في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس التحولات المتسارعة في المشهد الإقليمي، احتضنت العاصمة القطرية الدوحة لقاءً ثلاثياً مهماً جمع الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، برعاية كريمة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. 
اللقاء، الذي وصف بالإيجابي، جاء في سياق سعي عربي حثيث نحو التفاهم وتفعيل التعاون المشترك في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، لا سيما في سوريا.

لقاء تاريخي برعاية قطرية

أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن اللقاء انطلق من حرص الدوحة على تعزيز العمل العربي المشترك، وتأكيدها على أهمية الحوار والتقارب بين الدول الشقيقة. 
وأكد أن اللقاء تم في أجواء إيجابية عكست حالة التفاهم بين الطرفين، كما شدد على أهمية المضي نحو مزيد من التنسيق والتعاون.

السوداني يزور الدوحة في زيارة مفاجئة

بحسب وكالة الأنباء العراقية، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارة خاطفة إلى الدوحة، التقى خلالها بأمير قطر والرئيس السوري، في لقاء وصف بـ"النوعي"، جاء على خلفية التطورات المتسارعة في سوريا والمنطقة. 
وأكد السوداني أن العراق يراقب عن كثب الوضع السوري، وخاصة التواجد العسكري الأجنبي غير الشرعي، مشدداً على رفض كل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية.
ملفات أمنية واقتصادية على طاولة النقاش 
تناول اللقاء عدداً من الملفات، أبرزها أمن الحدود المشتركة، إذ تم الاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي لمواجهة التهديدات الإرهابية، خاصة خطر "داعش". 
كما ناقش الجانبان سبل تطوير العلاقات التجارية وتسهيل عبور البضائع والأفراد، إضافة إلى تحفيز الاستثمارات المتبادلة وفتح آفاق جديدة في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية.

موقف ثابت من السيادة والاستقلال

شدد الجانبان على ضرورة احترام سيادة كل من سوريا والعراق، ورفض التدخلات الخارجية بكافة أشكالها. وأكدا أن استقرار البلدين هو ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة ككل، داعين إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ المكونات الدينية والاجتماعية، وتضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية.

الرئاسة السورية: اللقاء بداية مرحلة جديدة

أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن شكره لدولة قطر وأميرها على دورهم الفاعل في عقد هذا اللقاء، معتبراً أنه يمثل انطلاقة جديدة في العلاقات العربية، وفرصة لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون بين دمشق وبغداد. 

كما أكدت الرئاسة السورية أن هذا الاجتماع يمثل خطوة مهمة نحو بناء علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتشكل نواة لحوار عربي أوسع.
اللقاء الذي رعته الدوحة يعكس تغيراً في المعادلات الإقليمية، وقد يكون مقدمة لمرحلة جديدة من العمل العربي الجماعي، في ظل تحديات متزايدة أمنياً وسياسياً واقتصادياً