"الأمير الصغير" يضيء باريس: سرد بصري وتجربة غامرة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الأمير الصغير" يضيء باريس: سرد بصري وتجربة غامرة - تكنو بلس, اليوم السبت 19 أبريل 2025 10:57 صباحاً

بعد جولة أولى في مدينة بوردو، حيث احتضنه مركز الفن الرقمي "باسّان دي لوميير"، يحطّ عرض "الأمير الصغير: الأوديسة التفاعلية" (Le Petit Prince : l’odyssée immersive) رحاله في باريس، ليمتدّ حتى السادس من تموز/يوليو، حاملاً معه سرداً بصرياً ينفخ الحياة من جديد في رائعة أنطوان دو سانت-إكزوبيري، ضمن تجربة غامرة تنسج الخيال والفن معاً.

منذ صدوره عام 1943، لم يكفّ كتاب "الأمير الصغير"، أحد أكثر الكتب مبيعاً في تاريخ الأدب، عن التحليق من اقتباس إلى آخر، بين السينما والرسوم المصوّرة والمسرح الغنائي. وها هو اليوم يدخل فضاءً جديداً: "أتولييه دي لوميير" (Atelier des Lumières)، مركز الفن الرقمي الباريسي، الذي سبق له أن غاص في عوالم غوستاف كليمت، وأستريكس، وتان تان. لكن التحدي هذه المرة مع "الأمير الصغير" كان أكثر عمقاً، وأشدّ حساسية.

 

 

فخلافاً لتلك الأعمال المليئة بالرسوم، لا يضمّ كتاب سانت-إكزوبيري سوى نحو أربعين رسماً وتخطيطاً مائياً، ما دفع استوديو "Spectre Lab" وشريكه "Start-Rec" إلى أن يغرفا من خيالهما أبعد مما هو مرسوم، لصوغ عرض مدّته عشرون دقيقة، يُعيد سرد القصة، ويلتقط روحها وتيماتها الكبرى.

يقول نيكولا شارلان، المدير الفني للمعرض التفاعلي: "تساءلنا كثيراً بشأن بعض المشاهد مثل مشهد الأفعى، وحتى في ما خص المقدّمة، إذ إنها مجرّد سطر في الرواية، بينما حولناها إلى مشهد يمتد ثلاث دقائق"، ويضيف في حديثه إلى "راديو فرنسا الدولي": "لذا، كان علينا أن نبتكر، وأن نغوص عميقاً في روح النص. كذلك طرحت العلاقة مع الوردة تساؤلات كثيرة: كيف نعرضها؟ كيف نزيل الغبار عنها ونقدّم إليها قراءة ثانية، من دون أن نُخِلّ بأمانة العمل الأصلي؟".

انفجار ألوان وموسيقى
تبقى لمسات أنطوان دو سانت-إكزوبيري البسيطة ماثلة، لكنّها تمتزج هذه المرة بانفجار بصري من الألوان يتّجه في كل صوب، لصوغ كونٍ جديد حول "الأمير الصغير". وقد حظي الفريق بحرية إبداعية واسعة لتوسيع هذا العالم، بعدما منحت عائلة المؤلف ثقتها الكاملة لصنّاع العرض.

 

جانب من عرض

 

"فهموا سريعاً أننا لسنا هنا لتشويه العمل، بل لإعادة قراءته بمنظور معاصر"، يؤكّد شارلان،
"رافقونا خلال جميع مراحل الإنتاج، ووفّروا لنا صوراً بجودة عالية، وفتحوا لنا قاعدة بياناتهم، وكانوا دائماً على استعداد للإجابة عن أسئلتنا.".

ويبدو أن التجربة حظيت بتقدير خاص من توما ريفيير، ابن شقيق حفيد الكاتب، الذي قال: "مع إضافة المؤثرات الصوتية والبصرية، ومع شعور الزائر بأن الأرض تتحرك تحته، نشهد فعلاً تجربة غامرة بالكامل". ويضيف: "التمازج بين كلّ هذه المواهب والأفكار جعل من العرض تجربة استثنائية".

 

 

قبل ثمانين عاماً، همس "الأمير الصغير": "لا نرى جيداً إلا بالقلب، فالجوهري غير مرئي للعين". وما زالت هذه الحكمة تتردد اليوم، رغم سيل الصور والموسيقى والمؤثرات. ففي قلب هذا البذخ البصري، تظل الرسائل النقية للكتاب -عن الطيبة، والصداقة، والرغبة في الاكتشاف، والحفاظ على البيئة- مشعّة كما كانت، لا تُطفئها الأضواء، بل تمنحها حياة جديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق