في أعقاب زلزال قوي هز مدينة إسطنبول، تتزايد التساؤلات حول مدى أمان السفر إلى تركيا، خاصةً بعد ورود تقارير عن وقوع عدة هزات متتالية خلال يوم واحد، ما أثار قلق السكان المحليين والسياح على حد سواء. ووفقًا لما أعلنته رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، شهدت المدينة 3 هزات أرضية رئيسية تراوحت قوتها بين 3.9 و6.2 درجات على مقياس ريختر، أعقبها عدد من الهزات الارتدادية.

بدأت الهزات الأرضية عند الساعة 12:13 ظهرًا بالتوقيت المحلي، حيث سُجّل أول زلزال بقوة 3.9 درجات، تلاه بعد نحو 40 دقيقة زلزال أقوى بلغت قوته 6.2 درجات، ثم ثالث بقوة 4.4 درجات. وبحسب تقارير إعلامية تركية ودولية، وقعت الزلازل في محيط منطقة بويوك شكمجة غرب إسطنبول، وهي منطقة سكنية قريبة من بحر مرمرة.

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن نحو 150 شخصًا قد أُصيبوا، معظمهم نتيجة القفز من النوافذ أو الأسطح بدافع الذعر أثناء وقوع الزلزال. كما أفادت التقارير عن اهتزاز واسع للمباني، ما أدى إلى إخلاء الكثير من المنشآت، في حين تم تحذير السكان والزوار من البقاء داخل المباني المتضررة أو القديمة.

رغم الهزات الأرضية الأخيرة، لا تزال السلطات التركية تُبقي المطارات الدولية والطرق مفتوحة، مع تحذيرات بضرورة توخي الحذر والابتعاد عن المباني غير الآمنة. لم تُصدر الحكومة التركية حتى الآن قرارًا بإغلاق المناطق السياحية أو فرض قيود على حركة السفر، لكن يُوصى السياح بمراجعة التحديثات الصادرة عن وزارة الخارجية في بلدانهم، وكذلك مراقبة البيانات التي تنشرها إدارة الكوارث التركية.

يعتقد أن عمق الزلازل كان ضحلًا، حيث كان مركزها على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب غرب إسطنبول في بحر مرمرة، وذلك بحسب قناة يورونيوز.

حيث كان الشعور بالزلازل أقوى في إسطنبول، لكن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تشير إلى أنها ربما أثرت كذلك على بلغاريا ورومانيا واليونان، فيما تشير التقارير الآن إلى أن سكان أنقرة شعروا بها، بحسب رئيس البلدية منصور يافاس.

وفي الوقت الحالي، السفر إلى تركيا لا يزال ممكنًا، لكن مع توخي الحذر واتباع الإرشادات الصادرة عن السلطات. وتبقى إسطنبول وجهة سياحية رئيسية، رغم التحديات الزلزالية التي تواجهها، ما يفرض على السياح قدرًا إضافيًا من اليقظة والمرونة في التخطيط لرحلاتهم.

يذكر إنه كان آخر زلزال في المنطقة في يوم 6 فبراير 2023، وقد ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة تركيا، وتبعه بعد ساعات هزة قوية أخرى، في 11 محافظة جنوبية وجنوبية شرقية تركية، حيث قد تضررت مئات الآلاف من المباني أو دُمرت، وأودى الزلزال بحياة 53 ألف شخص في تركيا، وما يُقدر بنحو 6 آلاف شخص بشمال سوريا.