تصدّر اللاعب محمود حسن "تريزيغيه" المشهد الرياضي في مصر بعد انتهاء موسم 2024-2025 من الدوري القطري، وقرب نهاية فترة إعارته إلى نادي الريان. هذا يمهّد الطريق لعودته المرتقبة إلى مصر من بوابة ناديه الأم الأهلي، بعدما نجح النادي في استقطابه بصفقة بيع نهائية من نادي طرابزون التركي.

يواجه الأهلي صعوبات كبيرة في الفترة الأخيرة، خصوصاً في الجانب الهجومي، حيث يناضل في الكثير من المباريات بسبب عدم القدرة على اختراق الدفاعات وخلق فرص حقيقة للتسجيل، وهو ما أدّى إلى عجز الفريق عن تحقيق الفوز في مباريات حاسمة وفقدانه العديد من النقاط المهمة.

على الرغم من أنّ الأهلي عزّز هجومه بصفقات قوية لمعالجة مشكلاته خلال الفترة الماضية، مثل التعاقد مع أشرف بن شرقي وغراديشار، مع تأكيدات بإنهاء صفقة أحمد سيد زيزو التي سيُعلن عنها قريباً، فإنّ عودة "تريزيغيه" تُعتبر صفقة ينتظرها جمهور الأهلي بفارغ الصبر، حيث يُعتقد أنه سيكون الحل المثالي للتحديات الراهنة.

تتحلى صفقة "تريزيغيه" بالعديد من الجوانب المهمة، أبرزها الانتماء إلى النادي، ورفضه اللعب لصالح الأندية المحلية المنافسة رغم العروض المغرية. يُعد "تريزيغيه" واحداً من أفضل اللاعبين المهاريين في مصر أخيراً، بفضل سرعته التي تمكّنه من خلق مساحات خلف دفاعات الخصوم، بالإضافة إلى مهاراته في المراوغة وإتقانه التسديد، وقدرته على اللعب بكلتا قدميه حيث يمكن توظيفه كجناح أيمن وأيسر.

كذلك، يتمتع اللاعب بمرونة فنية تجعله قادراً على اللعب في مراكز متنوّعة، إلى جانب مركزه الرئيسي، مثل المركز الرقم 10، وحتى كمهاجم صريح، مثلما أكّد ذلك مراراً مع منتخب مصر.

ورغم أنّ رحلته الاحترافية لم تكن موفقة، فقد غادر الأهلي في موسم 2015-2016 للانضمام إلى أندرلخت البلجيكي، ثم تنقّل بين محطات أخرى أبرزها أستون فيلا، إلا أنّ إصابته بالرباط الصليبي أثرت على مستواه. وحتى مع عودته إلى الدوري التركي من خلال بوابة نادي طرابزون، لم يحصل على الفرص المناسبة، لكنه وجد النجاح أخيراً مع الريان الذي لعب معه 19 مباراة، وسجل 5 أهداف و5 تمريرات حاسمة.

إمكانيات "تريزيغيه" الفنية تبرز بصورة واضحة دولياً مع منتخب مصر. ورغم أنّ الأضواء تسلّط عادةً على محمد صلاح، فإنه كان حاسماً في العديد من المباريات المهمة للمنتخب. ساهم محمود حسن في تأهّل المنتخب إلى كأس العالم 2018 والوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية مرّتين متتاليتين، بالإضافة إلى التأهل رسمياً إلى الأمم الأفريقية 2025، والاقتراب من حسم التأهل الرسمي إلى مونديال 2026.

عودة محمود "تريزيغيه" هي خطوة ستساعده على إظهار إمكانياته الكبيرة، واللعب في أكبر البطولات مثل كأس العالم للأندية 2025. وتُعتبر بمثابة صفقة طموحة تضاهي التعاقدات الأجنبية المميزة التي تضيف الحلول إلى الفريق.