بينما تُواصل إسرائيل تصعيد خطابها ضد إيران وتلوح باستخدام القوة لمنعها من امتلاك سلاح نووي، يواجه قطاع غزة انهيارًا كارثيًا في منظومته الصحية وسط استمرار الغارات الجوية، في وقت يُقتل فيه المرضى داخل المستشفيات جراء نقص الأدوية والمستلزمات. 

وتزامنًا مع التوترات الإقليمية، جددت إسرائيل التأكيد على أن القضاء على حركة حماس واستعادة المختطفين يشكلان أولوية استراتيجية في المرحلة المقبلة.

تل أبيب تلوح بالخيار العسكري ضد إيران

في تصريحات نارية أمام أعضاء منتدى هيئة الأركان العامة، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي  يسرائيل كاتس على أن إسرائيل لن تسمح تحت أي ظرف لإيران بامتلاك سلاح نووي. 

وقال: إذا اضطررنا إلى التحرك، سنفعل، وسنتخذ قرارات صعبة ونعلم أن هناك من سينفذها، لأننا لا نستطيع المخاطرة بمستقبل دولتنا وأمن شعبنا.

وأضاف أن التهديد النووي الإيراني ليس مجرد تخوف استراتيجي، بل قضية وجودية تتطلب حسمًا، مشيرًا إلى أن ملف إيران لا يزال يتصدر جدول أولويات الجيش الإسرائيلي.

القضاء على حماس وإعادة المختطفين أولوية أخرى

ولم تخلُ كلمة وزير الدفاع من الحديث عن المعركة المتواصلة في غزة، مؤكدًا أن تل أبيب لن تقبل بوجود "حماس" على حدودها بعد اليوم. 

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي: سنحرص على ألا يكون هناك وجود لحماس في الجانب الآخر من الحدود. هذا الواقع لن يستمر، وسيُحسم قريبًا

كما أشار إلى أن استعادة المختطفين، وبينهم إسرائيليون وأجانب، لا يزال هدفًا أساسيًا للقيادة العسكرية والسياسية، وهو ما أكده الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيجال، الذي قال في رسالة مباشرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب:  استعدت حريتي بفضلك حان الوقت لإعادة الجميع.

غزة: الكارثة الصحية تتعمق والجرحى يموتون بأيدينا

في المقابل، تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث حذّر مدير المستشفيات الميدانية من انهيار كامل في المنظومة الطبية نتيجة القصف العنيف والنقص الحاد في الإمكانيات.

وقال: الجرحى يموتون بين أيدينا، ولا نملك الحد الأدنى من الأدوية أو الوقود لتشغيل الأجهزة، نخشى أن يرتفع عدد الضحايا بشكل كبير خلال الساعات المقبلة.

وأكد أن مجمع ناصر الطبي سجل وفاة مريضين بالفشل الكلوي خلال اليوم ذاته نتيجة نقص المعدات الأساسية، فيما تتواصل الاستغاثات لتأمين الحد الأدنى من المواد الطبية والغذائية.

المناشدة الأخيرة: العالم مطالب بالتدخل العاجل

في ختام تصريحاته، دعا مدير المستشفيات الميدانية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ"المجازر التي تُنفذ في ظل منظومة طبية منهارة بالكامل"، مشددًا على أن الأولوية القصوى الآن هي إدخال الوقود، الأدوية، والمستلزمات الجراحية قبل أن تخرج الأزمة عن السيطرة تمامًا.

الميدان يشتعل والقرارات المصيرية تقترب

في وقت تتصاعد فيه نذر المواجهة الإقليمية بين إسرائيل وإيران، يشتد الخناق على غزة التي تواجه مأساة إنسانية غير مسبوقة. 

وبينما تعِد تل أبيب بقرارات حاسمة، يقف المجتمع الدولي مرة أخرى أمام اختبار أخلاقي وسياسي صعب، في منطقة تغلي على حافة الانفجار.