شهدت جامعة الأزهر بمصر، موقفاً إنسانياً نادراً يجمع بين الوفاء والاعتراف بالجهد العلمي، حيث نظّمت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بفرع بورسعيد مناقشة لرسالة دكتوراه خاصة بالباحثة الراحلة هانم محمود أبو اليزيد، التي توفيت قبيل موعد مناقشة رسالتها بعد أن أتمّت إعدادها بشكل كامل.

وأقامت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، صباح أمس الثلاثاء، جلسة المناقشة بحضور أعضاء الهيئة الأكاديمية وعدد من زميلات الباحثة، وسط أجواء اتسمت بالتقدير والاحترام لمسيرتها العلمية.

وكانت الباحثة، وهي مُدرسة مساعدة بالكلية ذاتها، قد انتهت من إعداد رسالتها، وسلّمتها رسمياً إلى اللجنة المشرفة، والتي ضمّت أكاديميين من داخل وخارج الجامعة، قبل أن تُفجع الأسرة العلمية بوفاتها في ديسمبر الماضي.

باحثة سعودية تبتكر جهازا لتشخيص أمراض القلب الحرجة خلال 15 دقيقة

وحرصت الجامعة على المضي في الإجراءات الأكاديمية الخاصة بالرسالة، تقديراً لجهودها التي استمرت لأكثر من أربع سنوات في إعداد العمل البحثي، مؤكدة أن ذلك يأتي وفاءً لجهد الباحثة وحفاظًا على حقوقها العلمية، حيث وُضع اسمها على المقعد المخصص لها داخل قاعة المناقشة، تخليداً لذكراها.

وأشاد أعضاء اللجنة العلمية بجودة الرسالة وتميّزها الأكاديمي، معلنين منح الراحلة درجة الدكتوراه عن جدارة، وسط تصفيق وتأثر الحضور.

من جانبه، أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن هذه الخطوة جاءت "لحماية ملكية الباحثة الفكرية ومنع أي محاولة للاستيلاء على رسالتها"، مشيراً إلى أن نسخة من العمل سيتم إيداعها في مكتبة الكلية وأخرى في المكتبة المركزية للجامعة، تكريساً لجهودها وتميّزها.

وأضاف داود أن هذا الموقف يعكس التزام الأزهر بالقيم الأخلاقية والإنسانية، وحرصه على تكريم كل من ساهم بعلمه في خدمة الوطن، مشيراً إلى أن الجامعة سبق أن اتخذت خطوات مشابهة، من بينها مناقشة رسالة دكتوراه لباحث في لحظاته الأخيرة بالمستشفى العام الماضي.

معجزة هيلين كيلر.. حصلت على الدكتوراة وصارت سفيرة لحقوق المكفوفين