نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل ترفض صفقة اقترحتها حماس... والجوع يضرب بقوة في غزة - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 07:59 مساءً
أكد مصدر سياسي إسرائيلي كبير وفق ما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل ترفض صفقة كانت اقترحتها حركة حماس وتتضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 5 سنوات، وإعادة كل الرهائن الإسرائيليين.
وقال المصدر للصحيفة إن الحكومة الإسرائيلية لن توافق على الدخول في هدنة مع حماس تسمح لها بإعادة التسلح والتعافي لمواصلة حربها ضد إسرائيل، في حين ذكرت صحيفة "معاريف" إن المجلس الوزاري الأمني المصغر يعقد هذا المساء جلسته الثالثة خلال أسبوع، لاتخاذ قرارات بشأن توسيع العمليات القتالية في غزة.
وكانت حركة حماس أعلنت قبل يومين أنها مستعدة لعقد "صفقة" لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الأسرى المتبقين دفعة واحدة، وهدنة لمدة 5 سنوات.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، إن الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة، لكنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها.
من جهتها، ذكرت مصادر مقربة من المحادثات الساعية للتوصل لاتفاق أن حماس تأمل في حشد دعم الوسطاء للعرض الذي طرحته، مضيفة أن الحركة قد توافق على هدنة تتراوح بين 5 و7 سنوات مقابل إنهاء الحرب والسماح بإعادة إعمار غزة وتبادل الأسرى بين الجانبين.
ويوم 17 أبريل/نيسان الجاري، رفضت حماس اقتراحا إسرائيليا يتضمن هدنة لمدة 45 يوما، مقابل الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء.
وفي مقابل مطالبة حماس باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الأسرى ونزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولكن الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطا أحمر".
40 قتيلاً على الأقل
وفي وقت سابق اليوم، أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 40 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية على القطاع منذ الفجر.وأكد الدفاع المدني في بيان مقتضب نقل "8 شهداء جراء استهداف منزل لعائلة أبو مهادي" في جباليا في شمال قطاع غزة.
وفي بيان لاحق، قال الدفاع المدني إن طواقمه نقلت ثمانية قتلى في قصف طال منزلا لعائلة "الآغا" في منطقة السطر الغربي في خان يونس.
وبحسب الدفاع المدني تم تسجيل سقوط "10 شهداء في قصف إسرائيلي الليلة (الماضية) على منزل يعود لعائلة الغماري بمنطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.
وفي شارع الجلاء في مدينة غزة، استهدفت طائرات إسرائيلية مجموعة من المواطنين ما ادى إلى مقتل تسعة، وفقا للدفاع المدني.
وفي غرب مدينة غزة في منطقة دوار أبو مازن، سقط قتيلان في قصف إسرائيلي وفق الدفاع المدني الذي أكد مقتل شخصين آخرين في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشافعي غرب مدينة خان يونس.
وفي عبسان الكبيرة شرق خان يونس أفاد الدفاع المدني بسقوط قتيل في قصف إسرائيلي أيضا.
وقال عبد المجيد أبو مهادي الذي فقد شقيقه جراء القصف: "كانوا نائمين في بيوتهم ومطمئنين، سقطت عليهم الصواريخ وهم في بيوتهم وتقطع الأطفال والنساء".
وأضاف: "أخي الكبير (65 عاما) كان موجودا مع أولاده وقتلوا، هذا المشهد تقشعر له الأبدان".
تهافت للحصول على طعام في غزة (أ ف ب)
رحلة البحث عن طعام
من جهة أخرى، يهرع الآلاف من سكان غزة وبينهم العديد من الأطفال إلى المطابخ الخيرية في الساعات الأولى من الصباح كل يوم، من أجل تحصيل الطعام لعائلاتهم، بينما حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن مخزوناته الغذائية في القطاع قد نفدت.
الطفل الفلسطيني يوسف النجار البالغ من العمر عشر سنوات، يسرع حافي القدمين وحاملا قدرا مهترئا، ليلتحق بطابور مطبخ خيري، أو "التكية"، في مدينة غزة مع بزوغ الفجر، ليجد المئات قد سبقوه.
ويقول الطفل بصوت خافت: "الناس يتزاحمون، ويخافون أن يخسروا دورهم. هناك أطفال صغار بين الأقدام، وأشخاص يسقطون أرضا بسبب التزاحم، والصراخ يعمّ المكان"،
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهنبول اليوم الاثنين في منتدى في الدوحة إن "شرارة جحيم جديد" انطلقت مع تجدّد الحرب في قطاع غزة في الثاني من آذار/مارس بعد قرابة ستة أسابيع من هدنة هشة، متحدّثا عن "موت وإصابات ونزوح متكرر وأطراف مبتورة... وجوع وحرمان من المساعدات والكرامة على نطاق واسع".
وتفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة إلى حدّ كبير منذ أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات بعد استئناف الحرب.
