••• كأنّ الزمن في حضرته يركض للوراء... الساعة إذا نطقوا اسمه تخجل من دورانها، وتغدو العقارب كطفلين يبحثان عن مزيد من الضوء في... أعماق الضوء!!
كريستيانو رونالدو، ذلك الذي سكن المستديرة لا كلاعب، بل كأُسطورة، لا يزال يمارس سطوته وصناعة النجمات كما لو أن المجد سطع للتوّ من قدميه.
••• هل يدرك الذين شكّكوا؟!
هل يسمع الذين حقدوا عليه وعلى النصر؟!
هل ينصتون إلى وقع صوته وهو يركض في ملاعبنا كأغنية لا تصمت؟
إنه ليس مجرد هدف “عالطاير” في مرمى الرياض، بل طائر من شغفٍ وذكاء، نفذ من المسافات البعيدة كقصيدة.
الكرة حين لامست قدمه فهمت اللغة السرية السحرية للجمال، وعرفت طريقها إلى الشباك بامتثال عاشق.
••• هؤلاء الذين نثروا ملح وأشواك التشكيك في طريقه، وجدوا أنفسهم يُصفقون له خجلين من كلماتهم الجارحة التي ردّ عليها بالصمت المدوّي... صمت الأبطال. صمت الذين يكتبون بالقدم ما لا يُقال بالحروف.
••• كريستيانو... لم يأتِ إلى الشرق ليطفئ شمعة المجد، بل ليشعل قناديلَ جديدة في ملاعبنا.
أتى لا كمهاجر يبحث عن مأوى، بل كفاتحٍ يتقن أبجديات الشغف، وكقائد يعرف كيف يزرع الحماسةَ في قلوب زملائه قبل أقدامهم.
جاء، من لمعة الحلم. من فجرٍ تأخر كي يطلّ من نافذة الرياض، فوضع قدمه على المستطيل الأخضر كما يضع العاشق يده على قلبه المرتجف، وقال: لتكتبوا اسمي في العشب لا في الورق.
النصر لم يحتضنه فقط، بل احتضن به عصراً جديداً من التوهّج.
••• الحياة ليست مجرد أيام بل رؤى، فإن رؤيا رونالدو تمشي على العشب، وتهزم السنوات كما لو أنها خصم خفيّ.
أيها الساحر البرتغالي...
لقد قلت ما لم يُقل، وركلتَ الضعف بعيداً، وصنعت من كرة القدم أسطورة تمشي بأقدامك لا بتاريخك فقط.
••• شكراً لأنك تحرس الحلم من الغياب، وتعلّمنا كل يوم أن الكبرياء الحقيقي لا يُصنع من الكلمات، بل من الأفعال التي لا تقبل التشكيك.
شكراً لأنك لا تزال تنسج الحكاية، وتجعلنا نؤمن أن المستحيل مجرد وهم!
فاصمتوا أيها الحاقدون... رونالدو تكفّل بالردّ عليكم وعلى طريقته.
نهاية:
لا نهاية لحكايتك لأنك كتبتها بحبرٍ لا يجف.