تعد كوريا الشمالية من أكثر الدول غموضًا وانغلاقًا في العالم، ما يجعل زيارتها تجربة فريدة ومثيرة للفضول. ومع ذلك، فإن السفر إلى كوريا الشمالية ليس بالأمر السهل، إذ يخضع لإجراءات صارمة، ولا يمكن تنظيمه بشكل فردي كما هو الحال مع معظم الدول الأخرى. 

تتطلب الرحلة إلى هذا البلد الاشتراكي التحضير المسبق والتقيّد بتعليمات محددة، نظرًا للطبيعة السياسية للنظام والتشديد الأمني المفروض على كل من المواطنين المحليين والزوار الأجانب. في هذا المقال نستعرض خطوات وإجراءات السفر إلى كوريا الشمالية، ابتداءً من استخراج التأشيرة وحتى تفاصيل الإقامة والزيارات داخل البلاد.

التقديم على التأشيرة عبر وكالات سياحية معتمدة

كوريا الشمالية لا تسمح بالسفر إليها بشكل مستقل، وإنما يجب أن يتم التقديم على الزيارة من خلال وكالات سياحية مرخّصة ومعترف بها لدى السلطات الكورية. تتعاون هذه الوكالات مع الحكومة الكورية لتنظيم الرحلات، وتقدّم باقات سفر تشمل التأشيرة والإقامة والجولات المصحوبة بدليل. في معظم الحالات، يتعين على الزائر تقديم صورة من جواز السفر، وملء نموذج معلومات شخصية، وفي بعض الأحيان يُطلب خطاب تعريف من جهة العمل أو نسخة من التأشيرة الصينية في حال كانت نقطة الدخول عبر الصين. لا يتم ختم جواز السفر الكوري الشمالي، وإنما تُعطى تأشيرة منفصلة تُعاد عند نهاية الرحلة.

الوصول إلى بيونغ يانغ والتنقل تحت المراقبة

تبدأ أغلب الرحلات إلى كوريا الشمالية من بكين أو شنيانغ في الصين، إما جوًا عبر طيران كوريو، أو برًا عبر القطار. عند الوصول إلى بيونغ يانغ، يتم استقبال الزوار من قبل الدليلين المرافقين طوال مدة الإقامة. لا يُسمح بالتجول بمفردك أو الخروج دون مرافقة الدليل. 

حتى التصوير يتم وفق تعليمات صارمة، ولا يُسمح بتصوير المواقع العسكرية أو مشاهد يُعتقد أنها قد تسيء لصورة الدولة. الفنادق التي يُقيم بها السياح غالبًا ما تكون مجهزة بكل وسائل الراحة ولكن معزولة عن الحياة اليومية للمواطنين. الرحلات تشمل زيارات إلى النصب التذكارية، المتاحف، مصانع رمزية، والمدن الأخرى إذا كانت الرحلة طويلة.

من المهم جدًا احترام القوانين والتعليمات أثناء الوجود في كوريا الشمالية. يجب عدم مناقشة السياسة أو القيادة الكورية مع المواطنين أو حتى الدليل. كما يُمنع حمل كتب دينية أو مواد إعلامية قد تُعد مثيرة للجدل. يُوصى بارتداء ملابس محتشمة عند زيارة المعالم الوطنية، وتجنب أي سلوك قد يُفهم منه عدم الاحترام للرموز أو الزعماء الكوريين. كذلك، يجب إعلام الدليل مسبقًا بأي رغبة في شراء الهدايا أو زيارة محلات محلية، حيث يتم ترتيب كل شيء عبر البرنامج المسبق.

رغم القيود الكثيرة، إلا أن زيارة كوريا الشمالية تظل تجربة لا مثيل لها، تمنح الزائر فرصة نادرة لرؤية جانب من العالم لا يظهر في وسائل الإعلام كثيرًا. فقط يجب الاستعداد الجيد واحترام القواعد والخصوصية المحلية لضمان رحلة آمنة وثرية بالمعرفة.