كتبت.. آلاء محمدي

تشهد الكرة الأرضية ظاهرة طبيعية استثنائية تتجلى في العاصفة الشمسية القوية، وهي صنفت ضمن الفئة الثالثة "G3" على مقياس العواصف الجيومغناطيسية، وهذه العاصفة التي تضرب المجال المغناطيسي للأرض، تخلق فرصة نادرة لسكان أمريكا الشمالية لمشاهدة عرض ضوئي خلاب يتمثل في ظهور الشفق القطبي بألوانه الساحرة.

موعد العاصفة الشمسية التي تضرب الأرض

من المتوقع أن تبلغ ذروة العاصفة الشمسية خلال المشهد الليلي البديع في الساعات القادمة من مساء اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، حيث تتوهج السماء بألوان تتراوح بين الأخضر الزمردي والبنفسجي العميق والأحمر الناري.

وبحسب التوقعات فإن هذا العرض السماوي سوف يكون مرئياً بوضوح في ثماني عشرة ولاية أمريكية تقع في المناطق الشمالية، وذلك مع إمكانية امتداد تأثيره البصري جنوباً ليصل حتى ولاية كنتاكي، مما يتيح لملايين الأشخاص فرصة نادرة لمشاهدة هذا الحدث الطبيعي الفريد.

ما هي العاصفة الشمسية؟

تعرف العاصفة الشمسية بأنها اضطرابات مؤقتة تحدث في الغلاف المغناطيسي للأرض، وهو الدرع غير المرئي الذي يحمي كوكبنا من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، وهذه الاضطرابات تنجم عن تفاعل "الرياح الشمسية"، وهي عبارة عن تدفق مستمر من الجسيمات المشحونة كهربائياً "البلازما" والمجالات المغناطيسية المنبعثة من الشمس، مع المجال المغناطيسي الأرضي.

ويعود السبب المباشر وراء هذه العاصفة إلى مجموعة من الانبعاثات الإكليلية الكتلية "CMEs" التي رصدت من الشمس يوم الثالث عشر من أبريل/ نيسان، وهذه الانبعاثات هي عبارة عن سحب هائلة من البلازما والمجالات المغناطيسية تنطلق من الغلاف الجوي الخارجي للشمس "الإكليل الشمسي"، وعندما تصطدم هذه السحب القوية بالمجال المغناطيسي للأرض، فإنها تحدث اضطرابات كبيرة تؤدي إلى نشوء العواصف الجيومغناطيسية.

سبب ظهور العواصف الشمسية

تعد هذه العواصف الشمسية السبب الرئيسي وراء ظهور واحدة من أندر وأجمل الظواهر الطبيعية المعروفة باسم "الشفق القطبي" أو "الأضواء الشمالية "Aurora Borealis" في نصف الكرة الشمالي و Aurora Australis في نصف الكرة الجنوبي، ويحدث هذا المشهد الساحر نتيجة لتفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع الغازات الموجودة في الغلاف الجوي العلوي للأرض.

وعندما تدخل هذه الجسيمات النشطة إلى الغلاف الجوي، فإنها تصطدم بذرات وجزيئات الغاز مثل الأكسجين والنيتروجين، ويؤدي هذا التصادم إلى إثارة ذرات الغاز، وعندما تعود إلى حالتها الطبيعية فإنها تطلق طاقة على شكل ضوء بألوان مختلفة، ويعتمد لون الشفق القطبي على نوع الغاز الذي يتم إثارته وعلى ارتفاع حدوث التفاعل، فعلى سبيل المثال ينتج الأكسجين اللون الأخضر والأحمر، بينما ينتج النيتروجين اللون الأزرق والبنفسجي.