كتبت – هاجر هشام

شهدت مدينة رام الله، قلب الضفة الغربية، حدثًا أثار موجة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تزامن افتتاح "آيكون مول" في رام الله التجاري مع تصاعد الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وكشف هذا التناقض بين مشهدين في جغرافيا واحدة كشف عن انقسام عميق في المجتمع الفلسطيني، بين من يرون في الحدث رمزًا لاستمرار الحياة، وآخرين اعتبروه استفزازًا لمشاعر شعب يعاني.

افتتاح "آيكون مول" في رام الله

تضمنت مراسم افتتاح المول، التي حضرها مسؤولون فلسطينيون بارزون، بينهم محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، عروضًا موسيقية وأداءات الدبكة الفلسطينية، إلى جانب أجواء احتفالية تخللها الرقص والأغاني، لكن هذه الصور التي انتشرت بسرعة عبر الإنترنت قوبلت بانتقادات حادة من ناشطين، اعتبروا أن توقيت الحدث وطبيعته لا يتماشيان مع الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة، حيث القصف المستمر والدمار يهيمنان على المشهد.

افتتاح مول رام الله يثير جدل واسع 

عكست التعليقات على مواقع التواصل حالة من الاستقطاب الحاد، فقد قارن البعض بين شريط الافتتاح الملون في رام الله وصور الدمار في غزة، وبين أصوات الموسيقى وصرخات الألم، وبين لحظات الفرح ومشاهد الخسارة، حيث رأى فريق أن الاحتفال يعبر عن "ثقافة الحياة" وتحدي الظروف الصعبة، بينما وصف آخرون الحدث بأنه غير حساس، بل وصلت اتهامات البعض إلى وصف المشاركين بأنهم "غير ملتزمين" بالقضية الفلسطينية، في وقت تُراق فيه دماء في القطاع.

لم يكن "آيكون مول" مجرد مشروع تجاري يُضاف إلى رام الله، بل تحول إلى رمز للانقسامات العميقة داخل المجتمع الفلسطيني، فبينما يرى البعض أن مثل هذه المبادرات تدعم الاقتصاد المحلي وتعزز الحياة اليومية، يعتبر آخرون أنها بعيدة عن نبض الشارع في ظل الأزمات المستمرة، وقد ألقى هذا الحدث الضوء على تحديات التوازن بين الحفاظ على الحياة المدنية والتضامن مع معاناة الفلسطينيين في مناطق أخرى.

لا يزال صدى افتتاح "آيكون مول" في رام الله يتردد في الأوساط الفلسطينية، مع استمرار النقاشات حول دلالاته الاجتماعية والسياسية، ويبقى السؤال: هل يمكن لمثل هذه الأحداث أن تكون جسراً للوحدة، أم أنها ستظل تعبيرًا عن تناقضات الواقع الفلسطيني؟ ما هو واضح أن "آيكون مول" لم يكن مجرد بناء جديد، بل نقطة انطلاق لتأملات عميقة حول الهوية والتحديات المعاصرة.