وافقت إسرائيل، اليوم الخميس، على السماح لـ600 رجل دين من دروز سوريا بالدخول مؤقتاً إلى الأراضي المحتلة، للمشاركة في الاحتفال السنوي بمقام النبي شعيب في منطقة الجليل شمالي إسرائيل، وذلك عبر معبر القنيطرة الذي يربط بين الجولان السوري المحتل وباقي الأراضي السورية.

ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، فإن وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، صادق على هذه الخطوة، التي تُعد الثانية من نوعها خلال أقل من شهرين، بعد أن سُمح في مارس الماضي بدخول 100 شيخ درزي للمشاركة في ذات المناسبة، في زيارة وُصفت حينها بالأولى منذ أكثر من نصف قرن.

تفاصيل الزيارة

بحسب تقارير فمن المقرر أن يُسمح للوفد الدرزي بالبقاء داخل الأراضي المحتلة لليلة واحدة، قبل العودة إلى سوريا في اليوم التالي.

ويمثل هذا التحرك تطوراً لافتاً من حيث العدد مقارنة بالزيارة السابقة، ما يعكس تغيراً في طريقة تعامل الاحتلال مع الطائفة الدرزية في الجولان السوري المحتل.

توتر بين سوريا وإسرائيل

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد توتراً سياسياً متصاعداً بين إسرائيل والإدارة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، التي تسلمت السلطة عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في وقت سابق من هذا العام.

وتتهم دمشق تل أبيب بمحاولة استغلال ملف الدروز للتدخل في الشأن السوري الداخلي، بينما تروج إسرائيل لروايات تزعم تعرض أبناء الطائفة الدرزية لانتهاكات داخل سوريا.

الدروز بين سوريا وإسرائيل

ويُقدّر عدد أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل بنحو 150 ألف نسمة، يخدم بعضهم في صفوف الجيش الإسرائيلي، في حين يتمسك آخرون، خاصة في الجولان المحتل، بهويتهم السورية ويرفضون الحصول على الجنسية الإسرائيلية.

ولا تزال مسألة الهوية والانتماء تثير جدلاً واسعاً داخل الطائفة، في ظل محاولات الاحتلال ترسيخ الانقسام الطائفي.

اتهامات لإسرائيل باستغلال دروز سوريا

وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، قد اتهم إسرائيل باستغلال الطائفة الدرزية في سوريا ضمن خطة تهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط على أسس طائفية.

وقال جنبلاط في تصريحات سابقة لوكالة الصحافة الفرنسية إن “إسرائيل تريد تنفيذ خطتها القديمة بتقسيم المنطقة إلى كيانات مذهبية ونشر الفوضى”.

وأشار إلى أن الحقبة الاستعمارية الفرنسية شهدت محاولة مشابهة لتقسيم سوريا إلى أربع دول على أسس طائفية، مؤكداً أن الدروز ساهموا مع القوميين السوريين آنذاك في إفشال المخطط، وداعياً اليوم إلى دعم وحدة سوريا في مواجهة أي سيناريو للتقسيم.

توسع إسرائيلي في الجولان

يُذكر أن إسرائيل تحتل معظم هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وأعلنت ضمها رسمياً في عام 1981، وهي خطوة لم تحظَ باعتراف دولي باستثناء الولايات المتحدة.

وخلال الأشهر الماضية، كثّف الاحتلال من تحركاته العسكرية في المنطقة، وأنهى عملياً اتفاق فصل القوات الموقّع عام 1974، ما زاد من حدة التوتر بين الجانبين.

وتواصل الإدارة السورية الجديدة مطالبة إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية، ووقف ما تصفه بالاعتداءات المتكررة على السيادة الوطنية، في ظل استمرار المواجهة السياسية والميدانية في الجولان والمناطق الحدودية.

اقرأ أيضا

الشرع يشعل الخلافات داخل العراق والانقسامات تضرب الإطار التنسيقي.. ما القصة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط