كتب – محمود كمال

شهدت العاصمة الفرنسية باريس الخميس محادثات مكثفة بين مسؤولين أميركيين وأوروبيين بمشاركة وفد أوكراني لمناقشة إمكانية إعلان وقف دائم لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا كخطوة أولى نحو السلام.

وسجل اللقاء بحسب مراقبين اختراقا ديبلوماسيا بضم الأوروبيين رسمياً إلى طاولة التفاوض، بعد فترة من التحركات الأميركية المنفردة، حيث اتفقت الأطراف على عقد اجتماع جديد في بريطانيا لمتابعة جهود التهدئة.

وشارك في الاجتماعات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى جانب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك ووزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيجا فيما حضر اللقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان لوي بارو إضافة إلى ممثلين عن بريطانيا وألمانيا.

ودخل ماكرون المحادثات بشكل شخصي، وتواصل بشكل مستمر مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال اللقاءات، وفق مصادر في الإليزيه.

وسعى الرئيس الفرنسي لتحقيق تقارب في وجهات النظر مؤكداً أن الجميع يريد سلاما دائما وقويا، مشيرا إلى أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يبنى على الوضع القائم، دون أي توسع روسي جديد في الأراضي الأوكرانية.

وامتنع المجتمعون عن إصدار بيان ختامي، ما اعتبره البعض مؤشراً على استمرار التباين في المواقف، خصوصاً بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن كيفية إنهاء الحرب.

واعتبر رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا إيمانويل دوبيي، أن غياب البيان يعكس فجوة واضحة في الرؤى.

ورحب ماكرون بما وصفه بالتبادل الممتاز وكتب على منصة إكس أن ما جرى في باريس يمثل بداية لمسار قد يؤدي إلى اتفاق سلام دائم بين موسكو وكييف دون توضيح للخطوات المقبلة.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن اللقاءات كانت استثنائية بجلوس أميركا وأوروبا وأوكرانيا معا للبحث في سبل تحقيق السلام في حين وصف المحلل السياسي بيار بارتيلو الحدث بأنه نقلة نوعية بدخول الأوروبيين مفاوضات كانت حكراً على الروس والأميركيين.

وأجرى روبيو اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف لإبلاغه بتفاصيل المباحثات مؤكدا استعداد بلاده لدعم السلام إذا التزم الجميع بالتوصل إلى اتفاق.

وأوضح روبيو أن زيارته لباريس الأولى له كوزير للخارجية، جاءت للبحث عن حلول واقعية لوقف الحرب مجددا تعهد الرئيس ترمب بحل النزاع خلال 24 ساعة رغم مضي أشهر على انتخابه دون تحقيق هذا الوعد، وفق تحليل دوبيي.

وأطلع روبيو الأمين العام لحلف الناتو مارك روته على مقترح السلام، وأكد أن بلاده تأمل في قبوله لتحقيق سلام مستقر لكنه حذر من أن استمرار الغموض سيدفع واشنطن إلى التراجع عن دور الوساطة.