العطش يسبق أوانه في غزة - تكنو بلس

قناة المملكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العطش يسبق أوانه في غزة - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 05:32 مساءً

اجتاح العطش قطاع غزة من جديد، وبدأ الناس يتضورون جوعا وعطشا، حيث سبق موسم العطش حر الصيف اللاهب الذي ينتظرهم في بقايا خيامهم التي مزقتها عوامل التعرية خلال فصلي الصيف الماضي والشتاء المغادر قريبا عنهم، ليبقى العطش والشمس الحارقة رفيقين ضد الفلسطينيين والنازحين في كل أرجاء القطاع المكلوم.

فقد زادت معاناة الفلسطينيين بالعطش في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بداية حرب الإبادة والتهجير الإسرائيلية التي يواجهونها بأجسادهم العارية، وبجوع وعطش أمعائهم، التي أصابها الضمور وبانت ملامحها على أجسادهم الهزيلة التي أصابها الضعف ونقصان الوزن لعدم حصولهم على ما يكفي من طعام وحرمانهم جميع أنواع اللحوم والدواجن والبيض والحليب ومشتقاته، بعدما تعمدت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إغلاق المعابر وفرض سياسة التجويع والتعطيش ضدهم، فهي التي أغلقت خطوط المياه المزودة التي يعتمدون عليها في الشرب وأمور حياتهم اليومية، وحرمتهم من الكهرباء والوقود لتشغيل ما تبقى من آبار لسد عطشهم.

ويقول الفلسطيني خالد زيدان "نعاني في الحصول على المياه منذ أن نزحنا واشتدت الحرب علينا، لكن مع إغلاق المعابر وخطوط مياه ’ميكروت’ التي تتحكم بها إسرائيل، زادت معاناتنا، فلم تعد سلطة المياه قادرة على تشغيل ما تبقى من آبار مياه لعدم وجود سولار أو كهرباء لتشغيلها، كما زادت معاناتنا عندما أغلقت محابس المياه التي تأتي عن طريق إسرائيل لغزة وأصبحنا نشعر بالعطش والجفاف".

وأضاف "لقد بدأت علامات نقص وشح المياه تظهر على أجسادنا وبين خيامنا وفيما تبقى من بيوت، بعدما فرض علينا عدم الحصول على أدنى حقوق الآدميين من نظافة واستحمام، وأصبحنا لا نغتسل إلا مرة في الأسبوع، ويكون محظوظًا من يحصل على حمام في ظل النقص الحاد في المياه".

بينما يقول الفلسطيني ماجد الأيوبي "أصبحنا نخشى على أنفسنا وأطفالنا من الأمراض الجلدية والأمراض المعدية وأمراض الكلى، لعدم تمكننا من الحصول على حصة كل من المياه سواء للشرب، والتي تكون في كثير من الأحيان مياها غير صالحة لارتفاع نسبة الأملاح فيها وعدم فلترتها بشكل جيد وكاف، في ظل انعدام مصادر الطاقة سواء الكهربائية أو البديلة لفلترة المياه، ولعدم حصولنا على مياه عادية للاستخدام اليومي إلا بشق الأنفس".

وتابع "كنا قبل إغلاق المعابر في بداية شهر رمضان الماضي، نحصل على مياه جارية من خلال الخراطيم، رغم أنها كانت تأتي فقط لمدة يومين في الأسبوع ولمدة ساعة ونصف إلى ساعتين، وكنا نقوم بتعبئة ما لدينا من خزانات وأوانٍ وكانت تكفينا إلى حد ما مع حياة التقشف والتشريد".

ويضيف الأيوبي، "مع مرور الأيام أصبحت الأزمة تشدد رويدًا رويدًا إلى أن وصلنا لمرحلة غاية في الصعوبة تكسوها ملامح الجفاف الذي سبق حر الصيف، ولم نعد نستطع توفيرها إلا بمعاناة كبيرة من خلال نقلها من مناطق بعيدة أو بعض الشاحنات الخيرية، ويكون ذلك عبر حملها في دلاء وأوان، ومن كثرة الازدحام حولها بالكاد يتمكن الشخص من تعبئة جالون أو جالونين في أحسن الأحوال".

أما الفلسطيني أبو إبراهيم فيقول: "عندي 5 بنات ويحتجن إلى كمية كبيرة من المياه للنظافة الشخصية اليومية، فأضطر في كثير من الأوقات لشراء المياه التي تباع عبر العربات التي تجرها حيوانات، ويكون سعر الكوب الواحد مئة شيقل والحصول عليه يكون بصعوبة بالغة، لعدم توفر العربات بشكل دائم ولزيادة الطلب عليها في أوقات الجفاف التي نعيش وعدم ضخ المياه، وما يزيد المعاناة هو نقل الكوب كاملًا عبر تعبئته في جالونات وحملها وسكبها في خزانات أخرى لعدم وجود مضخات مياه لانقطاع الكهرباء والوقود المتواصل منذ بداية الحرب".

ويشير "لم تقتصر معاناتنا على مياه الاستخدام اليومي، بل طالت كذلك مياه الشرب التي نشربها ملوثة ونشتريها بأسعار مرتفعة، فعند حصولك على جالون 20 لتر فإنك تدفع مقابل ذلك 4 شواقل (أكثر من دولار أميركي)، وهذا مكلف للغاية في ظل انعدام مصادر الرزق ونقص السيولة وارتفاع سعر ’الكاش’ الذي وصل لقرابة 40%، والواحد منا يحتاج لجالونين أو أكثر في اليوم، ولك أن تتخيل كم هو مكلف ومرهق ذلك الأمر"، مضيفًا "وكل هذه التصرفات تقتصر على توفير المياه فكيف يكون الأمر لتوفير كافة متطلبات العيش اليومية".

