البابا فرنسيس... رحل بعد هدم الجدران - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البابا فرنسيس... رحل بعد هدم الجدران - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 09:33 مساءً

"اهدِموا هذه الجدران!".
قد تردد تلك الكلمات صدى النداء الشهير الذي وجهه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان للزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف كي يهدم جدار برلين. لكن "الجدران" التي طالب البابا فرنسيس بهدمها، بصيغ مختلفة، هي الأفكار التي تفصل البشر بعضهم عن بعض.
يمكن أن تكون هذه الأسوار معنوية تهدف إلى التفرقة الإثنية والثقافية والاجتماعية، أو قانونية تحظر على اللاجئين الهاربين من شظف العيش اللجوء إلى الغرب. 
هذا هو الإرث الأبرز للبابا فرنسيس الذي غادر هذا العالم عند الساعة 7:35 من صباح اثنين الفصح عن عمر 88 عاماً. أتى ذلك بعدما منح المصلين بركته يوم الأحد في ساحة القديس بطرس متمنياً لهم فصحاً مجيداً.

"البشارة الجديدة"
بصفته أول بابا منحدر من الرهبنة اليسوعية التي عُرفت بطروحاتها الإصلاحية وحتى الثورية ضمن الكنيسة، يمكن فهم الكثير من سياسات خورخي ماريو بيرغوليو، الاسم الأساسي للبابا الراحل. واختار اسم فرنسيس تيمناً باسم القديس فرنسيس الأسيزي بسبب حبّه للفقراء والطبيعة.
إن "البشارة الجديدة" القائمة على التعاطف وإظهار رحمة الله لا القائمة على الوعظ الديني مثلت أولوية لدى البابا الراحل. وتصدر البابا العناوين حين روّج لمكافحة التغير المناخي، وأشهر أعماله في هذا الإطار وثيقة "كُن مسبحاً" (2015) التي دعا فيها إلى حماية البيئة. وسنة 2023، سمح للكهنة بمباركة الأزواج المثليين بشرط ألا يبدو ذلك مباركة للزواج المثلي نفسه. سنة 2013، حين سئل عن الكهنة المثليين أجاب: "إن كان شخص مثلياً وكان يبحث عن الرب ولديه النيّة الحسنة، فمن أنا لأدين؟".

 

امرأة تُصلّي أمام لوحة تُصوّر البابا فرنسيس في كاتدرائية سان خوسيه دي فلوريس في بوينس آيرس. (ا ف ب)

 

"القاتل المأجور"
حافظ البابا على الخط الكنسي التقليدي في منع الإجهاض، مشبّهاً تلك العملية بالشخص الذي يطلب من "قاتل مأجور" حل مشكلة.
وأكد البابا أهمية تخطي الحواجز الدينية إذ زار الإمارات العربية المتحدة عام 2019 حيث وقع مع شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب "وثيقة الأخوة الإنسانية". وبعد نحو عامين، التقى بآية الله العظمى السيد علي السيستاني في منزله بالنجف.
ولفتت الأستاذة في تاريخ العصور الوسطى بجامعة رود آيلاند جويل رولو-كوستر إلى تشجيع البابا على قراءة تاريخ الكنيسة بدون خوف. عام 2019، غيّر اسم "أرشيف الفاتيكان السري" إلى "أرشيف الفاتيكان الرسولي". وكان فرنسيس نفسه محباً للمطالعة منتقداً "تقديس" الشاشات و"أخبارها الزائفة والعنيفة".

ما ليس خاضعاً للجدل
يوم الخميس الماضي، المعروف باسم خميس الغسل الذي يتذكر فيه المسيحيون غسل المسيح لأرجل تلاميذه، زار البابا نحو 70 سجيناً في روما: "أحب أن أقوم، في كل سنة، بما قام به المسيح يوم الخميس المقدس، وهو غسل الأرجل. هذه السنة، لا أستطيع القيام بذلك (بسبب المشاكل الصحية)، لكنني أريد أن أكون قريباً منكم. أصلي من أجلكم ومن أجل عائلاتكم".
ربما أثار البابا فرنسيس الجدل في بعض الأوساط المسيحية بسبب جانب من أفكاره. لكن ما لا يمكن الجدال فيه هو أن البابا الراحل قرن كلماته بالأفعال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق