كتب: يوسف حامد 

كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، منذ قليل، أن الأوضاع بغزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الكارثة الإنسانية، مؤكدًا أن ما تشهده المنطقة هو حملة ممنهجة تستهدف السكان المدنيين، وسط صمت دولي "مخزٍ" تجاه ما وصفه بأنه وضع "مجرد من أبسط معاني الإنسانية".

صمت العالم عن حرب الإبادة المتجرد

وأشار أبو الغيط إلى أن استئناف العمليات العسكرية في غزة منذ 18 مارس الماضي بعد فترة هدنة إنسانية قصيرة، فاقم من الأوضاع بشكل خطير، حيث أُغلقت المعابر بشكل كامل، ومنعت المساعدات الإنسانية، واشتدت القيود على دخول المواد الغذائية والدوائية، مما دفع القطاع إلى ما وصفه بـ"أسوأ أوضاعه منذ أكتوبر 2023".
وأضاف أن الأرقام تشير إلى اقتراب عدد الضحايا المدنيين خلال الأسابيع الماضية فقط من نحو ألفي حالة وفاة، في ظل تواصل القصف وغياب الأمان.

وأكد الأمين العام أن الهدف من هذه السياسات يتجاوز الأبعاد العسكرية، مشيرا إلى أنها تسعى إلى فرض تغيير ديمغرافي وإعادة رسم الواقع السياسي في القطاع، ومحذرا من أن طرح سيناريو التهجير، حتى لو تم بشكل غير مباشر، يوفر الغطاء لأجندات أكثر تطرفًا تسعى للسيطرة وإعادة فرض واقع جديد.

وقتل أبو الغيط بمواقف البابا الراحل فرنسيس، الذي رحل عن عالمنا مؤخرًا، مشيرًا إلى أن كلماته الأخيرة كانت تعبيرا قويا عن الضمير الإنساني، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار فورا وتقديم المساعدات للمدنيين.

وشدد أبو الغيط على أن الدول العربية عبرت بوضوح، في قمة القاهرة الأخيرة، عن رفضها القاطع لأي خطط تهجير، وقدمت تصورا عمليا لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة، مشيرا إلى أن هذا الطرح يهدف إلى منع التصعيد مستقبلاً وتهيئة الطريق لتطبيق حل الدولتين، الذي يمثل، من وجهة النظر العربية، الخيار الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار.