يوم وقف هدر الطعام: الأهمية وبداية الاحتفال به - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوم وقف هدر الطعام: الأهمية وبداية الاحتفال به - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 03:14 صباحاً

في عالم تتزايد فيه التحديات البيئية والاقتصادية والغذائية، يبرز "يوم وقف هدر الطعام" كأحد أهم المبادرات العالمية التي تسعى لتغيير الطريقة التي نتعامل بها مع الغذاء. يُحتفل بهذا اليوم كل عام، وقد أُقرّ من قِبل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ليكون دعوة للتفكر والتحرك، ليس فقط بين الأفراد، بل أيضًا بين الحكومات والشركات والمنظمات الإنسانية.

 هذا اليوم هو وقفة مع الذات ومع المجتمع، لفهم حجم المشكلة التي تترتب على هدر الطعام، والتأثيرات العميقة التي تمسّ الأمن الغذائي والاستدامة البيئية والاقتصادات المحلية والعالمية على حد سواء. فليس من المقبول أن يهدر العالم ما يقارب ثلث إنتاجه الغذائي، بينما يعاني ملايين البشر من الجوع وسوء التغذية.

بداية الاحتفال بيوم وقف هدر الطعام

جاء تخصيص يوم عالمي لوقف هدر الطعام استجابةً لتفاقم مشكلة فقد الأغذية، خاصة في ظل الأزمات المناخية وزيادة الكوارث الطبيعية وارتفاع نسب الفقر حول العالم. وقد بدأت هذه المبادرة بالتبلور في السنوات الأخيرة حين بدأت الأبحاث تكشف أرقامًا صادمة: نحو 1.3 مليار طن من الطعام يُهدر سنويًا، وهو ما يعادل تقريبًا ثلث ما يتم إنتاجه على مستوى العالم. 

لا يقتصر هذا الهدر على خسارة المواد الغذائية فقط، بل يتعداه إلى هدر موارد طبيعية ثمينة مثل المياه والتربة والطاقة. لذلك، تم إطلاق "اليوم الدولي للتوعية بهدر الغذاء وفقده" في عام 2020، ليكون مناسبة سنوية تُسلّط الضوء على أهمية تقليل هذا الهدر من خلال التغيير السلوكي، وتطوير الأنظمة الغذائية، وتحفيز السياسات التي تدعم الاستدامة.

أهمية تقليل هدر الطعام في مواجهة الجوع والتغير المناخي

تقليل هدر الطعام لا يعني فقط تقليل ما نرميه في القمامة، بل هو خطوة مهمة نحو القضاء على الجوع العالمي. فكمية الطعام المهدور سنويًا تكفي لإطعام مئات الملايين من الأشخاص الذين ينامون جياعًا كل ليلة. علاوة على ذلك، فإن التخلص من الطعام المهدر غالبًا ما يتم من خلال طرق غير صديقة للبيئة، مثل الحرق أو الطمر، مما يؤدي إلى زيادة انبعاثات غاز الميثان، أحد الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. 

وبالتالي، فإن مكافحة هدر الطعام تُعد من الخطوات الفعالة في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز أنظمة غذائية مستدامة. كما أن تقليل الهدر يساهم في تحسين سلاسل التوريد، وخفض التكاليف على المزارعين والمستهلكين، وتحسين فرص التوزيع العادل للغذاء.

كيف يمكن للأفراد والمؤسسات المشاركة في هذا اليوم؟

الاحتفال بيوم وقف هدر الطعام لا يقتصر على إطلاق الحملات أو نشر الرسائل التوعوية، بل يتطلب التزامًا فعليًا وسلوكًا مستدامًا من قبل الجميع. على مستوى الأفراد، يمكن أن نبدأ بخطوات بسيطة لكنها مؤثرة، مثل: التخطيط للوجبات، حفظ الطعام بشكل صحيح، مشاركة الفائض مع الجيران أو التبرع به، وتثقيف الأطفال حول أهمية تقدير النعمة.

أما المؤسسات، سواء كانت مطاعم أو متاجر أو جهات حكومية، فعليها تطوير آليات أكثر كفاءة لإدارة المخزون، وتبني سياسات تقلل من الفاقد الغذائي، والتعاون مع بنوك الطعام المحلية. من جهة أخرى، يجب أن تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في نشر الوعي وتعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول. يوم وقف هدر الطعام هو فرصة لتجديد الالتزام، والتأكيد على أن التغيير يبدأ من كل بيت وكل طبق.

يبقى هذا اليوم مناسبة للتأمل والمساءلة والعمل الجماعي. فبقدر ما يُهدر من الطعام، هناك فرصة هائلة لإحداث تغيير حقيقي ينقذ الأرواح، ويحمي الموارد، ويصنع عالمًا أكثر عدالة واستدامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق