يبحث نادي بايرن ميونيخ الألماني عن قلب الطاولة على إنتر ميلان الإيطالي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما سقط البافاري ذهاباً (1-2) على أرضه في أليانز أرينا.

يعاني بايرن من نقص في تشكيلته بعد إصابة الحارس مانويل نوير والمدافعين دايو أوباميكانو وهيروكي إيتو، بالإضافة إلى جمال موسيالا وألفونسو ديفيس وكينغسلي كومان وألكسندر بافلوفيتش. كل هذه الغيابات أثرت على مستوى الفريق أمام إنتر، فلم يعد أمام المدرب فينسنت كومباني الكثير من الحلول التكتيكية لمواجهة واحد من أقوى الفرق الأوروبية هذا الموسم.

رغم كل هذه الغيابات، لم يدخل كومباني إلى لقاء الذهاب بحنكة، إذ فاجأ الجميع باعتماده على رافايل غيريرو في خط الوسط الهجومي مكان موسيالا، وترك المخضرم توماس مولر على مقاعد البدلاء.

الجميع يُدركون مدى أهمية مولر في مثل هذه المباريات؛ فإنتر يمتلك أقوى خط دفاعي في أوروبا، وبايرن بحاجة إلى لاعب قادر على فك شيفرة هذا الجدار، والخيار الأنسب لهذه المهمة يكمن بمولر كونه أذكى لاعب في التمركز على أرض الملعب. لكنّ المدرب البلجيكي لم يفكّر في هذه الطريقة، وفضّل الاعتماد على لاعب أسرع وأكثر جاهزية بدنياً ويساعده دفاعياً أيضاً في الهجمات المرتدة؛ الأمر الذي لم يحصل أساساً.

مع عودة بافلوفيتش وكومان من الإصابة، أصبح بإمكان كومباني التنويع أكثر في الحلول التكتيكية. ومما لا شك فيه أنّ الدفع بسيرج غنابري المتألق في المباراة الأخيرة أمام بوروسيا دورتموند، أو حتى كومان، أفضل من البدء بلوروي ساني أساسياً، لأنّ الأخير بعيد كل البعد عن المستوى المطلوب.

فشل بايرن ذهاباً في التسجيل باكراً والتحكّم بسير المباراة على أرضه، رغم أنه كان قادراً على ذلك، خصوصاً مع تسديدة هاري كاين أمام المرمى التي ارتطمت بالقائم في الشوط الأول. خرج العملاق البافاري من هذا اللقاء بأفضلية ميدانية، مسدداً 20 مرّة في مقابل 10 لإنتر، مع 5 فرص خطرة في مقابل واحدة للإيطالي. كذلك، بلغ استحواذ النادي الألماني 58% في مقابل 42% لـ"النيراتزوري". إلا أنّ لغة الأرقام لا تنفع أمام النتيجة، فخرج إنتر فائزاً واضعاً قدماً في نصف النهائي.

مفتاح الحل لا يزال في يد كومباني، وهو قادر على قلب الطاولة على إنتر في حال قرأ لقاء الذهاب جيّداً، وعرف كيف يوظف عناصره لاختراق دفاعات المدرب سيموني إنزاغي باكراً للعودة إلى ميونيخ وبحوزته بطاقة التأهل إلى المربّع الذهبي.