يشهد الجيش الأمريكي تحولاً جذرياً في إطار استعداده لحروب المستقبل المستقبل، برؤية واضحة لقواته بحلول عام 2030. تُبرز هذه الرؤية، المفصلة في سلسلة من الرسوم التوضيحية الاستراتيجية التي أصدرها الجيش، قوةً مترابطة، ومتقدمة تكنولوجياً، وقادرة على الهيمنة على العمليات متعددة المجالات بحلول عام 2040.

الروبوتات والذكاء الاصطناعي و حروب المستقبل 

يُعزى هذا التحول إلى الوتيرة السريعة للتحول الرقمي في الحروب، حيث أصبحت هيمنة المعلومات والأنظمة المستقلة والشبكات المرنة بنفس أهمية القوة النارية التقليدية، وذلك في رؤية 2030 للجيش الأمريكي.

يُعد تكامل التفاعل بين الإنسان والآلة حجر الزاوية الآخر في فرقة 2030، إذ يُعيد تعريف دور الجندي في ساحة المعركة المستقبلية. تُسلط الرسوم التوضيحية الضوء على العديد من مُمكّنات دمج الإنسان والآلة، بما في ذلك أنظمة الحوسبة المعيارية المشتركة والذكاء الاصطناعي التي تُمكّن الجنود من معالجة البيانات ومشاركتها بسلاسة.

تُظهر الرسوم التوضيحية أيضًا استخدام الأنظمة الروبوتية، مع التركيز بشكل خاص على شحن الروبوتات عبر الشبكات الصغيرة.

وتُسلط هذه الرسوم التوضيحية، التي نُشرت في إطار نقاش أوسع حول التحديث العسكري، الضوء على خطط الجيش لدمج أحدث التقنيات والتكتيكات المبتكرة للحفاظ على تفوق حاسم على الخصوم.

وينصب التركيز على إنشاء فرقة قادرة على ربط وحداتها بسلاسة، والاستفادة من الأنظمة المتقدمة، والعمل بمرونة وقدرة فتك غير مسبوقة.

هذه الشبكات الصغيرة عبارة عن شبكات طاقة محلية صغيرة يمكنها العمل بشكل مستقل عن الشبكة الرئيسية، مما يوفر مصدر طاقة موثوقًا للأنظمة ذاتية التشغيل في الميدان.

يستثمر الجيش في التقنيات الروبوتية لتقليل المخاطر على الجنود، حيث تُستخدم أنظمة مثل نظام نقل المعدات متعدد الأغراض SMET لنقل الإمدادات والمعدات لوحدات المشاة.

يشير إدراج شحن الروبوتات في رؤية 2030 إلى اعتماد متزايد على الأنظمة غير المأهولة في مهام مثل الاستطلاع واللوجستيات، وحتى القتال المباشر، مما يسمح للفرقة بإظهار قوتها مع تقليل الخسائر.

يُشكل مفهوم الفرقة المُرتكزة على الشبكة جوهر رؤية الجيش لعام 2030. يُركز هذا الهيكل على قوة مترابطة للغاية، حيث يعمل كل عنصر، من الجندي الفرد إلى مقر الفرقة، كجزء من نظام موحد.

تُنظم الفرقة إلى عدة مجموعات وظيفية رئيسية: القيادة والسيطرة، والحماية، والنيران، والطيران، والدعم. تُشكل القيادة والسيطرة، والتي يُشار إليها غالبًا باسم C2، العمود الفقري لهذا الهيكل، مما يضمن سرعة اتخاذ القرارات وتواصلها بفعالية عبر جميع المستويات.

تُوفر الأصول الجوية، مثل المروحيات والطائرات بدون طيار، دعمًا بالغ الأهمية للاستطلاع والتنقل والدعم الجوي القريب، وتضمن وحدات الدعم قدرة الفرقة على العمل بشكل مستقل لفترات طويلة من خلال شبكات لوجستية قوية.

من السمات الرئيسية لهذا النهج الشبكي التكامل بين تقنيات الاتصالات المتقدمة. تُبرز الرسوم التوضيحية استخدام اتصالات الأقمار الصناعية، المعروفة باسم SATCOM، لتوفير اتصال عالمي وضمان بقاء الوحدات متصلة حتى في البيئات المتنازع عليها.

الحرب الإلكترونية محور تركيز رئيسي في رؤية 2030

كما تُعدّ قدرات الحرب الإلكترونية أيضاً محور تركيزٍ رئيسي في رؤية 2030، مع أنظمة الحرب الإلكترونية المحمولة EW MMP، التي تُمكّن وحدات المشاة من تعطيل اتصالات العدو وأجهزة استشعاره، وهذه الأنظمة خفيفة الوزن وقابلة للحمل، مما يُمكّن الجنود من حملها إلى الميدان ونشرها عند الحاجة.

يُوسّع الجيش الأمريكي قدراته في الحرب الإلكترونية استجابةً للتهديدات المتزايدة من خصومٍ مثل روسيا والصين، الذين استثمروا بكثافة في تقنيات الحرب الإلكترونية.

أنظمة الطائرات بدون طيار المربوطة أكثر فاعلية

يختبر الجيش أنظمة الطائرات بدون طيار المربوطة منذ سنوات، حيث تُستخدم أنظمة مثل Hoverfly Tethered UAS بالفعل لتأمين المحيط وجمع المعلومات الاستخبارية.

وقد وجد تقييم أجراه الجيش عام 2021 أن أنظمة الطائرات بدون طيار المربوطة يمكنها العمل بشكل مستمر لمدة تصل إلى 72 ساعة، مما يوفر ميزة كبيرة على الطائرات بدون طيار التقليدية ذات عمر البطارية المحدود.

تُقدم السيناريوهات التكتيكية الموضحة في الرسوم التوضيحية لمحة عن كيفية عمل فرقة 2030 في القتال. تُظهر الصور فرقةً تتقدم ضد قوات العدو، مستخدمةً مزيجًا من الأصول البرية والجوية والروبوتية لتحقيق أهدافها.

في الختام، تُمثل رؤية الجيش الأمريكي لفرقته لعام 2030 خطوةً جريئةً نحو التحديث العسكري، تجمع بين العمليات الشبكية والتقنيات المتقدمة والتكامل بين الإنسان والآلة، بهدف بناء قوة قادرة على الهيمنة على ساحة المعركة بحلول عام 2040.

إقرأ أيضاً: مقاتلات J-10 الصينية تحلق أعلى سفن أمريكية خلال المناورات مع مصر.. هل تهدد بكين واشنطن؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط