ركلتين حرتين.

ورغم تعرض الفريق لضربات موجعة بإصابات بعض النجوم مثل هافيرتس وجابرييل جيسوس، يراهن أرتيتا على الروح القتالية لجماعته، مستفيداً من عودة ساكا المرتقبة.

لياندرو تروسارد تحدث عن أهمية الدعم الجماهيري قائلاً: الأجواء ستكون نارية. الجمهور هو سلاحنا الأهم لدفعنا إلى النهائي .

من ناحيته، يسعى سان جيرمان لإسقاط ثالث فريق إنجليزي هذا الموسم، بعد تخطيه ليفربول وأستون فيلا في الأدوار الإقصائية. ويراهن إنريكي على استعادة عثمان ديمبيليه لنجاعته التهديفية بعدما خفت بريقه قليلاً في الأسابيع الأخيرة.

وسجل ديمبيليه خلال الفترة الذهبية بين ديسمبر ومارس 25 هدفاً في 20 مباراة، إلا أن شهيته التهديفية تراجعت مؤخراً. وإذا استمر ذلك، قد يتجه الاعتماد إلى أسماء شابة مثل باركولا ودويه وكفاراتسخيليا.

تاريخ المواجهات بين الفريقين يميل بشكل طفيف لصالح آرسنال، الذي حقق انتصارين مقابل ثلاث تعادلات، وكان قد أطاح بسان جيرمان في نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية العام 1994. -(وكالات)