تراجع الإنجاب يهدد الاقتصاد الأمريكي.. ويربك ترامب - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تراجع الإنجاب يهدد الاقتصاد الأمريكي.. ويربك ترامب - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 10:16 مساءً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 22 أبريل 2025 11:07 مساءً - يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معضلة في انسجام محاور استراتيجته الشاملة حيث ان بعض البرامح المطروحة لديه، مثل ترحيل المهاجرين، وتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة، تثير شكوكاً حول مساعيه لإعادة المصانع إلى الولايات المتحدة والحاجة إلى عمالة تشغيلية أكبر. وعلى المدى البعيد، فإن كل أفكاره حول جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى مبنية على وعد بالازدهار الاقتصادي وإعادة بناء الحلم الأمريكي، وهو فرصة الثراء ومستوى معيشي مرتفع للجميع. لكنه أمام معضلة يحاول معالجتها لجعل هذه الأفكار قابلة للاستمرار مستقبلاً ولا تتحول عبئاً على البلاد، وهو انخفاض المواليد وتراجع الإنجاب. وإذا بقي تراجع المواليد بالوتيرة الحالية فإن أي برنامج ازدهار اقتصادي محكوم بالفشل وفق إجماع خبراء الاقتصاد إذ أن النمو السكاني شرط أساسي للنمو الاقتصادي الشامل.

لحل معضلة تراجع المواليد، تطرح إدارة ترامب عداً من الأفكار، ويحرص مسؤولون في الحكومة الأمريكية على اصطحاب عائلاتهم وأطفالهم إلى المناسبات العامة. وظهر وزير الكفاءة الحكومية إيلون ماسك مرات عديدة مع أحد أطفاله خلال اجتماعات مع ترامب، كذلك نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس يحرص على اصطحاب طفله في لقاءات شعبية، ضمن حملة غير مباشرة لتشجيع الأمريكيين على تكوين الأسر.

وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، استمع البيت الأبيض إلى مجموعة من الأفكار في الأسابيع الأخيرة لإقناع الأمريكيين بالزواج وإنجاب المزيد من الأطفال، في إشارة جديدة إلى أن إدارة ترامب ستتبنى أجندة ثقافية جديدة، يدعمها العديد من حلفائها اليمينيين، لعكس اتجاه انخفاض معدلات المواليد والترويج للقيم الأسرية المحافظة.

يقضي أحد المقترحات بتخصيص 30% من المنح الدراسية لبرنامج فولبرايت، وهي زمالة دولية مرموقة مدعومة من الحكومة، للمتقدمين المتزوجين أو الذين لديهم أطفال.

ويقضي مقترح آخر بمنح "مكافأة مواليد" نقدية قدرها 5000 دولار لكل أم أمريكية بعد الولادة.

ويدعو مقترح ثالث الحكومة إلى تمويل برامج توعوية للنساء لتشجيعهن على الإنجاب.

هذه الأفكار، وغيرها، تنبثق من حركة معنية بانخفاض معدلات المواليد، والتي اكتسبت زخمًا لسنوات، ولديها الآن حلفاء في الإدارة الأمريكية، بمن فيهم جيه دي فانس وإيلون ماسك. وقد التقى خبراء السياسات والمدافعون عن زيادة معدلات المواليد مع مساعدي البيت الأبيض، وسلموا مقترحات مكتوبة حول سبل مساعدة النساء أو إقناعهن بإنجاب المزيد من الأطفال، وفقا لأربعة أشخاص شاركوا في الاجتماعات وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة محادثات خاصة.

لم يُشر مسؤولو الإدارة إلى الأفكار - إن وُجدت - التي قد يتبنونها في النهاية. لكن المدافعين أعربوا عن ثقتهم في أن قضايا الخصوبة ستصبح جزءًا بارزًا من جدول الأعمال، مشيرين إلى أن الرئيس ترامب دعا إلى "طفرة في المواليد".

أرسلت الناشطة سيمون كولينز، مع زوجها مالكولم كولينز، إلى البيت الأبيض عدة مسودات أوامر تنفيذية، من بينها أمرٌ يمنح "الميدالية الوطنية للأمومة" للأمهات اللواتي لديهن ستة أطفال أو أكثر.

