في ظل التقارب المصري الفرنسي المتنامي، خصوصًا بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى القاهرة، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتزايد التساؤلات حول إمكانية تعاقد مصر على شراء غواصات فرنسية.

تعاون عسكري بين مصر وفرنسا

شهدت العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، فمنذ عام 2015، أبرمت القاهرة صفقات كبيرة مع باريس، شملت شراء 24 مقاتلة “رافال”، وفرقاطة “فريم”، وأربع طرادات من طراز “جويند 2500”، بالإضافة إلى حاملتي مروحيات من طراز “ميسترال”.

مصر تتفاوض على غواصات هجومية فرنسية

وفقًا لتقارير فرنسية نُشرت خلال الأيام الماضية، دخلت مصر في مفاوضات مع مجموعة “نافال” الفرنسية لشراء غواصات من طراز “سكوربين 2000” وذلك منذ 3 سنوات، تشير هذه التقارير إلى أن المفاوضات تسير بسلاسة، مع تفاؤل الجانب المصري بإمكانية إبرام الصفقة قريبًا.

تتميز غواصات “سكوربين 2000” بقدرات هجومية متقدمة، حيث يبلغ طولها بين 66 و75 مترًا، وتصل إزاحتها إلى 2200 طن، ويمكنها الغوص حتى عمق 350 مترًا، والبقاء في البحر لمدة تصل إلى 50 يومًا، مما يمنح البحرية المصرية قدرة على تنفيذ عمليات طويلة المدى.

مصر تتفاوض على غواصات فرنسية من طراز “باراكودا” النووية

وفقًا لتقرير نشره موقع “يورونيوز”، أبدت مصر اهتمامًا بشراء ست غواصات من طراز “باراكودا” من مجموعة “نافال” الفرنسية، وبدأت هذه المحادثات في فبراير 2022 على هامش قمة “محيط واحد” في بريست، حيث ناقش السيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطط تطوير الأسطول البحري المصري.

طبيعة الغواصة “باراكودا”

غواصات “باراكودا” هي غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، وتُعرف بقدرتها على البقاء في البحر لفترات طويلة تصل إلى 70 يومًا، وتتميز بقدرتها على حمل صواريخ كروز بحرية.

صفقة بـ 5 مليار يورو .. اعتبارات تثير قلق إسرائيل

على الرغم من التقدم في المفاوضات، تواجه الصفقة تحديات اقتصادية، تقدر قيمة الصفقة بحوالي 5 مليارات يورو، “تتضمن عقود توريد وصيانة وقطع غيار وتدريب”.

وسياسيًا، أعرب بعض المسؤولين الفرنسيين عن تحفظاتهم، مشيرين إلى أن امتلاك مصر لغواصات متقدمة قد يثير قلق دول أخرى في منطقة البحر المتوسط، مثل تركيا وإسرائيل.

التصنيع المحلي والتعاون الفني

في خطوة لتعزيز القدرات المحلية، قررت البحرية المصرية إنشاء حوض متخصص في صناعة وصيانة الغواصات. من المتوقع أن يتم تصنيع بعض أجزاء غواصات “سكوربين” أو “باراكودا” محليًا، مما يعزز من نقل التكنولوجيا ويقلل من الاعتماد الكامل على الخارج.

رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

بينما تسير المفاوضات بين مصر وفرنسا بشأن غواصات “سكوربين” في اتجاه إيجابي، تظل هناك تحديات اقتصادية وسياسية قد تؤثر على إتمام الصفقة، مع ذلك، فإن التعاون العسكري المتنامي بين البلدين يشير إلى رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية، مما قد يمهد الطريق لإبرام الصفقة في المستقبل القريب.

اقرأ أيضاً: ألمانيا تقترب من تزويد أوكرانيا بصواريخ “توروس” بعيدة المدى

نسخ الرابط تم نسخ الرابط