وتزيد معاناة الفلسطينيين في ظل أن أغلب المياه الجوفية في قطاع غزة ملوثة بمياه الصرف الصحي، خاصة بعد انتشار خيام النازحين في كل المناطق وحفر النازحين آبارا امتصاصية للصرف الصحي، الأمر أدى لاختلاط الفضلات بالمياه الجوفية التي يتم بعدها استخراجها استخدامها دون تعقيم أو فلترة.

ولم تكن حياة الزميل الصحفي علي قاسم الفرا الذي هدم بيته في بلدة القرارة شمال خان يونس بأفضل حال من غيره من الفلسطينيين والنازحين في الحصول على المياه.

فرغم نزوحه وسط البلد في خان يونس، إلا أنه يعاني معاناة مركبة لكثرة النازحين في المكان، وعند حصوله على المياه يقوم بحجز دوره في التعبئة قبل ثلاثة أو أربعة أيام، وعند التعبئة يدفع مئة شيقل أو أكثر في سبيل الحصول على كوب مياه لا يكفيه لبضعة أيام.

ويشير الفرا إلى أنه رغم تدني الدخل مقابل ارتفاع نسبة العمولة مقابل الكاش، إلى أنه يجد صعوبة ومشقة كبيرة في الحصول على المياه بين التعبئة والأخرى، فيجبر على شراء المياه من العربات ونقلها وحملها مسافة تزيد على 100 متر.

ويقول "بعد حصولنا عليها بمشقة كبيرة نقوم بإشعال نيران الحطب لنطهو ما يتوفر من طعام إن توفر أصلًا في ظل المجاعة التي تضرب القطاع، علاوة على عدم مقدرتنا على حماية أطفالنا والتخفيف عنهم من أصوات القصف والانفجارات التي تسمع على مدار الساعة من كل حدب وصوب، فنحن نعيش الخوف والحرب والمجاعة والعطش ولا أحد يحرك ساكنًا تجاهنا".

وأشارت إحصائيات محلية إلى أن 3,780 كيلومترا من شبكات الكهرباء دمرها الاحتلال، و2,105 محولات توزيع كهرباء هوائية وأرضية تم تدميرها، إضافة لـ1.88 مليار كيلوواط ساعة كمية الكهرباء التي حرم منها قطاع غزة طيلة الحرب.

وذكرت أن أكثر من 330,000 متر طولي دمرها الاحتلال من شبكات المياه، وأكثر من 655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إضافة لـ2,850,000 متر طولي من شبكات طُرق وشوارع، وكذلك 719 بئر ماء دمرها الاحتلال وأخرجها من الخدمة.

ويعاني القطاع ظروفًا إنسانية صعبة بسبب إغلاق الاحتلال المعابر ومنع دخول المساعدات، ونقص حاد في الغذاء والمياه والدواء والوقود والمياه في القطاع غير صالحة للشرب، ونقص الغذاء ينذر بكارثة خطيرة وخاصة على الأطفال والنساء.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن خط مياه "ميكروت" الإسرائيلي غير كافٍ لتلبية احتياجات الفلسطينيين في ظل تدمير الاحتلال لمحطة التحلية المركزية وعدد من الآبار وخزانات المياه، وأن مناطق واسعة في شمال وجنوب غرب مدينة غزة تعاني من نقص حاد في المياه وأن العجز الأكبر يتركز في الأحياء الغربية نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية خلال العدوان المستمر.

بينما قال الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة المياه، إن أكثر من 85% من مرافق وأصول المياه والصرف الصحي تعطلت في قطاع غزة بشكل كامل أو جزئي نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، إلى جانب تضرر الشبكات بشكل كبير، حيث دمّر الاحتلال 1545 كيلومترًا منها بشكل كامل، و8.6 كيلومتر بشكل جزئي، كما تم تدمير 47 محطة ضخ مياه صرف صحي، منها 20 محطة دُمّرت بشكل كلي، و27 محطة بشكل جزئي.

وأما اتحاد بلديات قطاع غزة فقال إن تدمير البنية التحتية بسبب الحرب عطل تقديم الخدمات الأساسية للسكان، وخلق أزمة كبيرة، وإن الدمار الواسع تسبب في نقص حاد بمياه الشرب والماء الخاص بالاستخدام اليومي.

وأشار إلى أن أزمة المياه مع أزمات تعطل شبكات الصرف الصحي وتراكم النفايات سيكون تأثيرها سلبيًا على غزة وسكانها، خاصة أن إسرائيل تواصل منع إدخال المعدات الثقيلة وأي مستلزمات خاصة بإعادة الحياة للمناطق المدمرة.

وشدد الاتحاد، على ضرورة وجود ضغط دولي حقيقي يضمن إعادة تأهيل البنية التحتية بمختلف المناطق، محذرًا من خطورة تجاهل الدمار الواسع بالبنية التحتية، خاصة أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الأمراض البكتيرية والأوبئة والفيروسات مع اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي وانعدام أي مصادر للمياه.

واعتبر أن أزمة المياه في القطاع ليست بالجديدة لكنها تصاعدت بشكل كبير إثر الحرب الإسرائيلية التي ألحقت دمارًا واسعًا بالبنية التحتية والمرافق الحيوية وشبكات وآبار المياه، ما جعل تأمين مياه نظيفة تحديًا يوميًا ومعاناة مستمرة للنازحين والمواطنين الذين انهكتهم الحرب.

وفا

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : العطش يسبق أوانه في غزة - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 05:32 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق