إجماع لبناني على البابا السند والملتزم التاريخي بري: مصير قانون بلدية بيروت يتقرر الخميس - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إجماع لبناني على البابا السند والملتزم التاريخي بري: مصير قانون بلدية بيروت يتقرر الخميس - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 11:06 مساءً

نادراً ما أجمع اللبنانيون على الالتفاف حول شخصية عالمية أو محلية كمثل ما تظهّر إجماعهم على الحزن والتأسي والتقدير حول أحد أعظم الباباوات، البابا فرنسيس الذي رحل صباح أمس وكان رحيله مدوياً على رغم ترقب العالم لهذه اللحظة الحزينة في ظل معاناة البابا الراحل في الشهرين الأخيرين اللذين شكلا فترة احتضاره الأخير. ذلك أن كل لبنان، بكل طوائفه المسيحية والإسلامية والرؤساء الروحيين، وبكل أركان الدولة والزعماء السياسيين والحزبيين، عبّر تعبيراً صادقاً شاملاً حيال تقديره الكبير للبابا الراحل، حتى بدا الأمر كأن لبنان تعامل مع وفاته كأنها خسارة خاصة بلبنان أكثر من سائر الدول. واكتسب ذلك دلالات معبرة لا تنطبق عليها الأحوال المشابهة لرحيل شخصيات زمنية أو دينية أخرى من منطلقين يصعب تجاهلهما، وهما: أولاً أن لبنان بمجموع المواقف الرسمية والدينية والسياسية والاجتماعية التي عكست الحزن على البابا فرنسيس إنما اطلق عفوياً رسالة وفاء للحبر الأعظم الذي لم يكن يوفر مناسبة إلا ويخص لبنان بدعاءاته له ومواقفه المتعاطفة مع معاناة شعبه من دون أي تمييز أو استثناء، ووقف وقفات مشهودة مع حقوق اللبنانيين في الحياة الحرة الكريمة وسط التزامه المسار التاريخي للفاتيكان في إحاطة التنوّع والتعدد اللبناني الأهمية الإنسانية العظيمة. وثانياً، أن لبنان عبّر اسوة بكل العالم عن تقديره الكبير لهذه الشخصية الفذة التي تميز بها البابا في صفاته الشخصية والبابوية وورعه ورمزيته النادرة.  

 

 

تبعاً لذلك، طغت ردود الفعل على وفاة البابا على مجمل الواقع اللبناني في اثنين الفصح بحيث توجت هذه الردود بإعلان لبنان الحداد الرسمي عبر بيان أصدره الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، وأفاد أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أعلن الحداد الرسمي على وفاة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس، بحيث تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الجلل، وعلى أن تتخذ الإجراءات ذاتها يوم الصلاة لراحة نفس قداسته وتشييعه. وتقدمت بيانات النعي التي صدرت عن أركان الدولة سيلاً من ردود الفعل والشهادات في البابا الراحل، إذ نعاه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، معتبراً أن "رحيل البابا فرنسيس ليس خسارة للكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل هو خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات. وإننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي، فلطالما حمل البابا الراحل لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبداً دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوّعه. لقد كان البابا فرنسيس رجلاً استثنائياً بتواضعه وبساطته، وفي الوقت نفسه قائداً روحياً فذاً بحكمته وشجاعته. عمل بلا كلل من أجل بناء جسور التواصل بين مختلف الأديان والثقافات، ودافع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وناضل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافاً".

 

وببيان وجداني نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البابا فرنسيس قائلاً: "في زمن القيامة والرجاء والأمل قال عظته الأخيرة ورحل. حمل صليبه ومشى. خفق قلبه الذي إتسع لكل الناس لفقرائهم ومستضعفيهم ومعذبيهم آخر خفقه بالمحبة. أطلق العنان لصوته صرخة أبدية: "أبتاه إغفر لهم لإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. في لحظة الإنسانيه فيها بأمس الحاجه إلى الكلمة التي تجمع، نفقد قامة ما نطقت إلا بالحق كلمة. نفقد الإنسان القسيس، الراهب الزاهد المتعبد  الذي طلّق الألقاب وإرتقى بالرسالة السماوية إرتقاء يسوعياً".
كذلك قال رئيس الحكومة نواف سلام: "برحيل البابا فرنسيس، يخسر لبنان سنداً متيناً، ويخسر العالم رجل المحبة والسلام، نصير الفقراء والمهمشين، المعروف بتواضعه وقربه من الناس. هو الذي وقف دوماً إلى جانب لبنان، ولطالما صلّى له ورغب بزيارته".

 

الرئيس عون خلال زيارته البطريرك الراعي في المستشفى أمس بعد خضوعه لجراحة في الورك.

 

 

 يشار في هذا السياق إلى أنه سيتعذر على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يسافر إلى الفاتيكان للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس نظراً إلى خضوعه لجراحة الأحد جراء إصابته بكسر في وركه. وقد زار رئيس الجمهورية العماد جوزف عون  صباح أمس البطريرك الراعي في مستشفى أوتيل ديو واطمأن إلى صحته. كما أوفد رئيس الحكومة نواف سلام وزير الاتصالات شارل الحاج لعيادة البطريرك الراعي في المستشفى متمنياً له الشفاء العاجل.   

بعد العطلة 

        
واليوم تعود الحركة إلى طبيعتها بعد عطلة الفصح، فيما لا تزال معالم التصعيد الإسرائيلي الميداني في الجنوب وترددات ملف السلاح في الداخل تتعالى وتطغى حتى على الاستعدادات الأخيرة الجارية للشروع في جولات الانتخابات البلدية التي ستنطلق في جولتها الأولى في الرابع من أيار المقبل من محافظة جبل لبنان. ومع ذلك، لا تبدي الأوساط المعنية رسمياً وشعبياً، أي قلق على المسار المرتقب لإنجاز هذه الانتخابات في جولاتها الأربع المقررة بل يبدو أن ثمة اطمئناناً واسعاً وارتياحاً لإجرائها بلا أي مشكلات أمنية او لوجستية بحيث أعدت لها كل الاستعدادات الضرورية لكي تشكل طليعة ناجحة لإنجازات العهد والحكومة في إنجاز الاستحقاقات الديموقراطية بلا عراقيل وبقدر عال من التجرد والشفافية كما يؤكد المعنيون.

 

نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ونواب خلال استقبال رئيس المجلس الوطني الإماراتي صقر غباش في مطار بيروت.

نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ونواب خلال استقبال رئيس المجلس الوطني الإماراتي صقر غباش في مطار بيروت.

 

 
وفي هذا السياق، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"النهار" أمس انه ينتظر حصيلة مناقشات اقتراحات القوانين المعجلة المكررة حيال اجراء تعديلات على أحكام قانون البلديات والنصوص المتعلقة ببلدية بيروت. وأضاف: "سنتناول كل الاقتراحات في الجلسة العامة يومي الخميس والجمعة المقبلين والقرار النهائي يعود لمجلس النواب"، وأوضح أنه "يميل إلى اللوائح المقفلة لتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وأنه مع حصر المناصفة فقط في بيروت وهي عاصمة كل اللبنانيين ويجب أن تكون واجهة وحدتنا الوطنية". 
أما في ملف التطورات الجنوبية، فأجرى الرئيس بري إتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل إطلع منه على وقائع الإعتداءات الإسرائيلية، وأيضا مقدماً التعازي بشهداء الجيش الذين سقطوا في بلدة بريقع كما بالشهداء المدنيين. وأكد رئيس المجلس "بأن ما قامت به إسرائيل أمس الأول وطيلة الأسابيع الماضية هو محاولة مكشوفة للتشويش على الالتزام الجدي للبنان الذي نفذ ما هو مطلوب منه لجهة تطبيق بنود وقف إطلاق النار، في وقت تمعن فيه إسرائيل بإستباحة سيادة لبنان واللبنانيين وقرارات الشرعية الدولية". 

 

وتفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل ثكنة عصام شمعون - النبطية، حيث التقى ضباطًا وعسكريين من فوج الهندسة، وقدم إليهم التعازي بشهداء الفوج الثلاثة الذين استشهدوا جراء انفجار ذخائر في بلدة بريقع – النبطية. كما أثنى على جهودهم، مؤكدًا أن عناصر الوحدات المنتشرة يؤدون دورًا أساسيًّا لخدمة الوطن والمساهمة في صموده. وأضاف: "رسالتنا أن نضحّي، ونحن جاهزون دائمًا لنقوم بواجبنا الوطني. ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجيش شهداء، وسنبقى نعمل على تحقيق كل ما هو مطلوب منّا لنحافظ على لبنان. إن فوج الهندسة يقوم بعمل جبار ودقيق في هذه المرحلة الصعبة ليحمي أهلنا في الجنوب، بما في ذلك ضبط مختلف الذخائر والمتفجرات وتفكيكها، وفتح الطرق، وإجراء الكشف للتأكد من إزالة أي خطر يمكن أن يهدّد المواطنين خلال عودتهم إلى منازلهم، في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق