ثورة بلا سائق: كيف ستغير الروبوتاكسي مستقبل النقل... وهل تسلا جاهزة حقًا؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ثورة بلا سائق: كيف ستغير الروبوتاكسي مستقبل النقل... وهل تسلا جاهزة حقًا؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 09:59 صباحاً

في خطوة ينتظرها العالم بشغف، أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، عن استعداده لإطلاق "الروبو تاكسي" – سيارة أجرة ذاتية القيادة بالكامل – في حزيران/يونيو المقبل، ما قد يشكل تحولاً جذرياً في صناعة النقل والمواصلات حول العالم. لكن هل باتت تسلا مستعدة فعلاً لهذه القفزة الكبرى؟ أم أن المنافسين والتحديات التقنية ما زالوا يشكلون عائقاً أمام هذا الحلم الطموح؟

 

اختبارات مثيرة للجدل: تفوّق أنظمة لايدار على تسلا؟

في فيديو مثير نشره اليوتيوبر الشهير مارك روبر، وهو مهندس سابق في وكالة "ناسا"، قام بمقارنة بين سيارة تسلا ذاتية القيادة وسيارة أخرى تعتمد على نظام "لايدار"  (LiDAR) المتطور. خلال ست تجارب خطيرة صُممت لمحاكاة سيناريوهات قيادة معقدة في الواقع، أظهرت النتائج تفوقاً واضحاً للنظام المنافس على أنظمة تسلا:

 

  1. اختبار التصادم:  سيارة تسلا صدمت دمية تمثل طفلاً، بينما توقفت السيارة الأخرى بأمان.
  2. اختبار عنصر المفاجأة: تمكنت تسلا من تجاوزه بصعوبة.
  3. اختبار الضباب الكثيف: ساعد نظام لايدار السيارة المنافسة على التوقف في الوقت المناسب، بينما فشلت تسلا مجدداً.
  4. اختبار الأمطار الغزيرة: النتيجة ذاتها، لايدار يتفوق.
  5. اختبار الإضاءة القوية والمفاجآت البشرية: تعادل بين السيارتين.
  6. الاختبار الأخير والمجنون: خدعة جدارية مرسومة كأنها طريق مفتوح، توقفت فيها السيارة المنافسة بينما وقعت تسلا في الفخ واخترقت "الجدار"، كأنه غير موجود.

هذا الفيديو، الذي حقق ملايين المشاهدات وأثار تفاعلات ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي، كان له تأثير مباشر على سهم شركة تسلا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست". فهل فقدت تسلا الريادة في هذا المجال أم أن ما حدث هو مجرد كبوة موقتة في مسار طويل من الابتكار؟

 

لقطة من اختبار التصادم (مواقع التواصل)

لقطة من اختبار التصادم (مواقع التواصل)

 

 

 

المنافسون في سباق القيادة الذاتية

تسلا ليست وحدها في مضمار تطوير السيارات ذاتية القيادة. هناك عدد من الشركات الكبرى التي تتقدم بسرعة في هذا المجال، أبرزها:

وايمو (Waymo) التابعة لغوغل، والتي تعتمد كلياً على أنظمة لايدار ولديها خدمات أجرة ذاتية القيادة تعمل فعلياً في فينيكس، أريزونا. كروز(Cruise)  التابعة لجنرال موتورز. أبتيف (Aptiv) وموبايل آي (Mobileye). بايدو (Baidu) الصينية، التي تطور مركبات ذاتية القيادة في المدن الذكية داخل الصين.

وقد أصبح من الواضح أن الرهان على لايدار – رغم تكلفته المرتفعة – يمنح الشركات قدرة أفضل على الرؤية والاستجابة للبيئة المحيطة في الظروف الجوية السيئة والقيادة المعقدة.

 

سوق السيارات ذاتية القيادة: أرقام مذهلة

حجم السوق العالمية للسيارات ذاتية القيادة قُدّر بنحو   33 مليار دولار عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 800   مليار دولار بحلول عام 2032، وفقاً لتقارير Fortune Business Insights بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 40%. عدد السيارات ذاتية القيادة قيد التشغيل أو التجريب في مختلف أنحاء العالم يتجاوز 1.4 مليون مركبة، تشمل النماذج التجريبية والمركبات المستخدمة في خدمات النقل التجارية، مع تزايد مستمر في المدن الذكية، خصوصاً في الولايات المتحدة، الصين، وألمانيا. شركة تسلا وحدها حققت في عام 2023 أكثر من 81 مليار دولار من الإيرادات، أكثر من 20% منها تعود إلى البرمجيات والأنظمة الخاصة بالقيادة الذاتية. إيرادات شركة تسلا من سياراتها ذاتية القيادة لا تزال تعتمد على نموذج الاشتراك في خدمة "القيادة الذاتية الكاملة" (FSD)، والذي تبلغ قيمته حوالى 12,000 دولار لكل مستخدم، وقدرت العائدات من هذا النظام بـأكثر من 1.5 مليار دولار سنوياً. وايمو وكروز أنفقتا معاً أكثر من 10 مليارات دولار على تطوير القيادة الذاتية منذ عام 2016.

 

تحديات مستقبلية تواجه الصناعة

رغم الطموحات الهائلة، تواجه هذه الصناعة مجموعة من التحديات الخطيرة:

  1. السلامة والاعتماد القانوني: الحوادث التي تقع بسبب أنظمة غير ناضجة قد تؤخر القوانين التي تتيح الانتشار الواسع، فيما العديد من الدول لا تزال تفتقر إلى أطر قانونية واضحة لتنظيم السيارات ذاتية القيادة.
  2. الثقة المجتمعية: معظم المستخدمين ما زالوا مترددين في تسليم زمام القيادة للذكاء الاصطناعي، أما الحوادث السابقة المرتبطة بتكنولوجيا تسلا وغيرها فأثرت على ثقة المستهلكين.
  3. أكلاف التطوير البنية التحتية: تحتاج الطرق والمواقف والأنظمة المرورية إلى تحديث لتتكيف مع المركبات الذاتية، وعليه، تستثمر الشركات مليارات في الأبحاث والتطوير، لكن الجدوى الاقتصادية لا تزال قيد النقاش.
  4. الاختراقات الأمنية: القلق من تعرض هذه الأنظمة لهجمات إلكترونية قد يعرقل نموها.

 

هل نحن على أعتاب ثورة حقيقية؟

لا شك في أن السيارات ذاتية القيادة تمثل ثورة تكنولوجية ستغيّر شكل المدن وطبيعة التنقل والعمل. لكن كما هي الحال مع كل ثورة، فإن العقبات جزء لا يتجزأ من الطريق. وبينما تواصل تسلا وخصومها سباق الهيمنة على هذه السوق الواعدة، سيبقى السؤال معلقاً: من سينجح أولاً في الجمع بين الأمان الكامل، التكلفة المعقولة، والثقة المجتمعية؟ الإجابة قد تحدد مستقبل التنقل لأجيال قادمة.

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق