احتشدت جموع غفيرة صباح السبت في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على البابا فرنسيس، الذي سيظل اسمه مرتبطًا بدفاعه عن الفقراء والمهاجرين، وجهوده المستمرة في إصلاح الكنيسة الكاثوليكية.

وبحسب وسائل إعلام فقد أقيم قداس الجنازة الرسمي على درجات كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة وفود من أكثر من 150 دولة، كان من أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن.

قداس الجنازة بابا الفاتيكان تحت حراسة أمنية مشددة

استعد الفاتيكان لاستقبال نحو 250 ألف شخص داخل الساحة، بالإضافة إلى مليون شخص اصطفوا على جانبي الطريق الذي امتد لمسافة ستة كيلومترات، من الفاتيكان إلى كنيسة سانتا ماريا ماجوري، حيث مقر الدفن.

أغلقت السلطات الإيطالية المجال الجوي فوق العاصمة روما، واستدعت قوات إضافية لتأمين المراسم، مع نشر منظومات صواريخ مضادة للطائرات وزوارق بحرية، في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي شهدتها البلاد منذ جنازة البابا يوحنا بولس الثاني.

قداس متعدد اللغات وإجراءات مبسطة

تضمنت المراسم تلاوة نصوص من الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية، مع رفع الصلوات بلغات متعددة، منها العربية، الفرنسية، البولندية، البرتغالية، الألمانية، وللمرة الأولى باللغة الماندرينية.

ورغم الطابع الرسمي للجنازة، فقد تم تقليص بعض البروتوكولات، استجابة لرغبة البابا فرنسيس، الذي أوصى بأن تكون جنازته “بسيطة ومتواضعة”، تعبيرًا عن كونه “راعياً وتلميذًا للمسيح”، بحسب ما أكده الكرسي الرسولي.

موكب الوداع يمر بمعالم روما التاريخية

اجتاز موكب الجنازة شوارع العاصمة الإيطالية مرورًا بساحة فينيسيا والكولوسيوم، في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحزن والوفاء.
وفي لقطة مؤثرة، رفعت امرأة تمثالاً للسيدة مريم العذراء بين الحشود المتجمعة قبيل بدء القداس.

الفقراء في مقدمة المشيعين

استجابة لوصية البابا الراحل، وُضع الفقراء والمحتاجون في الصفوف الأمامية على درجات كنيسة سانتا ماريا ماجوري، حيث ألقوا نظرة الوداع الأخيرة على نعشه الخشبي، قبل أن يُوارى الثرى بعيدًا عن وسائل الإعلام.

وفاة البابا بعد يوم من عيد الفصح

ورحل البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد إصابته بسكتة دماغية يوم الاثنين الماضي، بعد يوم واحد فقط من ترؤسه احتفالات عيد الفصح في الساحة نفسها.

وفي الأيام التالية، توافد أكثر من 250 ألف شخص إلى كاتدرائية القديس بطرس، لتقديم واجب العزاء، قبل أن تُقام مراسم الجنازة الرسمية بقيادة الكاردينال كاميرلينجو كيفن فاريل، القائم بأعمال رئاسة الكنيسة حتى انتخاب خليفة جديد.

البابا فرنسيس وقضية غزة

في آخر خطاب له بتاريخ 20 أبريل 2025، جدد البابا فرنسيس دعوته لوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة في رسالة بمناسبة عيد القيامة قرأها أحد مساعديه عندما ظهر لفترة وجيزة في الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس.

ورُغم المرض لم يتوقف البابا فرنسيس عن العمل والتواصل اليومي مع راهب الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة جبرائيل رومانيلّي، للاستعلام عمّا يحدث على الأرض هناك من أهوال ودمار وموت.

وبرحيله يفقد سكان غزة والفلسطينيون بشكل عام ومن يحلمون بالسلام، صوتاً ضد الحرب والظلم والاستبداد، لم ينقطع نداؤه لإسكات أصوات المدافع والرصاص ليعمّ السلام في الأرض.

اقرأ أيضا.. بعد رفع علم الثورة.. رسائل قوية لوزير خارجية سوريا في أول ظهور بالأمم المتحدة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط