نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عاصفة جيومغناطيسية تضرب كوكب الأرض... هل تؤثّر على لبنان؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 03:39 مساءً
شهد كوكب الأرض ليل الاثنين الثلاثاء عاصفة جيومغناطيسية استمرت نحو 12 ساعة، راوحت شدّتها بين الخفيفة والمعتدلة، وفق التصنيف المعتمد لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، وبدأت بالتراجع صباح اليوم.
ومع ذلك، حذّر خبراء التنبؤات من أن النشاط الشمسي قد يشتد مجدداً في الساعات الآتية، ولا سيما مع ترقّب وصول مقذوفات إكليلية إضافية، الأمر الذي يرفع احتمال حدوث عواصف جيومغناطيسية من الدرجة القوية.
الشفق القطبي الناتج عن العاصفة الجيومغناطيسية من فنلندا (موقع space weather).
وفي تعليقٍ من فنلندا، قال المصوّر سيباستيان ساينيو، الذي وثّق الشفق القطبي الناتج عن العاصفة: "لقد وصلت المقذوفات الإكليلية، وقدّمت عرضاً رائعاً، وإن لم يكن طويل الأمد، في سماء الليلة ما بين 15 و16نيسان/ أبريل".
تُذكّر هذه الظواهر الكونية بجمالها المذهل، لكنها أيضاً تفرض تحديات تقنية قد تؤثر على أنظمة الاتصالات، شبكات الكهرباء، والأقمار الصناعية، خصوصاً في خطوط العرض العليا. ولا تزال التحذيرات سارية لمراقبة الوضع خلال الساعات المقبلة.
والعاصفة الجيومغناطيسية هي اضطراب موقت في المجال المغناطيسي للأرض، يحدث عندما تصطدم جسيمات مشحونة من الشمس (مثل البروتونات والإلكترونات) بالغلاف المغناطيسي لكوكبنا. تُطلق هذه الجسيمات خلال انفجارات شمسية تُعرف بالاندفاعات الكتلية الإكليلية.
عند وصولها إلى الأرض، يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية، أنظمة الملاحة، وشبكات الكهرباء، خاصة في المناطق القريبة من القطبين. كما تؤدي إلى ظهور الشفق القطبي، وهو عرض ضوئي طبيعي يظهر في السماء.
في حديث خاص لـ"النهار"، يعرّف الإعلامي العلمي مجدي سعد، العاصفة الجيومغناطيسية بـ"انفجار ضخم في الهالة الشمسية يؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الجسيمات المشحونة مثل البروتونات والإلكترونات. هذه الجسيمات تنطلق بسرعات هائلة باتجاه الفضاء، وإن كانت موجهة نحو الأرض، فإنها تصطدم بالحقل المغناطيسي المحيط بكوكبنا".
الحقل المغناطيسي للأرض يعمل كدرع واقية، حيث يوجّه هذه الجسيمات إلى مناطق القطبين الشمالي والجنوبي بسبب شكل خطوطه المغناطيسية. لهذا السبب، تتركز هذه الجسيمات في تلك المناطق، وينتج عنها الشفق القطبي، وهي ظاهرة بصرية ساحرة لكنها في الوقت ذاته دليل على نشاط جيومغناطيسي شديد وفق ما أورد الإعلامي العلمي مجدي سعد.
هل لهذه الظاهرة تأثير مباشر على حياتنا اليومية؟
أكّد سعد أنه "إن كانت العاصفة الشمسية قوية فقد تُحدث الجسيمات المشحونة أعطالاً في شبكات الكهرباء، وتؤثر على أنظمة الاتصالات والملاحة الجوية".
وأضاف: لقد شهدنا حوادث سابقة، مثل انقطاع الكهرباء عن نيويورك وتورونتو، بسبب هذه العواصف. أشهر حادثة على الإطلاق كانت في القرن التاسع عشر، تُعرف بحادثة كارينغتون، حين توقفت شبكات التلغراف بالكامل.
هل لبنان معرّض للخطر في حال حدوث عاصفة جيومغناطيسية قوية؟
في الظروف العادية لا، يجيب سعد ويؤكّد: "نحن نسبياً بعيدون عن القطب الشمالي، لذلك فإن التأثير يكون محدوداً. لكن إذا وقعت عاصفة شمسية استثنائية، فقد تمتد تأثيراتها إلى خطوط العرض 33 إلى 35، أي قد تشمل لبنان وأجزاءً من المنطقة. هذا احتمال وارد، لكنه نادر".
ونصح سعد بمتابعة التقارير الرسمية من وكالات الفضاء العالمية، مثل "ناسا" و"NOAA"، وكذلك المراصد الوطنية إن توفرت، موضحاً أنّه "في بعض الحالات قد يُطلب تقليل استخدام الأجهزة الحساسة أو حماية أنظمة الكهرباء. لكن في الغالب، هذه العواصف تمر بسلام".
0 تعليق