شنت روسيا واحدة من أكثر عمليات على المدن الرئيسية في أوكرانيا تعد الأسوأ بحسب وصف الإعلام الغربي منذ بداية الحرب، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، حيث جاء هذا الهجوم الشرس بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زعم خلالها إنه يعتقد أنه توصل إلى صفقات مع الجانبين لإنهاء الحرب، إلا أنه انتقد في ذات الوقت نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوضع عراقيل التي تقودها واشنطن لتحقيق السلام بين كييف وموسكو. 

هجوم روسي عنيف على أوكرانيا

وفي ظل التصعيد العسكري، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيقطع زيارته إلى جنوب إفريقيا وسيعود إلى بلاده، قال يوم الخميس:"تواصل روسيا قتل الناس والتهرب من الضغط الشديد والمساءلة عن ذلك. للأسف، هناك دمار كبير. عمليات الإنقاذ مستمرة، ويجري إزالة أنقاض المباني".

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن العاصمة كييف تعرضت لقصف بـ 140 طائرة مسيرة و70 صاروخًا، أُسقط منها 64 و48 صاروخًا على التوالي. وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا في بيان: "كانت ليلة مروعة وصاخبة للغاية".

فيما أعلن مسؤولون أوكرانيون إن 70 شخصا أصيبوا بجروح بالإضافة إلى سقوط عدد من القتلى، جراء القصف الروسي العنيف، كما سقطت قنابل في مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن المقاطعة، حيث حث رئيس البلدية إيغور تيريخوف السكان على "توخي الحذر"

وتأتي هذه الهجمات في أعقاب التصريحات المتضاربة والمتناقضة في كثير من الأحيان في محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

ترامب: التعامل مع زيلينسكي ليس سهلاً

وقال ترامب في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء: "أعتقد أن لدينا اتفاقا مع كلا الجانبين" - قبل أن يشير إلى أن الاتفاق مع أوكرانيا لا يزال معلقا.

وأضاف: "ظننتُ أن التعامل مع زيلينسكي قد يكون أسهل. لكن حتى الآن، كان الأمر أصعب".

وفي وقت سابق، أطلق ترامب انتقاداته الأخيرة لزيلينسكي على موقع Truth Social، متهماً نظيره الأوكراني بالإدلاء "بتصريحات تحريضية" - في إشارة إلى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال انتقد فيها زيلينسكي خطة السلام التي اقترحتها واشنطن - وقال إنه بحاجة إلى صفقة "لإنجازها".

يحاول البيت الأبيض دفع أوكرانيا إلى قبول صفقة مع روسيا على الرغم من الشروط التي تعتبرها كييف غير مواتية للغاية.

وقال زيلينسكي لصحيفة وول ستريت جورنال إنه لن يقبل أبدا بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، وهو مطلب رئيسي للكرملين.

وأكد وزير الخارجية الأوكراني، في بيانه: "إن المطالبات الروسية المتطرفة أمس بانسحاب أوكرانيا من مناطقها، إلى جانب هذه الضربات الوحشية، تُظهر أن روسيا، وليست أوكرانيا، هي العقبة أمام السلام". وأضاف: "موسكو، وليست كييف، هي من يجب أن يُمارس الضغط عليها".