كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 27 أبريل 2025 10:40 صباحاً - فيما أكد مدير الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية سالم الحاي أن مرض «الحمى القلاعية» في مزارع الأبقار بمنطقة الصليبية تحت السيطرة التامة، أشار إلى أن «عدد الإصابات المسجلة حتى الآن (أمس) بلغ 2662 حالة، مع تسجيل نفوق 10 بقرات، جرى التعامل معها وفق القوانين والإجراءات الصحية المعتمدة».

وفي جولة ميدانية صباح أمس، رافقته «الراي» بها، شملت مزارع الصليبية التي تضم أكثر من 24 ألف بقرة في 42 مزرعة، أوضح الحاي أن «الوضع الصحي العام مستقر، واللقاح الخاص بالفيروس سيصل إلى البلاد خلال أسبوعين كحد أقصى، مما سيسهم في احتواء المرض بشكل أكبر».

لا خطر

وشدد الحاي على أن «حليب الأبقار ولحومها صالحة للاستهلاك الآدمي، ولا يشكل الفيروس خطراً على صحة الإنسان. والتحاليل أثبتت سلامة المنتجات، ولا يوجد ما يمنع من تناولها»، مشيراً إلى أن «الفيروس دخل البلاد من دول مجاورة تعاني من انتشار الحمى القلاعية، ومن المرجح أن تكون الرياح والعواصف الترابية الأخيرة التي شهدتها البلاد أحد عوامل نقل العدوى. وغير صحيح قطعياً أن تكون الإصابة ناتجة عن استيراد أبقار من أستراليا أو كينيا. فجميع الأبقار المستوردة تخضع لحجر صحي صارم مدته 21 يوماً، وتتلقى التطعيمات اللازمة قبل الإفراج عنها ودخولها إلى المزارع».

وانطلقت جولة الحاي في السادسة صباحاً من المركز البيطري بمزارع الصليبية، حيث تفقد آليات العمل والإجراءات الوقائية المتبعة، ووجّه الطاقم الطبي إلى ضرورة التواصل مع أصحاب المزارع بشكل مباشر، والإبلاغ عن أي حالة إصابة فوراً، لضمان سرعة الاستجابة.

كما زار إحدى المزارع المصابة، ضمن 10 مزارع تم تسجيل إصابات فيها، حيث اطلع على الوضع الصحي للأبقار، والإجراءات المتخذة. وأظهرت التقارير تراجع إنتاج الحليب في المزرعة من 17 طناً يومياً إلى 7 أطنان، نتيجة إصابة نحو ثلث قطيعها البالغ 300 رأس.

تحصين

وأكد الحاي أن «إغلاق سوق كبد والصليبية، هدفه تحصين الثروة الحيوانية وعدم انتقال عدوى الحمى القلاعية إلى الحيوانات الأخرى، كالأغنام والإبل والماعز. والإغلاق لن يستمر طويلاً، وندعو المستهلكين إلى التوجه للمسالخ المعتمدة، خصوصاً في الوضع الحالي، حيث يتم فحص الذبيحة من قبل الطبيب البيطري بعد ذبحها والتأكد من سلامتها».

وذكر أن «الهيئة مستمرة في سحب المزارع والحيازات الزراعية من المخالفين باستغلالها في غير الغرض المخصص لها»، داعياً الجميع إلى الالتزام حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية.

واختتم الحاي جولته بالتأكيد على أن «الهيئة ملتزمة بتوفير كل الاحتياجات للمزارع، من أدوية ولقاحات ومستلزمات طبية، للحفاظ على الثروة الحيوانية في البلاد»، مشيداً بتعاون اتحاد منتجي الألبان وأصحاب المزارع في مواجهة هذه الأزمة.

أعراض

بدوره، قال رئيس قسم المحاجر البيطرية في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية الدكتور سعد العنزي، إن «المحاجر البيطرية تقوم بحجز أي إرسالية لمدة 21 يوماً مع تقديم الرعاية الصحية والتطعيمات اللازمة قبل الإفراج عنها ومتابعة من أصحابها، وننفي أن يكون الفيروس قد دخل عن طريق أبقار مستوردة».

وأوضح العنزي أن «لدى الهيئة التطعيمات اللازمة لكل أنواع الحمى القلاعية المعروفة، وتأخذها الأبقار بشكل دوري، ولكن الفيروس الحالى ليس له مثيل من قبل، وبالتالي لم يكن له تطعيم، كما أن الهيئة لا يمكن أن توافر لقاحات لفيروس غير موجود على أراضيها ولم يكن مكتشفاً بعد».

