كتب – محمود كمال

قتلت الشرطة الباكستانية سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 16 آخرون في تفجير وقع أثناء اجتماع لجنة سلام محلية في إقليم وزيرستان الجنوبية يوم الاثنين ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا.

وأوضح المسؤول الأمني عثمان وزير أن التفجير أدى إلى انهيار جزء من المبنى الذي كان يعقد فيه الاجتماع مشيرا إلى أن السلطات لم تتوصل بعد إلى تحديد الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم الدموي.

ووقع الانفجار في المنطقة التي كانت تمثل معقلا سابقا لحركة طالبان الباكستانية في شمال غرب البلاد التي لا تزال تشهد أجواء من الفوضى والاضطراب الأمني.

وأكد وزير أن الحادث وقع في مدينة وانا وهي إحدى المدن الرئيسية في منطقة جنوب وزيرستان التابعة لإقليم خيبر بختونخوا التي تعتبر من أكثر المناطق تأثرا بالنزاع.

وأضاف قائد الشرطة أن الانفجار استهدف مكتب لجنة السلام المحلية، وهي اللجنة التي تعارض علنا حركة طالبان الباكستانية وتقوم بدور رئيسي في حل النزاعات بين السكان المحليين في المنطقة.

ووقع التفجير بعد يوم واحد من إعلان الجيش الباكستاني عن قتل 54 مسلحًا في عملية عسكرية واسعة في منطقة شمال وزيرستان المجاورة، وذلك بعد محاولتهم التسلل إلى الأراضي الباكستانية قادمين من أفغانستان.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن لكن من المرجح أن تُوجه أصابع الاتهام إلى حركة طالبان الباكستانية التي دأبت على استهداف قوات الأمن والمدنيين في الفترة الأخيرة.

وأكد الجيش الباكستاني في بيان أصدره الأحد أنه قتل 54 مسلحا على مدار ثلاثة أيام بعد محاولة تسللهم عبر الحدود الأفغانية لتنفيذ أنشطة إرهابية واسعة في باكستان حيث تم أيضا العثور على مخازن ضخمة للأسلحة والذخائر والمتفجرات.

وتم رصد المسلحين الذين حاولوا التسلل إلى باكستان وقتلهم في منطقة وزيرستان الشمالية وهي منطقة حدودية مع أفغانستان كانت تمثل سابقًا معقلًا لحركة طالبان الباكستانية.

وقبل إعلان الجيش الباكستاني عن العملية، تحدث وزير الإعلام عطالله ترار عن العمليات اليومية المثمرة التي تنفذها القوات المسلحة ضد الإرهابيين مشيرا إلى أن هذه العمليات تساهم في تعزيز الأمن في المنطقة.

وقتل جنديان باكستانيان و15 متطرفا في اشتباكات وقعت السبت في مناطق مختلفة من ولاية خيبر بختونخوا ما يعكس تصاعدا مستمرا في أعمال العنف في هذه المنطقة المتوترة.

وشهدت المناطق الجبلية في شمال غرب باكستان تكرار الهجمات المسلحة منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، وهو ما يثير القلق من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.

واتهمت السلطات الباكستانية الحكومة الأفغانية بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لطرد المقاتلين الذين لجأوا إلى أراضيها حيث يعتقد أنهم يخططون لتنفيذ هجمات ضد باكستان وهو ما تنفيه كابل بشدة.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية أسفرت أعمال العنف منذ بداية العام عن مقتل نحو 220 شخصا معظمهم من رجال الأمن في هجمات نسبت إلى جماعات مسلحة معارضة للحكومة الباكستانية في منطقتي بالوشستان وخيبر بختونخوا.