نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أبرز المواقع الأثرية في سوريا 2025 - تكنو بلس, اليوم السبت 19 أبريل 2025 10:23 مساءً
مع حلول عيد الجلاء في السابع عشر من نيسان، تعود الذاكرة الوطنية السورية إلى محطات مفصلية في مسيرة الاستقلال والسيادة، لكن هذه المناسبة لا تكتمل دون تسليط الضوء على العمق الحضاري والثقافي الذي يجعل من سوريا واحدة من أعرق بلدان العالم. فإلى جانب نضالها السياسي، تزخر سوريا بمواقع أثرية شاهدة على حضارات تعاقبت منذ آلاف السنين، لتجعل من الأرض السورية متحفًا مفتوحًا يروي قصة الإنسان منذ فجر التاريخ. وتعد هذه المواقع أحد أهم رموز الهوية الوطنية التي يجب الحفاظ عليها كجزء من روح الجلاء.
تدمر: عروس الصحراء وسحر الشرق القديم
تقع مدينة تدمر الأثرية في قلب البادية السورية، وتعد واحدة من أبرز الشواهد على عظمة الحضارة السورية القديمة. ازدهرت المدينة في العهد الروماني، وكانت مركزًا تجاريًا مزدهرًا يربط بين الشرق والغرب. تشتهر تدمر بأعمدتها الرخامية الطويلة، ومسرحها الروماني الرائع، ومعبد بعل شمين الذي يُعد من أروع المعابد الكلاسيكية في الشرق. كما تحتل الملكة زنوبيا، التي قادت تمردًا ضد الإمبراطورية الرومانية، مكانة خاصة في الذاكرة السورية، حيث أصبحت رمزًا للبطولة والكرامة. وفي عيد الجلاء، تُستحضر تدمر باعتبارها شاهدًا على أن الحرية لا تقتصر على السياسة، بل تمتد إلى مجد الحضارات التي صنعها السوريون عبر التاريخ.
قلعة الحصن: الحارس الصامد عبر العصور
في منطقة حمص الغربية، تنتصب قلعة الحصن على تلة مرتفعة تُشرف على السهول المجاورة، وتُعد من أفضل القلاع الصليبية المحفوظة في العالم. هذه القلعة التي تعود للقرن الحادي عشر، لم تكن فقط حصنًا عسكريًا، بل مركزًا استراتيجيًا شهد معارك ومواجهات حاسمة. اليوم، تعتبر قلعة الحصن رمزًا للصمود ومَعلمًا سياحيًا عالميًا يُدرج على قائمة التراث الإنساني لليونسكو، ويقصدها الزوار لاكتشاف هندستها العسكرية الفريدة وللاستمتاع بإطلالتها البانورامية على المنطقة.
الجامع الأموي في دمشق: قلب التاريخ النابض
وسط العاصمة السورية دمشق، يقف الجامع الأموي الكبير كأحد أهم المعالم الإسلامية في العالم، وواحد من أقدم المساجد التي ما زالت قائمة حتى اليوم. يتميز بتاريخه العريق الذي يمتد إلى العهد الأموي، وبجمال عمارته وزخارفه الفسيفسائية، بالإضافة إلى رمزيته الدينية والثقافية.
يمثل الجامع الأموي وجهًا من أوجه التسامح والتنوع الحضاري، حيث سبق أن كان معبدًا للإله السوري القديم حدد ثم معبداً رومانيًا للإله جوبيتر ثم كنيسة بيزنطية قبل أن يتحول إلى مسجد خلال الحكم الأموي لمدينة دمشق.
في عيد الجلاء، يُعد هذا الموقع رمزًا لوحدة الشعب السوري وثراء تاريخه الديني والثقافي الذي صاغ هويته على مر العصور.
فإن الاحتفاء بعيد الجلاء لا يكتمل دون التقدير العميق لهذه الكنوز الأثرية التي تعكس عراقة سوريا وتاريخها المجيد. فكل حجر في هذه المواقع يروي قصة شعب أبيّ، ناضل من أجل حريته، وشيّد حضارة ألهمت البشرية، ولا يزال يحميها في وجه كل محاولات النسيان أو التدمير.
0 تعليق