مركز

من جهته، أكد مدير مركز المختبرات الحيوانية في هيئة الزراعة أحمد آتش، أن «المركز يعتبر من الركائز الأساسية في ضمان صحة الثروة الحيوانية في الكويت، حيث يلعب دوراً حيوياً في الكشف المبكر عن الأمراض الفيروسية، مثل فيروس الحمى القلاعية، فيستقبل العينات من المزارع والحقول (مثل عينات الدم، اللعاب، الأنسجة) التي يتم جمعها من الحيوانات المشتبه في إصابتها بالفيروسات، ويتم تحليل العينات باستخدام تقنيات متقدمة لتشخيص المرض».

وأضاف آتش أنه «بناءً على نتائج الفحوصات المخبرية، تصدر إدارة المختبرات تقارير تشخيصية تفيد بتأكيد أو استبعاد الإصابة بفيروس الحمى القلاعية. كما يتم تحديد نوع الفيروس في حال كانت هناك أنواع متعددة للفيروس».

وأشار آتش إلى أنه بعد التأكد من وجود الفيروس يتم فرض إجراءات الحجر الصحي على المزارع المشتبه في إصابتها، مع تنظيم حملات التطعيم الوقائية وكذلك المراقبة المستمرة للحفاظ على مستوى الصحة البيطرية، وتساعد في الكشف المبكر عن أي تفشٍّ محتمل لفيروسات الحمى القلاعية.

مخالفة... رمي الأبقار النافقة

حذر مدير الهيئة العامة للزراعة سالم الحاي من رمي جيف الأبقار النافقة في المناطق البرية أو غير المخصصة، مشدداً على أن ذلك مخالف لقانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 وتعديلاته، والذي ينص في المادة 33 على أنه «يحظر التخلص من الجيف بطرق تضر بالبيئة، ويجب الالتزام بالتخلص منها عبر الجهات المختصة»، مؤكداً أن «رمي الجيف بشكل مخالف يعرض مرتكبه لعقوبات مالية قد تصل إلى 10 آلاف دينار، أو إحالة للنيابة العامة حسب جسامة المخالفة».

10 أعراض للإصابة

عدد الدكتور سعد العنزي، 10 أعراض لإصابة الأبقار بمرض الحمى القلاعية، مشيراً إلى أنها تمر بحالة صحية متدهورة نسبياً، وتظهر عليها الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة حتى 41 درجة مئوية، مع خمول شديد وضعف عام وصعوبة في الوقوف والحركة. كما تظهر بثور وتقرحات مؤلمة في الفم، تؤدي إلى صعوبة في الأكل والشرب وسيلان لعابي غزير».

وأضاف العنزي قائلاً «من الأعراض أيضاً تورم وألم في الأظلاف (الحوافر)، مما يسبب عرجاً أو امتناعاً عن المشي، وتقرحات في الضرع، تؤثر على إنتاج الحليب، بالاضافة إلى فقدان الشهية ونقص سريع في الوزن. كما أنه في بعض الحالات، خاصة لدى العجول، قد يحدث نفوق مفاجئ نتيجة مضاعفات في القلب».

5 إجراءات للحماية

أوضح الدكتور سعد العنزي أن هناك عدة إجراءات للوقاية من الإصابة بالحمى القلاعية، أبرزها:

1 - الالتزام بجدول التطعيمات الدورية ضد الحمى القلاعية.

2 - عزل الحالات المصابة فوراً لتفادي انتشار العدوى.

3 - تطبيق إجراءات التعقيم والنظافة في الحظائر ومواقع التغذية.

4 - منع إدخال حيوانات جديدة إلى المزرعة دون حجر وفحص مسبق.

5 - الإبلاغ الفوري عن أي أعراض مشتبه بها للجهات البيطرية المختصة.

مكافحة الكلاب الضالة

بالطرق الرحيمة

أكد الحاي أن الهيئة حريصة على مكافحة ظاهرة الكلاب الضالة والقضاء عليها بالطرق الرحيمة، لافتاً إلى أنه تم تحديد رقم الواتساب (56575070) للتواصل، بتسجيل الاسم والعنوان ورقم هاتف صاحب الشكوى لإجراء اللازم، متمنياً التعاون والسلامة للجميع.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.