وتشير المناقشات التي جرت خلف الكواليس حول سياسة الأسرة إلى أن السيد ترامب يُعِدّ بهدوء خطة طموحة للترويج لهذه القضية، حتى مع تركيزه الكبير على أولويات أكثر أهمية مثل التخفيضات الفيدرالية والرسوم الجمركية والترحيل الجماعي. يُناقش مشروع 2025، وهو المخطط السياسي الذي تنبأ بمعظم أجندة ترامب حتى الآن، قضايا الأسرة قبل أي شيء آخر، ويفتتح فصله الأول بوعد "باستعادة مكانة الأسرة كركيزة أساسية في الحياة الأمريكية".

يتميّز تحالف الراغبين في رؤية المزيد من الأطفال بتنوعه وشموليته. فهم متحدون في مخاوفهم بشأن معدل المواليد في الولايات المتحدة، الذي يتراجع منذ عام 2007، محذرين من مستقبلٍ لا تستطيع فيه قوة العمل الأصغر حجمًا دعم شيخوخة السكان وشبكة الأمان الاجتماعي. ويخشون، إذا لم يُحسّن معدل المواليد، أن ينهار اقتصاد البلاد، وفي نهاية المطاف، قد تتعرض الحضارة الإنسانية للخطر.

وشهدت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة انخفاضا مستمرا في معدلات المواليد والخصوبة إلى مستويات تاريخية متدنية. انخفض معدل الخصوبة العام (عدد المواليد لكل ألف امرأة في سن الإنجاب 15-44 عاماً) بنحو 3% في عام 2023 ليصل إلى حوالي 54.5 مولود لكل ألف امرأة. وهذه المعدلات أقل بكثير من مستوى الإحلال السكاني البالغ حوالي 2.1 طفل لكل امرأة (المطلوب للحفاظ على حجم السكان ثابتاً). للمقارنة، بلغ معدل الخصوبة الكلي ذروته في حقبة “طفرة المواليد” بعد الحرب العالمية الثانية عند حوالي 3.7 أطفال للمرأة عام 1957 قبل أن يبدأ اتجاها هبوطيا طويل الأمد​.

ويتنبأ مكتب الميزانية بالكونغرس بأن قوة العمل ستنمو بحوالي 0.6% سنويًا فقط في المتوسط حتى عام 2035، ما سيجعل نمو الناتج المحلي الإجمالي يدور حول 1.8% خلال العقد المقبل​، وهي نسب أدنى بكثير مما اعتاده الاقتصاد الأمريكي في العقود السابقة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية قد يبدأ حجم القوى العاملة بالانكماش فعليا بعد منتصف القرن. هذا السيناريو يعني نقص العمالة في العديد من القطاعات وقطاعات شاغرة لا تجد من يشغلها، مما قد يضطر الشركات لرفع الأجور بشكل تنافسي لجذب الموظفين أو زيادة الاستثمار في الأتمتة والتكنولوجيا لتعويض نقص العمال.

رغم تكاليف زيادة معدلات الإنجاب، سواء على الأسر أو الدول، إلا أن الاقتصاد القوي يتطلب نمواً سكانياً، فالمزيد من الأطفال اليوم يعني المزيد من العمال والمبتكرين غداً، في حين أن قلة المواليد تنتج فجوة في سوق العمل قد يكون سدّها أكثر صعوبة وتتطلب تعويضها عبر الهجرة مثلاً، وربما يضطر من سيخلفون دونالد ترامب إلى إرسال طائرات هذه المرة لجلب مهاجرين!

سيف الحموري

كاتب مقالات في موقع كلمتك, حيث أقوم بكتابة المقالات بمجالات مختلفة ومتنوعة. لدي سنوات عديدة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والتسويق وأحمل شهادة البكالوريوس في التسويق كما قد قمت بتطوير مواهبي في الصحافة بعد أن بدأت العمل في هذا المجال.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : تراجع الإنجاب يهدد الاقتصاد الأمريكي.. ويربك ترامب - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 10:16 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق