اندلعت موجة جديدة من الجدل حول دوقة ساسكس، ميغان ماركل، بعد أن اتهمتها كاتبة بريطانية بسرقة فكرتها وتحويلها إلى مسلسل رسوم متحركة كانت تنتجه نتفليكس، في خطوة وصفتها الكاتبة بأنها تجاهل صارخ لحقوق الإبداع والأمانة الأدبية.

مسلسل "Pearl": فكرة ملهمة أم تقليد صريح؟

في يوليو 2021، أعلنت ماركل عن مسلسل كرتوني جديد بعنوان "Pearl"، يدور حول فتاة صغيرة تتعلم كيفية خوض تحديات الحياة وتستلهم من نساء ملهمات عبر التاريخ. العمل كان ضمن صفقة ضخمة قدرت قيمتها بـ100 مليون دولار بين دوق ودوقة ساسكس ومنصة نتفليكس عام 2020.

لكن هذا المشروع، الذي تولّت ماركل إنتاجه التنفيذي إلى جانب ديفيد فيرنيش، أُلغي بعد أقل من عام، وسُحبت كل الإشارات إليه من موقع شركة Archewell الخاصة بالدوقة.

الكاتبة ميل إليوت: "التشابه لم يكن محض صدفة"

ميل إليوت، الكاتبة والرسامة البريطانية المقيمة في هاستينغز، كشفت أنها أرسلت خطاباً قانونياً إلى Archewell في يوليو 2021، تشير فيه إلى وجود تشابهات "لا يمكن تجاهلها" بين مسلسل ماركل وشخصيتها الكرتونية "Pearl Power"، التي ابتكرتها قبل سبع سنوات.

وقالت ميل: "أشعر بخيبة أمل لأن ميغان، التي تصف نفسها بالنسوية الداعمة للنساء، قدمت عملاً يحمل نفس الفكرة تقريباً، من دون أي اعتراف بمصدر الإلهام أو التواصل معي."

سلسلة منشورة ومشروع متكامل منذ سنوات

قبل إعلان نتفليكس عن مشروع "Pearl"، كانت إليوت قد أصدرت بالفعل ثلاثة كتب من سلسلة "Pearl Power" في الأعوام 2014 و2015 و2016. وقد تُرجمت هذه السلسلة إلى عدة لغات منها اليابانية والفرنسية والإسبانية، وحققت نجاحاً عالمياً.

وفي عام 2019، بدأت إليوت بالفعل العمل على تحويل قصتها إلى مسلسل رسوم متحركة. وكانت الشخصية الرئيسية، بيرل، تستعد للظهور الأول في المسلسل إلى جانب أسطورة التنس بيلي جين كينج، التي أبدت دعمها للمشروع.

محاولات قانونية ورسائل بلا رد

إليوت تابعت خطواتها القانونية بإرسال رسالتين شخصيتين إلى نتفليكس وArchewell في أكتوبر 2021 وفبراير 2022، لكن دون أي رد.

ورغم مرور أشهر، لم يصدر أي توضيح رسمي من الأطراف المعنية. وفي مايو 2022، ألغت نتفليكس المشروع ضمن مجموعة من التخفيضات، مبررة القرار بانخفاض عدد المشتركين والتحول بعيداً عن الرسوم المتحركة.

شخصية "Pearl Power" ظهرت لأول مرة مرتدية فستاناً أسوداً بياقة بيضاء على طراز بيتر بان، ومزينة بفيونكات حمراء في شعرها وعلى حذائها. وقد أكدت إليوت أن النموذج الأولي للرسوم المتحركة كان متاحًا على موقعها الإلكتروني ومنصاتها الاجتماعية، ما يجعل احتمالية اطلاع فريق العمل في نتفليكس أو Archewell على المشروع واردة.

ردود أفعال متباينة وصمت مستمر

رغم الجدل، لم تصدر نتفليكس ولا Archewell أي بيان رسمي حول الشكوى. وقالت إليوت: "ما أزعجني حقاً هو أنهم لم يتواصلوا معي، كنت أتمنى أن تتم دعوتي للمشاركة، بدلاً من تجاهلي".

وأضافت: "أنا سعيدة بإلغاء العمل، لكن كان من الأجمل أن أشارك فيه. الآن، إذا قررت إعادة إطلاق مشروعي، سيبدو الأمر وكأني أُقلّد عملاً ليس لي، وهذا مؤلم".

تجارب مشابهة وتكرار في الاتهامات

ليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها مشاريع ماركل بالتشابه مع أعمال أخرى. ففي فبراير الماضي، أبدت رئيسة بلدية مدينة بوريس الإسبانية انزعاجها من تشابه شعار ماركة ميغان الجديدة "As Ever" مع شعار المدينة التاريخي، في حادثة أثارت اهتمام الإعلام الإسباني.

وفي وقت سابق، اتُهمت ماركل أيضاً باستلهام برنامجها "With Love" من برنامج الطبخ الشهير "Cooking with Love" الذي قدمته الممثلة باميلا أندرسون. ورغم أن القائمين على برنامج أندرسون لم يبدوا اعتراضاً قانونياً، إلا أن الاتهامات بتكرار النمط الإبداعي أصبحت تتكرر.

أحلام ضائعة تحت ظل الشهرة

أشارت إليوت إلى أنها اختارت الصمت في البداية خوفاً من التعرض لهجوم إلكتروني من قبل "جيش ساسكس"، وهي مجموعة من المعجبين المتعصبين لميغان، خاصة أنها كانت قد خضعت مؤخراً لعلاج مكثف بعد إصابتها بسرطان الثدي عام 2019.

اليوم، بعد مرور السنوات وتكرار الحالات، قررت الكاتبة كسر صمتها، مؤكدة أن ما كانت تطمح له لم يكن سوى الاعتراف بمشروعها، والمشاركة في تطويره، بدلاً من تجاهله واختفائه خلف مشاريع أخرى تبدو ظاهرياً مختلفة، لكن تفاصيلها تروي قصة أخرى.