نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مكان التخصيب أكبر العقد بين واشنطن وطهران... وتزامن الانفجار الإيراني مع الجولة الثالثة يُثير التكهّنات - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 06:20 صباحاً
كلما تعمق المفاوضون الأميركيون والإيرانيون، بحثاً في تفاصيل الاتفاق النووي الجديد، تصبح التفاصيل أكثر تعقيداً.
وتعتبر الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط وأوكرانيا ستيف ويتكوف في مسقط، هي الجولة التي لامست التفاصيل أكثر من الجولتين السابقتين، نظراً إلى مواكبتها بمفاوضات لفريقين فنيين أيضاً.
ومع أنّ تعيين موعد الجولة الرابعة في 3 أيار/مايو في عُمان، يعدّ إشارة إيجابية إلى أن الجانبين لا يزالان يراهنان على الديبلوماسية، إلّا أنّ حظوظ النجاح والفشل تبقى متساوية. وعكس عراقجي ذلك، بتصريحه عقب مفاوضات السبت التي امتدت 6 ساعات: "هناك جدية وتصميم من الجانبين... ومع ذلك، يبقى تفاؤلنا إزاء احتمال النجاح حذراً جداً".
مصدر الحذر رسائل متضاربة يبعث بها المسؤولون الأميركيون. ويتكوف مرة يقول إن واشنطن لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في أراضيها مطلقاً، وأحياناً يتحدّث عن إمكان السماح بنسبة 3.67 في المئة التي تضمنتها خطة العمل الشاملة المشتركة (الإسم الرسمي للاتفاق النووي لعام 2015)، مع فرض رقابة مشدّدة على النشاط الإيراني في هذا المجال.
المقلق بالنسبة إلى إيران، هو ما أدلى به وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قبل يومين من جولة التفاوض الثالثة، إذ قال :"إذا أرادت إيران برنامجاً نووياً مدنياً، فيمكنها امتلاكه كما هي حال الكثير من الدول الأخرى في العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة". وسارع عراقجي إلى الردّ معتبراً أنّ حقّ إيران في التخصيب "غير قابل للتفاوض".
هذه هي العقدة التي يتوقّف عليها مصير المفاوضات، نجاحاً أو فشلاً. وهناك صقور في الإدارة الأميركية وفي الحزب الجمهوري والديموقراطي أيضاً ممّن يميلون إلى وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طرح "النموذج الليبي"، أي تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل طوعاً، أو اللجوء إلى الخيار العسكري.
أمّا ترامب فيطرح إعطاء المفاوضات فرصة، علها تتيح تسوية، تُجنّب الذهاب إلى الخيار العسكري الذي قد تنجم عنه تعقيدات أكثر مما هو متوقّع. ويستمرّ في فرض العقوبات والتضييق على طهران وفي تصعيد الحملة الجوية على الحوثيين، حلفاء إيران، في اليمن، وفي حشد المزيد من القطع البحرية والقاذفات، وكأنّ الخيار العسكري قائم لا محالة، إذا أخفقت المفاوضات غير المفتوحة زمنياً.
كذلك، استبعد ويتكوف مسألة التوصّل إلى اتفاق موقّت. مثل هذا الاتفاق قد يمنح إيران متّسعاً من الوقت لالتقاط الأنفاس. وهذا ما تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تجنّبه.
وأتى الانفجار الغامض في ميناء رجائي قرب مدينة بندر عباس في جنوب إيران تزامناً مع بدء جولة مسقط السبت، تذكيراً بالتوتر الشديد الذي يغلّف المفاوضات، سواء أكانت أسباب الانفجار الهائل عرضية أم مدبّرة.
أضرار في محيط ميناء رجائي عقب الانفجار. (أ ف ب)
وتحاول إيران في الوقت نفسه، إحاطة التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة، بتكثيف ديبلوماسيتها في اتجاه روسيا والصين، وتبدي الاستعداد لمعاودة فتح الحوار مع الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في الأزمات السابقة، كان الوقت يعدّ حليفاً مهماً لإيران. اليوم، بعد الحروب الإسرائيلية المستمرة منذ 18شهراً، والتوازنات التي أفرزتها في الشرق الأوسط، ترى طهران أن من مصلحتها الإسراع هذه المرة في التوصل إلى تسوية نووية مع أميركا. والمدى الزمني محكوم باستحقاق تشرين الأول/أكتوبر المقبل، عندما تنتهي صلاحية الاتفاق النووي لعام 2015، وتلويح الأوروبيين بطرح إعادة تفعيل العقوبات الأممية في مجلس الأمن، اعتباراً من حزيران/يونيو.
إلى أيّ مدى تستطيع إيران الحفاظ على التوازن الدقيق في التفاوض والحؤول دون مواجهة عسكرية شاملة؟هذا هو التحدي الأكبر.
0 تعليق