بالنسبة الى يوسف النجار الذي قتل والده في الحرب، فإن عبء المسؤولية ألقي على كاهله قبل أوانه بكثير.
ويقول: "أبي استشهد.. وأنا الكبير بين إخوتي. يعني يجب أن أكون رجلا".
هو لا يحلم بالألعاب أو الأمور التي يحبّها الأطفال عادة، بل بشيء بسيط للغاية: أن يجلس مع والدته وأخته على مائدة طعام، ليتناولوا الطعام بسلام، دون خوف من انقطاع الحطب أو الأرز أو الوقوف في الطوابير الطويلة دون طائل.
من أجل ذلك، يهرول يوسف كل صباح إلى المطبخ الخيري.
ويقول يوسف: "من شدّة الازدحام أحيانا يقع القدر من يدي، وكل الطعام يسقط على الأرض، وأعود الى عائلتي خالي الوفاض.. عندها أشعر بالقهر أكثر".
وأعلن برنامج الغذاء العالمي، وهو أحد أبرز مقدّمي المساعدات الغذائية في غزة، الجمعة، "من المتوقّع أن تفرغ هذه المطابخ من الطعام تماما في الأيام القادمة"، مضيفا أن "التكيّات" هي المصدر الوحيد للمساعدات الغذائية لعشرات الآلاف من الناس في غزة.

طفل بعد حصوله على القليل من الخبز في غزة (أ ف ب)
"تمنيت لو أموت"
وتقول عايدة أبو ريالة (42 عاما)، من منطقة النصيرات في وسط غزة: "لا يوجد عندي أي كسرة خبزة. لا طعام لعائلتي. لذلك أضطر إلى الذهاب إلى التكية رغم معاناتي في الزحام والصراخ والتصادم. الأعداد كبيرة، وكلّهم جائعون مثلنا. أنتظر مع ابني دورنا في طابور التكية، تحت أشعة الشمس، وقبلها وسط البرد. وأحيانا كثيرة أعود بلا طعام لانتهاء الكمية".
دُمّر منزل أبو ريالة في غارة جوية. وتعيش الأسرة الآن في خيمة مصنوعة من النايلون. في أحد الأيام، انتظرت عايدة أبو ريالة ثلاث ساعات فتقرحت قدماها من الوقوف، وحين وصلت أخيرا إلى نقطة التوزيع، لم يتبقَ طعام.
وتقول: "عدت إلى المنزل ويدي فارغتان. أطفالي بكوا... في تلك اللحظة، تمنيت أن أموت بدلا من رؤيتهم جياعا مرّة أخرى".
أما فاتن المدهون (52 عاما)، فهي طاهية متطوعة تدير مطبخا خيريا في بيت لاهيا في شمال غزة، وتطبخ مع 13 متطوعا ومتطوعة آخرين على نيران الحطب، دون مطابخ ملائمة أو معدات لازمة، حيث تقول: "أحيانا نجهّز 500 وجبة، لكن يأتينا أكثر من 600 شخص. الحاجة هائلة، والطعام لا يكفي الجميع. مع كل يوم تبقى فيه المعابر مغلقة، تشتدّ الأزمة أكثر فأكثر".
ومع اختفاء الطحين من الأسواق، وإغلاق المخابز، وتحوّل الخضروات الأساسية إلى سلع نادرة، أصبحت التكيّات أو المطابخ الخيرية المصدر الوحيد المتبقي للطعام بالنسبة لعشرات الآلاف من الناس.
اقرأ أيضاً: تُستخدم لأول مرة في قطاع غزة... قذيفة صاروخية من نوع "بار"
"نريد أن نعيش بكرامة"
في منطقة خان يونس في جنوب القطاع، يقول علاء أبو عميرة (28 عاما) النازح من بيت لاهيا في الشمال، "عندما أصل طابور التكية، تكون الشمس لم تشرق بعد"، مضيفا "هنا المواطنون يتزاحمون، وأحيانا تحصل حالات تدافع خطيرة. رأيت طفلا وقع وجُرح، ولا أحد استطاع أن يساعده من شدة الازدحام. ورأيت أيضا طفلة وقع عليها طبق الطعام وأحرقها فنقلت إلى المستشفى..."
وحين يتمكّن المرء من الحصول على وجبة، غالباً ما تكون باردة، بلا طعم، ومكررة، أي بازلاء وفاصوليا معلبة، وأرز لم ينضج كليا، كما يقول.
ويضيف أبو عميرة: "بطوننا بالكاد تتحمّل، لكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟ الجوع يكسر كل شيء".
ورغم المعاناة اليومية، تواظب أبو ريالة على الحضور الى المطبخ لتأمين الطعام.
وتقول: "حتى الطعام أصبح يحتاج إلى حظ. لكن غدا سأحاول أن أصل في وقت مبكر أكثرا، لعلّي أتحصّل على طبق أرز". ثم تتنهّد قائلة "نريد فقط أن نعيش بكرامة".
0 تعليق