غادر وفد رفيع من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” العاصمة المصرية القاهرة، بعد سلسلة لقاءات مع مسؤولين مصريين تناولت الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية شاملة في قطاع غزة.

وجاءت الزيارة في وقت يشهد فيه القطاع تدهوراً متسارعاً في الوضع الإنساني، نتيجة الحصار المتواصل والعمليات العسكرية الإسرائيلية.

مشاورات مكثفة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة

في بيان رسمي نشرته “حماس” عبر قناتها على تطبيق “تلجرام”، أكدت الحركة أن وفدها استعرض مع الجانب المصري رؤيتها الرامية إلى التوصل إلى اتفاق شامل يحقق وقف إطلاق النار الكامل،

ويشمل اتفاق تبادل الأسرى، فضلاً عن تأمين الإغاثة الإنسانية وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وأوضح البيان أن المحادثات شهدت توافقًا على مواصلة الجهود المشتركة وتعزيز قنوات التواصل المباشر، بهدف تذليل العقبات التي تعترض سبيل التوصل إلى اتفاق شامل يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة.

بحث الوضع الإنساني المتدهور في غزة

لم تقتصر النقاشات بين وفد “حماس” والمسؤولين المصريين على الشقين السياسي والأمني، بل شملت أيضاً الملف الإنساني. حيث ناقش الطرفان بشكل معمَّق تداعيات الحصار المستمر منذ أكثر من شهرين، والذي أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية في القطاع.

وشدَّد وفد “حماس” على ضرورة التحرك العاجل لضمان دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية، بما فيها المواد الغذائية والدوائية، لتخفيف معاناة السكان، في ظل تزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة.

تشكيلة وفد “حماس” المفاوض

ترأس الوفد رئيس المجلس القيادي لحركة “حماس” محمد درويش، وضم في عضويته كلاً من خالد مشعل، وخليل الحية، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، وجميعهم من القيادات البارزة داخل الحركة والمسؤولين عن الملفات السياسية والعسكرية.

تطورات الوضع الميداني في غزة

يأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد اتفاق أبرم بين إسرائيل و”حماس” في 15 يناير الماضي، تضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادل الأسرى عبر ثلاث مراحل متتالية.

ودخلت المرحلة الأولى حيز التنفيذ في 19 يناير، وكان من المقرر أن يتم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الثانية قبل الأول من مارس، إلا أن المحادثات تعثرت ولم يتم التوصل إلى صيغة نهائية.

في 18 مارس، أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته القتالية في قطاع غزة، مع تصعيد الغارات الجوية، متهماً “حماس” برفض المقترحات التي قدمها الوسطاء خلال المفاوضات الأخيرة. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف من استئناف العمليات هو تحرير جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس”.

في المقابل، حملت حركة “حماس” إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن خرق الهدنة واستئناف الأعمال العدائية، متهمة تل أبيب بعرقلة جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين لإنهاء التصعيد وإحلال الهدوء.

مصر تواصل جهود الوساطة

تواصل مصر، عبر أجهزتها الأمنية والدبلوماسية، جهودها لاحتواء التصعيد في قطاع غزة، وسط تحديات سياسية وأمنية معقدة. وتؤكد القاهرة، بحسب مصادر مطلعة، التزامها بدورها كوسيط رئيسي لضمان تثبيت الهدنة، واستئناف المفاوضات بين جميع الأطراف للوصول إلى تسوية مستدامة تنهي معاناة المدنيين الفلسطينيين، وتحول دون اندلاع موجات جديدة من العنف.

اقرا أيضًا: الطريق لرفع العقوبات.. سوريا ترد على طلبات أمريكا وتتعهد بهذه الأمور

نسخ الرابط تم نسخ الرابط