نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليمن على حافة معركة جديدة... هل تشهد الحديدة تحركات عسكرية ضدّ الحوثيين؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 05:14 صباحاً
تتسارع وتيرة التطورات العسكرية والسياسية في اليمن، على وقع تقارير إعلامية تتحدث عن استعدادات حثيثة قد تفضي إلى عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على مدينة الحديدة الساحلية، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران.
هذه المعطيات، التي نشرتها صحيفة "ذا ناشيونال"، تأتي في ظل تصاعد الغارات الأميركية ضد الحوثيين، وترجيحات بتحولات ميدانية قد تعيد خلط أوراق الأزمة اليمنية برمّتها.
وبحسب التقرير، فإن القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تستعد لخوض معركة برية في الحديدة، الواقعة على البحر الأحمر، دون أن يتضح حتى الآن مدى الدعم الخارجي، وخصوصاً الأميركي، الذي قد تتلقاه مثل هذه العملية.
وفي حين شكّلت الهجمات الأميركية الأخيرة على مواقع حوثية في المدينة عامل ضغط واضح على الجماعة، فإن واشنطن لم تصدر حتى اللحظة موقفاً واضحاً بشأن دعمها لتحرك بري محتمل.
ويتزامن الحديث عن هذه العملية مع محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، عبر وساطة عمانية، ما يفتح باب التكهنات بشأن طبيعة التقارب – أو التباعد – بين المسارين العسكري والسياسي، ففي الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة عسكرياً على الحوثيين رداً على هجماتهم المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، فإنها تبقي خطوط الاتصال مع إيران مفتوحة في محاولة لتفادي تصعيد إقليمي أوسع.
مسألة وقت
ويقول وكيل وزارة الإعلام اليمنية فياض النعمان، لـ"النهار"، إن "الضربات الجوية الأميركية الأخيرة ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية تأتي في سياق مواجهة التهديد المتزايد الذي تمثله هذه الجماعة، ليس فقط على اليمن، بل على الإقليم والعالم بأسره. وأصبح من الواضح أن تحرير اليمن من هذه الميليشيات لم يعد خياراً، بل ضرورة حتمية على الصعيدين المحلي والدولي".
ويضيف أن "القوات المسلحة اليمنية أصبحت على دراية تامة باستراتيجية ميليشيات الحوثي العسكرية، واستعادة المناطق الخاضعة لسيطرتهم باتت مسألة وقت، سواء عبر عمليات عسكرية وطنية منفردة أو من خلال دعم إقليمي ودولي".
ويشير المسؤول الحكومي اليمني إلى أن "تحرير محافظة تعز يمثل أولوية استراتيجية لإنهاء مشروع الميليشيات، بالنظر إلى أهميتها الجغرافية والرمزية، كما أن تحرير الحديدة سيكون له تأثير مباشر في قطع طرق الإمداد الاقتصادي وعمليات تهريب السلاح من إيران. ما يفتح الباب أمام تحرير العاصمة صنعاء" الحاضنة السياسية والعسكرية للحوثيين.
متظاهر يحمل صورة عبد الملك الحوثي خلال احتجاج في صنعاء. (ا ف ب)
تنسيق جدي وحازم
ويتابع النعمان قائلاً إن "تحرير الحديدة وتعز يتطلب إدارة حازمة وتنسيقاً جدياً في اتخاذ القرار من قبل الدول الفاعلة في الملف اليمني، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة"، محذراً من أن "الاكتفاء باستخدام ورقة الميليشيات الحوثية كأداة ضغط في الملف الإيراني من قبل المجتمع الدولي، يضع المنطقة أمام تهديد إرهابي دائم، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن العقوبات أو الملف النووي الإيراني".
ويضيف: "يجب أن يكون القرار بشأن إنهاء الإرهاب الحوثي حاسماً وشاملاً، تماماً كما حدث مع تنظيمي القاعدة وداعش".
هدف استراتيجي
وبدوره، يقول الصحافي والمحلل السياسي اليمني وائل القباطي، لـ"النهار"، إن "السيطرة على الحديدة تمثل هدفاً استراتيجياً للحكومة اليمنية، إذ تضم المدينة ثاني أكبر ميناء في البلاد بعد ميناء عدن، وتُعدّ شرياناً اقتصادياً بالغ الأهمية، كما أن استعادتها ستُضعف نفوذ الحوثيين، الذين استخدموا الميناء خلال السنوات الماضية كممر حيوي للتمويل والإمداد".
لكنه يشير إلى أن "أي عملية عسكرية في المدينة تحمل في طيّاتها مخاطر كبيرة، سواء على الصعيد الإنساني، أو على مستوى التفاهمات الدولية السابقة، وتحديداً اتفاق ستوكهولم لعام 2018، الذي أبقى على وضعية الحديدة شبه المجمدة عسكرياً".
ويخلص القباطي إلى أنّ "المشهد اليمني مفتوح على احتمالات متعددة، بين تصعيد ميداني وشيك، أو تسوية مؤجلة رهن التفاهمات الإقليمية والدولية، في نزاع لا يزال يراوح مكانه منذ أكثر من تسع سنوات، ويُثقل كاهل اليمنيين بأعباء إنسانية واقتصادية غير مسبوقة".
0 تعليق