وأكد الشيخ خليل غريب، عالم الأزهر، الذي نشر مقطع فيديو لنفسه وهو يطعم الكلاب الضالة، أن التعاطف مع الحيوانات جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. وأكد أن معاملة الكائنات الحية بالرفق سلوك صحيح أمر به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

في حوار مع الإعلامي شريف نور الدين والإعلامية آية شعيب في برنامج “أنا وهيا وهيا” المذاع على قناة “ني مصر”، قال: “الحيوان الذي نراه في الشارع لا يريد أن يؤذي أحدًا، ويحاول فقط البقاء. هذه مخلوقات ضعيفة جاءت إلى هذه الدنيا بحكمة الله، وهي تستحق رحمتنا ورعايتنا”.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَّةٌ مِثْلَكُمْ} وكما أننا نتألم ونعاني فإن هذه المخلوقات تعاني وتتألم بنفس الطريقة.

ورداً على الانتقادات التي وجهت إليه بأن البشر يستحقون المزيد من الرحمة، قال الشيخ خليل: “ديننا دين شامل لا يهمل حقوق الإنسان أو الحيوان”. فأجاب. الرحمة لا تتجزأ؛ إنها قيمة إنسانية وليست واجباً دينياً. من أطعم هرة أو سقى كلبا ابتغاء وجه الله، صلى الله عليه وسلم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فإنه سيعطى أجرا عظيما.

روى الشيخ خليل الحديث التالي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “دخلت امرأة النار في هرة حبستها، ودخل رجل الجنة في كلب سقىه”. في كل كبد رطبة أجر.

وأكد الشيخ خليل أن رسالة الإسلام تقوم على الرحمة الشاملة للناس كافة: “قال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه: ما أنا إلا رحمة منزلة”. ولم يقتصر رحمته على البشر فقط، بل شملت كل الكائنات الحية التي تتحرك على الأرض.

وقال الشيخ خليل إن فكرة الفيديو جاءت إلى ذهنه بعد أن رأى قطة عمياء تطلب الطعام على باب المسجد وقرر إطعامها، مضيفاً: “في هذا الفيديو رأيت رسالة من الله الكريم الذي لا يتخلى عن الداعين إليه”. قال. وكتبت في ذلك الوقت: «من طلب الكرم لم يظلم».

وأكد شاهين أن عمله ليس بقصد الشهرة أو التقدير، بل نابع من حبه لله وخالقه، وقال: “ديننا يعلمنا الرحمة بجميع المخلوقات، فكل يد تمتد بالرحمة إلى حيوان ضعيف تنال فضل الله”. قال.

واختتم الشيخ كلمته بالتوعية بأهمية الرفق بالحيوان وعدم معاملته بالعنف أو القسوة، قائلاً: “نعامل هذه المخلوقات بما علمنا إياه ديننا: الرحمة واللطف وحسن الخلق. فالرحمة مفتاح القلوب، وبها ترتفع درجات العبد عند ربه”.