انعدام هوامش التحرّك أمام "حزب الله" - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انعدام هوامش التحرّك أمام "حزب الله" - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 01:31 صباحاً

حتى الآن لم يقتنع قادة "حزب الله" بأن ما بعد ٢٧ تشرين الثاني ليس كما قبله. هذه هي المعادلة الدي استجدت بعدما أدت "حرب الإسناد" إلى تقويض قوته العسكرية جراء تعرضه لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد. عملياً، أدت الحرب إلى هزيمة عسكرية مُني بها الحزب المذكور، دفعته إلى القبول باتفاق وقف لإطلاق النار، بات بمثابة الحبل الذي يلف عنقه إلى حد خنقه نهائياً على المستويين العسكري والأمني. أكثر من ذلك، أدى انهيار نظام الأسد في سوريا، واهتزاز النفوذ الإيراني في العراق، والضغط العسكري الشديد على جماعة الحوثي في اليمن إلى مفاقمة واقع العزل التي يعاني منها الحزب أكان على الصعيد الإقليمي أم على الصعيد الداخلي. ومن هنا حاجة قادة الحزب من العاقلين إلى إدراك حجم المعضلة التي وقعوا فيها. فالمواقف النارية كالتي أطلقها أحد قادة الحزب بشأن السلاح مستعيداً أقوالاً للأمين العام السابق السيد حسن نصرالله كالقول إن "اليد ستمتد إلى السلاح سوف تُقطع" لا تنسجم مع الظرف الموضوعي الذي يمر به الحزب راهناً، كما لا تعكس قدرة على قراءة المرحلة التي انتقلت إليها المنطقة ولا سيما تعرض إيران وهي رأس "الأخطبوط" الذي تتفرع عنه مجموعة الأذرع أو الفصائل الأمنية والعسكرية في لبنان والعراق واليمن، لضغط كبير جداً قد ينتهي بضربة عسكرية ساحقة لبرنامجها النووي، وربما طاولت منشآتها النفطية أيضاً. 

 

ما سبق من ذكر لبعض ملامح المرحلة يشي بأن ما ينتظر "حزب الله" في لبنان ليس أقل من نزع سلاحه وتسريح عناصره، وطيّ صفحة وظيفتيه العسكرية والأمنية. فالخيارات تتراوح بين تسليم السلاح للدولة اللبنانية بالاتفاق أو مواجهة حرب إسرائيلية ستنتهي بمزيد من الضحايا والخسائر وفي النهاية سنعود إلى الأساس أي إلى مربّع نزع السلاح بشكل كامل. وعليه لا نرى فائدة تذكر من رفع سقف الخطاب الدعائي أكان رفضاً لتسليم السلاح أم طمعاً في بيع الورقة بالسياسة. فلا الرفض سيمنع نزعه بالقوة، ولا قبض ثمن سياسي سيحصل، في وقت تشهد فيه موازين القوى الإقليمية اختلالاً فاضحاً لغير مصلحة إيران وميليشياتها، وفي وقت يشكل فيه رافضو تسليم السلاح حالة تبدو للوهلة الأولى آتية من خارج سياقات المرحلة. لذلك كله فإن مراقبين كثراً يعتقدون أن قادة الحزب يتمترسون خلف شعارات بالكاد باتت مقنعة لعموم المواطنين من البيئة الحاضنة. ولعل مغالاة بعض أصحاب الرأي بالقول إن السلاح باقٍ حتى ظهور المهدي المنتظر يميط اللثام عن أزمة عميقة يعاني منها مؤيدو الحزب المذكور. أزمة مردّها ضياع البوصلة، وانعدام الرؤية الصحيحية لما هو قادم. فالحزب الذي سيخرج قريباً جداً بشكل شبه تام من جنوبي نهر الليطاني، عاجز عن إقناع الغالبية العظمى من اللبنانيين، وجزء كبير منهم من البيئة الشيعية، بصوابية الاحتفاظ بالسلاح. والأهم أنه غير قادر على طمأنة الجمهور بأن تجربة حرب الـ٦٦ يوماً سنة ٢٠٢٤ لن تتكرر بفعل رفض تسليم السلاح. 

 

يبقى أن الخيار الأعقل هو الذهاب نحو الدولة وتنفيذ قطيعة نهائية مع المرحلة الميليشيوية.                            

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق