كتب – محمود كمال

عقد البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد، اجتماعا خاصا مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس داخل مقر إقامته في الفاتيكان وذلك في إطار تبادل التهاني بمناسبة عيد الفصح وفقا لما أعلنه بيان رسمي صادر عن الفاتيكان.

وأبرز اللقاء الفروقات الفكرية بين الطرفين لا سيما أن فانس، الذي اعتنق الكاثوليكية في سن الخامسة والثلاثين بعد نشأته في أسرة إنجيلية من الطبقة العاملة، كثيرا ما عبر عن مواقف سياسية تتعارض مع توجهات البابا الأرجنتيني اليسوعي المنتمي لتيار اجتماعي أكثر انفتاحا.

وسجل فانس في أكثر من مناسبة اعتراضه على تصريحات البابا المتعلقة بالهجرة وخاصة حين انتقد البابا بشدة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الطرد الجماعي للمهاجرين وهي السياسات التي دعمها فانس بقوة.

وأثار البابا في فبراير الماضي استياء إدارة ترمب، حين وصف قراراتها بشأن ترحيل المهاجرين باللا إنسانية مؤكدا أن مثل هذه الإجراءات تشكل أزمة أخلاقية كبرى في العالم.

ورفع فانس من حدة لهجته في عدة مناسبات متبنيا خطابا شبيها بما تروج له أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وخاصة عند حديثه عن أولويات المجتمع الأميركي في ما يخص الهجرة والأمن القومي.

ولم يتردد البابا في الرد حيث وجه انتقادات علنية لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين، عندما ساندوا قرار ترمب باعتقال المهاجرين غير الشرعيين حتى داخل المدارس وأماكن العبادة، معتبرا أن هذه الإجراءات تنتهك الكرامة الإنسانية.

وأكد فانس خلال مقابلة أجراها مع قناة فوكس نيوز في يناير الماضي، على رؤية دينية تنطلق من مبدأ أن الإنسان مطالب بمحبة عائلته أولا ثم جيرانه، فمجتمعه ثم بلده وأخيرا باقي العالم وهو المفهوم الذي يراه البعض متناقضا مع دعوة البابا للانفتاح الإنساني.

ودعا البابا في المقابل إلى ما سماه المحبة الشاملة مؤكدا في أكثر من مناسبة على ضرورة بناء أخوّة إنسانية لا تُقصي أحدا بل تفتح ذراعيها للجميع دون استثناء.