استأنفت سوريا والإمارات رحلات الطيران المباشرة بينهما، حيث انطلقت اليوم الأحد أول طائرة من مطار دمشق الدولي متجهة إلى مدينة الشارقة، إيذانًا بعودة التواصل الجوي بين البلدين بعد انقطاع دام لسنوات.

وتمثل هذه الرحلة بداية تنفيذ خطة تشغيلية جديدة أعلنت عنها مؤسسة الخطوط الجوية السورية، تتضمن توسيع شبكة الطيران المدني السوري باتجاه مدن إماراتية رئيسية تشمل دبي، الشارقة، وأبو ظبي.

خطوة رمزية تحمل رسائل سياسية

تأتي هذه العودة بعد زيارة رسمية أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى دولة الإمارات، تم خلالها بحث ملفات استراتيجية أبرزها التعاون الاقتصادي، والاستثمارات، وملف النقل الجوي. وعلى الرغم من أن الإعلان الرسمي لم يربط مباشرة بين الزيارة واستئناف الطيران، إلا أن التوقيت يعكس وجود تنسيق سياسي رفيع المستوى لإعادة ترميم العلاقات الثنائية.

وتُعد الإمارات من الدول الخليجية التي اتخذت خطوات متقدمة باتجاه إعادة الانفتاح على سوريا، بدءًا من إعادة فتح سفارتها في دمشق، مرورًا بزيارات رسمية متبادلة، وصولًا إلى التعاون التجاري وفتح خطوط الطيران.
 

خطة تشغيلية بـ 10 رحلات أسبوعيًا

مدير عام مؤسسة الخطوط الجوية السورية، سامح عرابي، أكد أن المؤسسة بدأت تنفيذ خطة تشغيلية موسعة تتضمن تسيير خمس رحلات أسبوعيًا إلى دبي، وثلاث رحلات إلى الشارقة، بالإضافة إلى رحلتين إلى أبو ظبي.

وقال عرابي إن الرحلات ستُنفّذ باستخدام أسطول الخطوط الجوية السورية الحالي، مع الالتزام بجميع المعايير الفنية المعتمدة دوليًا، مؤكدًا أن هذه الخطوة تشكل دفعة قوية لتعافي قطاع النقل الجوي السوري.

أهمية اقتصادية وانتعاش متوقع للركاب والتجارة

عودة الرحلات المباشرة من دمشق إلى الإمارات لا تقتصر على البعد السياسي أو الدبلوماسي، بل تمثل أيضًا نافذة اقتصادية حيوية للسوريين في الداخل والخارج. فالإمارات تضم جالية سورية كبيرة، وتُعد مركزًا مهمًا للعبور والتجارة والاستثمار.

ويتوقع أن تُسهم هذه الرحلات في زيادة حركة المسافرين، وتسهيل نقل البضائع، وتعزيز قطاع السياحة والسفر، خاصة في ظل استمرار العقوبات على سوريا، التي تضيق خيارات الربط الجوي مع العالم الخارجي.